لا يقدر الرسولُ صلى الله عليه وسلم جلب خير لنفسه ولا دفع شر يحل بها إلا ما شاء الله بالأسباب المتاحة التي يستطيعها البشر . وهو صلى الله عليه وسلم إنسان لا يعلم الغيب وما سيحدث في المستقبل ولو كان يعلم الغيب لفعل الأسباب التي يعلم أنها تكثر له المصالح والمنافع ولاتقى ما يكون من الشر قبل أن يقع . محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم ليس إلا رسول أرسله الله إلى الناس كلهم رحمة من الله وقد قام بأداء المهمة التي أسنِدت إليه على أكمل وجه حيث أنذر الناس من عقاب العصيان وعدم الطاعة وبشر الذين يصدقون بأنه رسول الله ثم عملوا بالشرع الرباني الذي أرسله الله إليه . قال الله تعالى:- { قُل لَّا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعًا وَلَا ضَرًّا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ ۚ وَلَوْ كُنتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لَاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ ۚ إِنْ أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ } . ---- كانَ في وَفْدِ ثَقِيفٍ رَجُلٌ مَجْذُومٌ ، فأرْسَلَ إلَيْهِ النبيُّ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ إنَّا قدْ بَايَعْنَاكَ فَارْجِعْ . قال صلى الله عليه وسلم : - ( إنما أنا عبد فقولوا عبد الله ورسوله ) . رواه البخاري . الصوفية من عبدة الموتى يبالغون في مدح الرسول صلى الله عليه وسلم وتجاوز الحد في وصفه وأنه يستطيع القيام بفعل أمور وهو صلى الله عليه وسلم لا يستطيع القيام بها لو كان حياً من الأحياء فكيف وقد انقطع عن الدنيا بالموت هؤلاء الصوفية في مبالغتهم وتجاوزهم كالروافض مع الحسين وآل البيت وكالنصارى مع عيسى واليهود مع عزير . الله حي قيوم سميع عليم ، يدعو المسلمُ ربه دون واسطة من الخلق والمخلوقات .