حياكم الله زوار موقع مستعمل وجديد، الاحتراق الوظيفي ظاهرة معروفة رغم أن ثقافة العمل العربية غالباً ما تتجاهلها فهل سمعتهم عنها؟ هل تعرفون ماذا يعني هذا المصطلح أم لا؟ إذا لم يكن لديك أي إجابات على هذه الأسئلة عليك قراء هذا المقال لكي تختبر نفسك وترى إذا ما كنت تُعاني من الاحتراق الوظيفي أم لا.
الاحتراق الوظيفي هو نوع من الإرهاق والتوتر المرتبط بالعمل، وتفصيلًا فهو حالة من الإرهاق الجسدي أو النفسي الذي يتضمن الشعور بانخفاض الإنتاجية وفقدان الهوية الشخصية، و يشار إلى أن الاحتراق الوظيفي لا يمكن تشخيصه بالفحص الطبي، بينما يرى آخرون أن الحالات الطبية الأخرى مثل الاكتئاب، هي المسؤولة عن هذه الحالة.
الطبيب "هربرت فرودنبرجر" معالج النفسي وأول من أجرى أبحاثا عن هذا الأمر في عام 1974 عرّف، عرّف الاحتراق الوظيفي بأنه انقراض أو تقلّص الدافع أو الحافز الذي يُحركنا في الحياة أو ما يدفعنا للاستمرار في العمل وتحقيق التطور المهني، ويحدث ذلك بشكل خاص عندما تفشل جهود الشخص في تحقيق النتائج المرجوة.
والاحتراق الوظيفي يتميز بثلاثة معالم رئيسية:
ملاحظة: هذه الأبعاد الثلاثة قد تكون مترتبة على بعضها البعض، فعندما تبدأ في الشعور بغياب الحافز ستفقد القدرة على إيجاد المتعة في عملك ورُبما تكره وظيفتك، وحينها ستبدأ في الشعور بأن قدراتك على العمل وإنجاز المهام أصبحت أقل.
تجدر الإشارة إلى أن منظمة الصحة العالمية قد أدرجت تعريفها لـ "الاحتراق الوظيفي" في الإصدار الحادي عشر من التصنيف الدولي للأمراض، حيث تم تعريفه بأنه "ظاهرة مهنية" تحدث عندما لا تتم إدارة الإجهاد المزمن في مكان العمل بنجاح.
في بحث دقيق، لخصت جامعة ولاية وينونا مراحل الإصابة الاحتراق الوظيفي فيما يلي:
يعكس الاحتراق النفسي حالة أشمل من الإرهاق العاطفي والجسدي وفقدان الشغف وانخفاض الروح المعنوية على مستويات متعددة، أما الاحتراق الوظيفي هو نوع خاص من التوتر المرتبط بالعمل، وهو حالة من الإرهاق الجسدي أو العاطفي الذي ينطوي أيضًا على الشعور بانخفاض الإنتاجية وفقدان الهوية الشخصية.
يبدأ العلاج بشكل عام عندما تعترف أن لديك مشكلة، وفيما يخص الاحتراق الوظيفي يمكنك التحدث إلى رئيسك في العمل أو مسؤول الموارد البشرية حول ما تعاني منه، فكا ذكرنا في المقدمة أن الاحتراق الوظيفي ظاهرة معروفة رغم أن ثقافة العمل العربية غالباً ما تتجاهلها، ويمكنك تجربة بعض الحلول التالية:
تعتبر الإجازة الخيار الأول لمعالجة الاحتراق الوظيفي، فهي فرصة لإبعاد نفسك عن بيئة عملك لفترة من الوقت، لا يجب أن تكون إجازتك طويلة فقد ثبت بالفعل أن الأشخاص الذين يأخذون إجازات لديهم قدر أقل من التوتر وانخفاض خطر الإصابة بأمراض القلب ونظرة أفضل للحياة، ويكونون أكثر تحفيزًا لتحقيق الأهداف عند عودتهم إلى العمل.
بمجرد أن تكون في إجازة، خذ بعض الوقت كل يوم للتفكير في الأسباب التي تجعلك ممتنًا لعملك، الفوائد العلمية للامتنان حقيقية، لذا حاول أن تجعل هذه الممارسة عادة حتى أثناء فترات الراحة، حيث أن محاولة تحويل تفكيرك عمدًا من الأفكار السلبية إلى أفكار أكثر إيجابية يمكن أن تساعد في تحسين نظرتك إلى عملك وحياتك.
سيكون عليك أيضًا التقليل من التواصل مع الأشخاص السلبيين في بيئة العمل، حيث من الممكن أن ينقلوا طاقتهم إليك ويجعلوا حالتك المزاجية أسوأ.
يجب عليك التأكد من التواصل مع الأشخاص المقربين منك والذين تثق بهم، إذ أن التحدث مع زوجتك أو عائلتك حول ما تشعر به في العمل يمكن أن يكون مفيدًا، ويمكنك أيضًا أن تتفاعل بشكل إيجابي مع زملاء العمل.
إن التفاعل مع الأشخاص الذين تقضي معهم يوم العمل يساعد في تخفيف العبء، حاول بدء محادثة في غرفة الاستراحة بدلاً من التحقق من هاتفك، ولا تتردد في تكوين صداقات جديدة، فالتعرف على أشخاص جدد يمكن أن يبعد تفكيرك عن العمل وسوف يوّسع دائرتك الاجتماعية.
يتعين عليك محاولة العثور على قيمة في عملك، ربما يكون لعملك دور ضروري ومحوري في مساعدة المجتمع أو ربما يتطلب مهارة نادرة لا يمتلكها الجميع؛ ما يزيد من ثقتك بنفسك.. فقط ركز على الجوانب الإيجابية في عملك وستجد القيمة.
صحيح أن قول لا قد يكون أمرًا صعبًا، خاصة إذا كان ذلك طلبًا من رئيسك في العمل أو زميلك، ولكن رفض مهام معينة يمكن أن يساعدك على استعادة الشعور بالسيطرة، ومن ناحية أخرى فإن قول "نعم" ربما لا يكون شيئًا لطيفًا إذا لم تتمكن من القيام بالمهمة بأفضل ما تستطيع أو تعرض صحتك ورفاهيتك للخطر.
التمارين الرياضية ليست مفيدة لصحتنا الجسدية فحسب، بل يمكن أن تمنحنا أيضًا دفعة عاطفية إيجابية، تذكر أنك لا تحتاج إلى قضاء ساعات في صالة الألعاب الرياضية لجني هذه الفوائد؛ إذ تعتبر التمارين القصيرة والمشي لمسافات قصيرة من الطرق الملائمة لجعل ممارسة الرياضة عادة يومية.
إن تناول نظام غذائي صحي مليء بـ أوميجا 3 الدهنية يمكن أن يكون علاجًا طبيعيًا للاكتئاب والتوتر، وقد تساعد إضافة الأطعمة الدهنية، مثل زيت بذور الكتان والمكسرات والأسماك، في تعزيز مزاجك وتحسينه.
شاهد أيضًا: العمل الحر: الايجابيات والسلبيات ونصائح لكي تطور عملك