قال الله تعالى { اللَّهُ الَّذِي أَرْسَلَ الرِّيَاحَ فَتُثِيرُ سَحَابًا فَسُقْنَاهُ إِلَىٰ بَلَدٍ مَّيِّتٍ فَأَحْيَيْنَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا ۚ كَذَٰلِكَ النُّشُورُ } . جعل الله في هذه المخلوقات تأثيراً وقد خلق لها خصائص وصفات معينة حين تجتمع مع السحب . يقول الشخص مثلاً خلق الله في الرياح قدرة ونوعاً من التأثير المناسب حتى تقوم بعملها بإذن الله، وجعل الله في غاز الهيدروجين خاصية وصفة تجعله يكون ماءً عندما يجتمع بالأكسجين وعندما تجتمع غازات معينة في السحب فإنها تتسبب بسقوط المطر وما يسمى بالاستمطار . في أمور أخرى مثل إذا أرادت المرأة إنزال حيضها - أكرمكم الله - فإنها تتناول ما ينزله من مواد كيميائية ونحوها جعل الله في هذه المواد ما بسببه تنزل العادة وإذا أرادت منع العادة أخذت ما يمنعها . الأسباب لا تؤثر لذاتها بل تؤثر لأن الله جعل فيها تأثيراً ؛ حين جعل في النار خاصية الإحراق جعل هذا الغالب وإذا شاء نزع هذه الخاصية فلا تحرق النار وهذا لم يحدث إلا في مواضع محددة منعها من تأثيرها المعروف عنها . --- قال ابنُ القيم في مدارج السالكين عن الأسباب ( وأنها لا تضر ولا تنفع إلا بإذنه - أي بإذن الله - ، وأنه إذا شاء جعل نافعها ضارّاً ، وضارَّها نافعاً ، ودواءها داءً ، وداءها دواء ، فالإلتفات إليها بالكلية : شرك مناف للتوحيد ، وإنكار أن تكون أسباباً بالكلية : قدح في الشرع والحكمة ، والإعراض عنها مع العلم بكونها أسباباً : نقصان في العقل ) . ------ في الآية { فسقناه } الذي يسوق السحاب هو الله . الرياح سبب . كذلك الذي ينزل المطر هو الله . الرعد والبرق والملك الموكل بالمطر والغازات التي في طبقات الجو أو التي يرشها الإنسان وغيرها من الأمور هي أسباب . الأشياء التي فيها تأثير حقيقي في المطبخ والعلاج وفي التقنية ومن الأموال وغيرها فتأثيرها من الله هو الذي خلق فيها ذلك التأثير وجعل لها قوة بإذنه تعالى .