حياكم الله زوار موقع مستعمل ، مع اقتراب نهاية شهر رمضان تأتي لياليه الروحانية في العشر الأواخر التي تُقرب العبد من ربه وتُنير الكون بالحب والطمأنينة والصفاء، وتزداد الأسئلة حول موعد ليلة القدر 2025 .. وهذا ما سنتعرف عليه في السطور التالية.
وفقًا للتقويم الهجري والميلادي وما جاء في الأحاديث فإن موعد ليلة القدر 2025 بشكل تقديري سيكون يوم الأربعاء 1445/9/26 الموافق 2025/3/26، وهي ليلة 27 رمضان 1446.
اتفق جمهور العلماء على أن موعد ليلة القدر 2025يكون في العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك، في إحدى الليالي الوترية، إلا أنهم اختلفوا في تحديد أي الليالي هي ليلة القدر الصحيحة.
رجح بعضهم أن موعد ليلة القدر يكون في اليوم الثالث والعشرين من رمضان أو هو الحادي والعشرون من رمضان عند الشافعية، بينما ذهب آخرون إلى أنه يرجح أن يكون موعد ليلة القدر في اليوم السابع والعشرين من رمضان، وذلك وفقًا للحديث الشريف الذي رواه مسلم:
“قالَ أُبَيٌّ في لَيْلَةِ القَدْرِ: وَاللَّهِ إنِّي لأَعْلَمُهَا، وَأَكْثَرُ عِلْمِي هي اللَّيْلَةُ الَّتي أَمَرَنَا رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ بقِيَامِهَا هي لَيْلَةُ سَبْعٍ وَعِشْرِينَ. وَإنَّما شَكَّ شُعْبَةُ في هذا الحَرْفِ: هي اللَّيْلَةُ الَّتي أَمَرَنَا بهَا رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ. قالَ: وَحدَّثَني بهَا صَاحِبٌ لي عنْه".
ذكر العلماء أن موعد ليلة القدر قد يختلف باختلاف الدول في رؤية هلال شهر رمضان المبارك، وهذا يعني أن ليلة القدر قد تقع في الأوتار أو الأشفاع.
لذلك من المرجح أن تمتد هذه الليلة المباركة طوال العشر الأواخر كلها، فالأحوط للمسلم أن يقوم الليل ويتعبد طيلة الليالي العشر الأخيرة من رمضان.
ونحن نعلم أن الله له حكمة إلهية عظيمة في هذا الاختلاف لتحديد موعد ليلة القدر بشكل دقيق، ولعلها رسالة من الخالق - عز وجل - ليقربنا إليه في العشر الأواخر، وتكون الخاتمة العتق من النار بإذنه.
أشارت العديد من الأحاديث النبوية الشريفة إلى فضل ليلة القدر العظيم، وإليكم هذه الأحاديث:
عن أبي هُريرةَ رَضِيَ اللهُ عنه، عنِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال: (ومن قامَ ليلةَ القَدرِ إيمانًا واحتسابًا غُفِرَ له ما تقَدَّمَ مِن ذَنبِه) رواه البخاري ومسلم .
عن أبي سعيدٍ الخُدريِّ رَضِيَ اللهُ عنه، عن رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال: (من كان اعتكَفَ معي، فلْيعتكِفِ العَشرَ الأواخِرَ، وقد أُريتُ هذه الليلةَ ثم أُنسِيتُها، وقد رأيتُني أسجُدُ في ماءٍ وطِينٍ مِن صَبيحَتِها فالتَمِسوها في العَشرِ الأواخِرِ، والتَمِسوها في كُلِّ وِترٍ) رواه البخاري ومسلم.
عن عائِشةَ رَضِيَ اللهُ عنها، قالت: (قلتُ: يا رسولَ اللهِ، أرأيتَ إنْ عَلِمْتُ أيُّ ليلةٍ ليلةُ القَدرِ، ما أقولُ فيها؟ قال: قُولي: اللَّهُمَّ، إنِكَّ عَفُوٌّ تُحِبُّ العَفوَ فاعْفُ عَنِّي) رواه أحمد والترمذي.
عن عائِشةَ رَضِيَ اللهُ عنها، أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال: (تَحَرَّوْا ليلةَ القَدْرِ في الوِترِ مِنَ العَشرِ الأواخِرِ مِن رَمَضانَ))” رواه البخاري ومسلم.
عنِ ابنِ عبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عنهما، أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال: (التَمِسُوها في العَشرِ الأواخِرِ مِن رمضانَ، ليلةُ القَدْرِ في تاسعةٍ تبقى، في سابعةٍ تبقى، في خامسةٍ تبقى).
تحظى ليلة القدر بهذه المكانة الكبيرة في قلوب المسلمين لما لها من أجر عظيم، وقد ذكر الله عز وجل هذا الفضل في القرآن والسنة النبوية، فالثواب في هذه الليلة يتضاعف أضعافًا مضاعفة، وتُكّفر الذنوب، وأجرها يُعادل ألف شهر.
قال الله تعالى في كتابه العزيز بيان واضح وصريح بشأن ثواب ليلة القدر: (ليلة القدر خيرٌ من ألف شهر)، فالعبادة في هذه الليلة خيرٌ من عبادة ألف شهر.
وذكر لنا النبي أنّها ليلة تكفّر الذنوب بإذن الله، فقد رُوِيَ عن أبي هريرة رضي الله عنه أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (مَن قام ليلةَ القدر إيمانًا واحتسابًا، غُفر له ما تقدَّم من ذنبه) متفق عليه.
من علامات ليلة القدر:
أنها ليلة لا حارة ولا باردة.
حيث روى الإمام أحمد من حديث عبادة بن الصامت عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إن أمارة ليلة القدر أنها صافية بلجة كأن فيها قمرً ساطعًا، ساكنة ساجية، لا برد فيها ولا حر، ولا يحل لكوكب أن يرمى به فيها حتى تصبح).
أن تطلع الشمس صباحاً بلا شعاع
حيث ذكر الطبراني أن النبي صلى الله عليه وسلم قال عن علامات ليلة القدر (إنها ليلة بلجة، لا حارة ولا باردة، لا يُرمى فيها بنجم. يعني منيرة مضيئة، ولا تُرى فيها هذه الشهب التي تُرسَل على الشياطين).
شاهد أيضًا: أسعار باقات حج الداخل 1445 وكيفية الحجز