(المرعى أخضر ولكن العنز مريضة)

قبل 10 سنوات

(المرعى أخضر ولكن العنز مريضة)

بقلم د. عائض القرني

أكتب هذه المقالة من باريس في رحلة علاج الركبتين وأخشى أن أتهم بميلي إلى الغرب وأنا أكتبُ عنهم شهادة حق وإنصاف ، ووالله إن غبار حذاء محمد بن عبد الله ( صلى الله عليه وسلم ) أحبُ إليّ من أميركا وأوروبا مجتمِعَتين .

ولكن الاعتراف بحسنات الآخرين منهج قرآني ، يقول تعالى: « ليسوا سواء من أهل الكتاب أمة قائمة ».

وقد أقمت في باريس أراجع الأطباء وأدخل المكتبات وأشاهد الناس وأنظر إلى تعاملهم فأجد رقة الحضارة ، وتهذيب الطباع ، ولطف المشاعر ، وحفاوة اللقاء ، حسن التأدب مع الآخر ، أصوات هادئة ، حياة منظمة ، التزام بالمواعيد ، ترتيب في شؤون الحياة !

أما نحن العرب ؟؟؟
فقد سبقني ابن خلدون لوصفنا بالتوحش والغلظة ، وأنا أفخر بأني عربي؛ لأن القرآن عربي والنبي عربي ، ولولا أن الوحي هذّب أتباعه لبقينا في مراتع هبل واللات والعزى ومناة الثالثة الأخرى . ولكننا لم نزل نحن العرب من الجفاء والقسوة بقدر ابتعادنا عن الشرع المطهر.

نحن مجتمع غلظة وفظاظة إلا من رحم الله !

فبعض المشايخ وطلبة العلم وأنا منهم جفاة في الخُلُق ، وتصحّر في النفوس ، حتى إن بعض العلماء إذا سألته أكفهرَّ وعبس وبسر!

الجندي يمارس عمله بقسوة ويختال ببدلته على الناس !

ومن الأزواج زوج شجاع مهيب وأسدٌ هصور على زوجته وخارج البيت نعامة فتخاء!

ومن الزوجات زوجة عقرب تلدغ وحيّة تسعى !

من المسؤولين من يحمل بين جنبيه نفس النمرود بن كنعان كِبراً وخيلاء حتى إنه إذا سلّم على الناس يرى أن الجميل له ، وإذا جلس معهم أدى ذلك تفضلاً وتكرماً منه

الشرطي صاحب عبارات مؤذية!

الأستاذ جافٍ مع طلابه !

فنحن بحاجة لمعهد لتدريب الناس على حسن الخُلُق !

وبحاجة لمؤسسة لتخريج مسؤولين
يحملون الرقة والرحمة والتواضع!

وبحاجة لمركز لتدريس العسكر اللباقة مع الناس !

وبحاجة لكلية لتعليم الأزواج والزوجات فن الحياة الزوجية!

المجتمع عندنا يحتاج إلى تطبيق صارم وصادق للشريعة لنخرج من القسوة والجفاء الذي ظهر على وجوهنا وتعاملنا !

في البلاد العربية يلقاك غالب العرب بوجوه عليها غبرة ترهقها قترة ، من حزن وكِبر وطفشٍ وزهق ونزق وقلق

ضقنا بأنفسنا وبالناس وبالحياة!

لذلك تجد في غالب سياراتنا عُصي وهراوات لوقت الحاجة وساعة المنازلة والاختلاف مع الآخرين ، وهذا الحكم وافقني عليه من رافقني من الدعاة ، وكلما قلت: ما السبب ؟

قالوا: الحضارة ترقق الطباع !

نسأل الرجل الفرنسي عن الطريق ونحن في سيارتنا فيوقف سيارته ويخرج الخارطة وينزل من سيارته ويصف لك الطريق وأنت جالس في سيارتك !

نمشي في الشارع والأمطار تهطل علينا فيرفع أحد المارة مظلته على رؤوسنا!

نزدحم عند دخول الفندق أو المستشفى فيؤثرونك مع كلمة التأسف.

أجد كثيراً من الأحاديث النبوية تُطبَّق هنا ، احترام متبادل ، عبارات راقية ، أساليب حضارية في التعامل.
بينما تجد أبناء يعرب إذا غضبوا لعنوا وشتموا وأقذعوا وأفحشوا ، أين منهج القرآن: «وقل لعبادي يقولوا التي هي أحسن » ، « وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما » ، « فاصفح الصفح الجميل »
« ولا تصعّر خدّك للناس ولا تمش في الأرض مرحاً إن الله لا يحب كل مختال فخور ، واقصد في مشيك واغضض من صوتك إن أنكر الأصوات لصوت الحمير»
وفي الحديث: « الراحمون يرحمهم الرحمن »
و « المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده »

و « لا تباغضوا ولا تقاطعوا ولا تحاسدوا»

عندنا شريعة ربّانيّة مباركة لكن التطبيق ضعيف.

يقول عالم هندي:
(المرعى أخضر ولكن العنز مريضة)

اتمنى ممن قرأ هذه المشاركة أن يغير من تعامله ولو الشيء اليسير .مع المجتمع من حوله،مع أهله، مع جميع الناس، مسلم أو غيره .

يجب أن نرتقي بتعاملنا مع الناس.
فنحن خير أمة أخرجت للناس...
?





لو قال الإنسان كل يوم :~

أستودعُ الل? ا?ذي ?ا تضيع ودائعه :
ديني ونفسي وأمانتي وخوآتيم عملي وبيتي وأهلي وأحبتي ومالي وجميع مَ أنعم الل? ب?ِ عليّ

* لحفظ الل? ل?ُ ذلكَ كُل? ‏?



منقول ....

(المرعى أخضر ولكن العنز مريضة) لا اله الا انت سبحانك اني كنت من الظالمين
لا اله الا انت سبحانك اني كنت من الظالمين
عندك أي منتج؟
الكل: 3

اخي العزيز جزاك الله خير على هذه المقاله الرائعه فوالله انك قلت الحق في كل كلمه قلتها فكما قال احدهم( نسيت من هو) ذهبت للغرب فوجدت اسلاما ولم اجد مسلمين وجئت للعرب فوجدت مسلمين ولم اجد اسلاما فوالله انهم طبقوا اغلب ما وصانا المصطفى عليه الصلاة والسلام من احترام الغير ومساعدتهم وعدم التجهم في وجوههم والاصغاء اليهم واعطاء الناس حقوقهم بعد ان يقومو بعملهم ومساعدة المريض والعاجز في الشارع وفي البيت وفي كل مكان والصدق بالمواعيد واداء العمل باخلاص وعدم استغلال المنصب لتحقيق مكاسب شخصيه فكنت اعمل باداره تناوب عليها اربعة مدراء خلال خدمتي لثلاثين سنه وكانوا يسيرون على نفس النهج يركبون سياره للحكومه بشكل دائم وسياره لخدمة العائله مع سائقها واحدهم اهله خارج المدينه وله طباخ وخادم من عمال الاداره واغلب العاملين من اقاربه وانسبائه ما ذا نقول ومتى نطبق ما عندهم الله اعلم

يجب أن نرتقي بتعاملنا مع الناس.
فنحن خير أمة أخرجت للناس...

كلام سليم ومنطقي

وغلظة العرب جبلة فيهم يباعدهم عنها ويقربهم منها مدى اخذ توجيهات دينهم في الاعتبار

وهو امر يبدو صعب جداً على من جبلته الجفاء

لذا نرى بعض اهل الدين لا يكاد يقبل بوجهه على من يساله ويستفتيه

أضف رداً جديداً..