"الشمري" يتحدث قبل ساعتين من تنفيذ حكم القصاص

قبل 11 سنة

"الشمري" يتحدث قبل ساعتين من تنفيذ حكم القصاص

منع أقاربه من الحضور ووضعوا تحت حراسة مشددة خوفاً من حدوث أي طارئ


العربية.نت
فيما كان أكثر من 6 آلاف شخص يحضرون في ساحة القصاص، وعبارات الرجاء وطلب العفو تعلو أصواتهم المخنوقة بنبرات الحزن والخوف، وبوجود نحو 2500 رجل أمن لتشديد الرقابة، نُفّذ القصاص في حق السجين عبدالله فندي الشمري في الثانية بعد ظهر أمس.

ولم يحضر تنفيذ القصاص أيٌّ من ذوي الشمري. وقال الشمري ل"الحياة" قبل ال8 بقليل من صباح أمس: "دعواتكم لي، لا أعلم ماذا سيتم، إن كان هاتفي مغلقاً، فاعلموا أنه تمّ القصاص مني".

ولم تُجْدِ صرخات الآلاف، ملتمسين من ابن القتيل العفو عنه، وجاء موعده مع الموت بعد 30 عاماً في الانتظار، ليكون بذلك أقدم سجين في السعودية.

وتحدّث الشمري إلى صحيفة "الحياة" وهو صائم قبل تنفيذ الحكم بساعتين، قائلاً: "أنا مؤمن بقضاء الله وقدره، خيره وشره، ومتفائل بأن الله سبحانه وتعالى حكيم خبير، وأنه سيختار لي ما هو خير لي، إن كان العفو عني أو القصاص مني"، وأعرب عن عميق شكره وتقديره لكل من ابتهل بالدعاء له، وتعاطف معه من مختلف أطياف المجتمع.

وبحسب خالد الشمري أحد أقرباء عبدالله الشمري، تعود تفاصيل القضية إلى العام 1404ه (1984)، عندما دخل الشمري في مشاجرة مع شخصين بسبب خلافات، وتبادلوا فيها الضرب بالعصي، وانتهت بوفاة المجني عليه معجب الرشيدي الذي كان يبلغ من العمر 33 عاماً.

وأشار إلى أن الشمري فقد والديه وهو داخل سجن حائل الذي قضى فيه 30 عاماً، وإلى أنه تمّ تأجيل تنفيذ القصاص منه أكثر من 16 مرة، وأن السجناء الذين أمّهم في صلاة الفجر عاشوا في السجن ساعات عصيبة خلال الليلة التي سبقت تنفيذ القصاص، ورفضوا تناول الطعام، وشوهد كثيرون منهم يجهشون بالبكاء.

وأضاف أن الفقيد قابل رجال الأمن من سجّانيه وبقية المساجين بنفسية جيدة، ولم يبدُ مضطرباً أو متوتراً، بل شوهد يقوم بتهدئة سجناء آخرين ممن أجهشوا بالبكاء حزناً على قرب موعد قصاصه، وأن أطباء السجن جميعهم رفضوا مرافقة الشمري لساحة القصاص، بحجة عدم رغبتهم في مشاهدة لحظة قصاصه، ما دعا إدارة السجن إلى الاستعانة بطبيب من مستشفى الملك خالد العام.

وأوضح مصدر أمني مطلع في حائل ل"الحياة" أمس أن شرطة منطقة حائل أوقفت أشقاء السجين الشمري اليوم احترازياً، وأن موعد تنفيذ القصاص كان من المفترض أن يكون الساعة ال10 صباحاً، لكن تأخّر وصول "السيّاف" إلى مدينة حائل برحلة جوية أجّل الموعد إلى الساعة الثانية بعد الظهر.

وقال فواز أخو الشمري ل"الحياة": "تمّ منعنا من حضور القصاص، وجميعنا اجتمعنا في المنزل تحت حراسة أمنية مشددة مكونة من ست دوريات من الأمن الجنائي، ولم يسمحوا لنا بالخروج، خوفاً من أيّ طارئ، ولا نملك إلا الدعاء، أن يهون الله علينا، ولم نسمع أن هناك عفواً من أهل القتيل، ولم نخرج من المنزل إلا لتسلّم جثمانه وغسله والصلاة عليه".


http://www.alarabiya.net/articles/2013/02/06/264691.html

"الشمري" يتحدث قبل ساعتين من تنفيذ حكم القصاص عبدالله الشمري رحمه الله
عبدالله الشمري رحمه الله
عندك أي منتج؟
الكل: 21
عضو قديم رقم 92248
قبل 11 سنة و3 أشهر
1

رحمه الله رحمة واسعه قصته تقطع القلب ...

الله يرحمه و يتغمده بواسع رحمته ويسكنه الفروس الأعلى في الجنة

اللهم ارحم أموات المسلمين جميعاً ...
هذا القصاص يحمل أكثر من علامة استفهام , وربما كان له تداعيات وتبعات ... !
نسأل الله أن يحقن دماء المسلمين , وأن يؤمن روعاتهم , وأن يستر عوراتهم ...

لا حول ولا قوة الا بالله

لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم
إنا لله و إنا إله راجعون
اللهم أغفر له وأرحمة وابدله بداراً خير من داره واهلاً خير من أهله
وأسكنه فسيح جنانك انك انت الغفور الرحيم الكريم العظيم

يشهد الله لم نعرفه الا قبل وفاته ودعونا له من اعماق قلوبنا فهذه رحمة من الله له بان سخر له الاف بل الملايين في اصقاع الارض ان يدعوا له ويتصدقوا عنه والله اكتب هذه الاحرف وفي محجري دمع لهذا الصابر المحتسب
رحمه الله رحمة واسعه وجمعنا به في زمرة نبينا الكريم عليه الصلاة والسلام والصحابة اجمعين

عضو قديم رقم 92248
قبل 11 سنة و3 أشهر
7

نسال الله له الرحمه والمغفره وان يقبل توبته ..

نرجو من الاخوه الدعاء له حتى ولو من الصين ..

عضو قديم رقم 309922
قبل 11 سنة و3 أشهر
8

الله يتقبله، ويجعلها كفارة له، ويجمعه مع القتيل في جنته، لا غل في قلب أحد منهم على الآخر .. آمين ..

لاحول ولاقوة الا بالله اللهم ارحمه واعفو عنه واغسله بالماء والثلج والبرد اللهم امين

رحمه الله رحمة واسعه ان شاء الله
سبحان الله هاك قلوب سوداء كقلب الرشيدي يغسلها وقت العالم كله ولا مطر العالم اجمع

عضو قديم رقم 322394
قبل 11 سنة و3 أشهر
11

رحمه الله رحمة واسعه وغفرله

عضو قديم رقم 282899
قبل 11 سنة و3 أشهر
12

رحمه الله رحمه واسعه واسكنه فسيح جناته ... لكن الفديو هذا اذهلني للشيخ المالكي حيال تداعيات تفاصيل قضيته والملاحظات حولها http://www.youtube.com/watch?v=bm03cA9TzCA

عضو قديم رقم 94185
قبل 11 سنة و3 أشهر
13

الله يرحمه ويسكنه فسيح جناته وللتوضيح ارجعوا الرابط
http://www.mstaml.com/f202449

عضو قديم رقم 321063
قبل 11 سنة و3 أشهر
14

رحمة الله

الاخ علي123
حاول تراجع نفسك وتتأكد من كلامك وحلفك
والله اعلم

محمد بن أحمد بن عبدالعزيز الفراج من مواليد مدينة الزلفي عام1383للهجرة وساكني الرياض. تعليم معهد الرياض العلمي، ثم كلية الشريعة بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية حاصل على ماجستير في الفقه الإسلامي. عمل محاضرا في كلية الشريعة ثم تفرغ. أبرز شيوخي: الشيخ إبراهيم العجلان، والشيخ صالح الأطرم، والشيخ عبدالله الجبرين، والشيخ صالح العلي الناصر، والشيخ عبدالله الغديان،والشيخ فهد الحمين، والشيخ عبدالعزيز ابن باز يرحمهم الله جميعا والشيخ عبدالرحمن البراك، والشيخ عبدالله المنيف، والشيخ عبدالله الركبان، والشيخ عبدالله الرشيد، والشيخ عبدالعزيز الربيعة، والشيخ محمد بن أحمد الصالح، والشيخ أحمد سيرمباركي، والشيخ عبدالله التويجري وغيرهم يحفظهم الله


سلام على عبدالله والعالمين



الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
فإن القلب ليحزن وإن العين لتدمع وإنا على فراقك ياعبدالله لمحزنون ولا نقول إلا مايرضي ربنا إنا لله وإنا إليه راجعون..
لقد تابعت كغيري تفاصيل الرواية الباكية والقصة الحزينة للمقصوص المرحوم بإذن الله عبدالله بن فندي الشمري،
ولقد تأثرت (كالملايين) وحزنت له كعموم المسلمين، ولكنْ هذه المنايا والآجال "فإذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون"
وأنا سوف تدركنا المنايا
مقدرة لنا ومقدرينا..

ومن لم يمت بالسيف مات بغيره
تعددت الأسباب والموت واحد

والمحزن في قصة عبدالله رحمه الله: هذا العمر المديد الذي قضاه في حبسه أكثر من عمر حريته، مترقبا الموت كل جمعة، متوقعا أن ينادى كل لحظة، آرقا جفنه، قلقا فكره، متجافيا عن المبيت جنبه، متحيرا بين الخوف والرجاء، مترددا بين الأمل والوجل، متعذبا بين الأمنية والمنية، وحاله كلما سمع رنة القصاص بأذن، ورمق حد السيف بعين وسمع ورأى بأختيهما تباشير العفو وقصص التنازل بمقابل وغير مقابل، وآمال المساعي بحقن الدماء وفك الرقاب - حاله هنا كما قال أبو الطيب:
فقاسَمَك العينين منه ولحظَه
سميّك والخلّ الذي لايزايل
فأبصر منك العفو والعفو مطمع
وأبصر منه الموت والموت هائل
ولكن:
مايخفف هول المصاب، ويفرغ جميل الصبر، ويعزي من هول الفاجعة أن نتذكر مايلي:
أولا:
أن عبدالله مات بقضاء الله وقدره، ولو كان بين أهله ناعما وادعا مات في لحظته بغتة:
لو كان للإنسان آخر شربة
والعمر تمّ لكان فيها يشرق
وما هذه المنايا إلا أقدار، وماهذه الحتوف إلا أسباب، وقلوب العباد بين أصبعين من أصابع الرحمن يصرفها كيف يشاء، ولو شاء الله لصرف قلوب أولياء الدم -رحم الله قتيلهم- إلى العفو لفعل، ولكن الله أراد إنفاد قدره، "والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لايعلمون" والحمد لله على قضائه وقدره فما شاء الله كان ومالم يشأ لم يكن، والإيمان بالقضاء والقدر، واليقين أن كل صغير وكبير مستطر، وكل شيء فعلوه في الزبر يريح القلوب ويطمئن الأفئدة ويسلي المصاب.
ولله الحكمة البالغة في استحياء عتاة قتلة المجرمين والمفحطين وقبول الشفاعة فيهم ودفع عشرات الملايين، وبالمقابل استيفاء القصاص من هذا العبد الصالح غير ذي السابقة المرتكب جنايته غرا صغيرا في حداثة سن واقتبال عمر في مشاجرة ولم يكن قتله غيلة ولاعن سبق ترصد وإصرار، ومن يدري لعل الله أحبه فطهره وهذبه واجتباه واصطفاه، وربك يخلق ما يشاء ويختار.
ويشبه حاله إلى حد ما حال الشاعر العربي هُدبة بن خشرم الأسلمي الذي بدأه ابن عمه بالمهاجاة والشر، فتطاولا حتى تشاحنا، فقتل هدبة زيادة وهرب، فحبس أمير المدينة سعيد بن العاص أهله، فسمع بذلك فرجع وأمكن من نفسه وخلص أهله، وحكم بالقصاص وحبس ست سنين حتى يبلغ المسور بن زيادة، وتشفع أهله بكل وجيه من أمير وعالم، وعرض أمير المدينة على أخي زيادة مائة ناقة حمراء مافيها من جداء ولا ذات داء فأبى وقال: والله لو ملأت لي كذا وكذا ذهبا ما شفى غليلي إلا دمه، فقدم للقتل، فقال: أمهلوني كي أصلي فصلى ركعتين وخفف، فلما انصرف قال: والله لولا يظن بي الجزع لأطلتهما، فإني أحوج ما أكون اليوم إليهما ثم قال لأهله: إذا طاح رأسي فأمهلوا فإني سمعت أن القتيل يعقل بعد سقوط رأسه ساعة، وإن علامة عقلي أن أقبض رجلي وأبسطها ثلاثا، ففعل ذلك، ولما قدم للقتل، رفع رأسه وقال آخر بيت له:
فإن تقتلوني في القيود فإنني
قتلت أخاكم مطلقا غير موثق
ومن شعره في سجنه قصيدته (طربت وأنت بالذكرى طروب..وكيف وقد تعلاك المشيب)، ومنها:
عسى الكرب الذي أمسيت فيه
يكون وراءه فرج قريب
فيأمن خائف ويُفك عانٍ
ويلقى أهله النائي الغريب
رحمه الله وغفر له..

ثانيا:
أن عبدالله رحمه الله إنما قتل بسيف الشرع وحكم القضاء، ولا اعتراض على شرع الله، ومالنا إلا التسليم والرضا "ولكم في القصاص حياة ياأولي الألباب لعلكم تتقون"، وهذا اجتهاد من حكم من القضاة يلقى به الله، فمأجور أو معذور، والتحسر والتأسف لن يرد قضاء، ولن ينفخ روحا، ولن يعيد حبيبا.
ثالثا:
أن نتذكر جيدا أن هذه الحدود والقصاص رحمة وكفارة على القول الصحيح، كما قال صلى الله عليه وسلم:(فمن أصاب من ذلك شيئا فعوقب به في الدنيا فهو كفارة له، وإلا فأمره إلى الله إن شاء عذبه وإن شاء غفر له)
فحرارة الموت لحظات ثم برد وسلام إن شاء الله، وحمرة الدم قطرات ثم خضر سندس وإستبرق في الخيام..
تردّى ثياب الموت حمرا فما أتى
لها الليل إلا وهي من سندس خضر
والنبي صلى الله عليه وسلم قال في ماعز المرجوم في الزنا: "إنه لفي أنهار الجنة ينغمس فيها" رواه أبوداود والبيهقي وغيرهما.
وهكذا يستريح من سجن الدنيا إلى أريحية الجنة وحياة النعيم، وهو أحد المعاني لقوله تعالى:"ولكم في القصاص حياة" أي حياة الخلود الباقية، والسعادة الدائمة في روضات الجنات للمقصوص والمحدود إذا تاب وقبله الله، والمعنى الآخر أن لكم أيها الأمة والجمهور حياة في الدنيا بارتداع العامة وكف الكافة عن التعدي والقتل، ولامانع من إرادة المعنيين..
واليوم استراح عبدالله وانتهت رحلة العناء وألقى عصا الترحال وحط برحله في الجنة بإذن الله..
فألقت عصاها واستقر بها النوى
كما قر عينا بالإياب المسافر

بردت تباريح الحَزَنْ.. للشمري المرتهن
عمرا تقلب في الترقب والتوقع والمحن
زال الجميع بلمحة.. فكأن شيئا لم يكن
إني لأرجو أن يكون بجنة خضرا عدن

رابعا:
كما يقال: رب ضارة نافعة، "وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم" وربما صحت الأجسام بالعلل؛ فكثير من الخلق غبطوا عبدالله على ميتته، ولك أن تقارن بين موت فجأة وأخذ بغتة لإنسان في غفلته ولهوه ومعصيته، أو على فراش نومه أو على دابة سفره، ما توقع الموت ولا تحراه ولا انتظره ولا توقعه ولادراه، ولا خطر له ببال ولا دار له بخيال، ولا تاب ولا أناب، ولا استعفى ولا استغفر، ولاعهد ولاتشهد، ولا ودع ولا أوصى، ولاتصدق ولاصلى، ولكن كذب وتولى، فأُخذ أخذة أسف، ومات ميتة حتف "فلا يستطيعون توصية ولا إلى أهلهم يرجعون" وبين موت كموت عبدالله ينتظر الموت منذ أكثر من ثلاثين عاما، وكل جمعة يقول هذه خاتمتي، فإذا أدبرت وأقبلت الأخرى قال هذه هذه، وبينهما إقامة صلوات واستغفار واستنفار وانكسار، وتوبات وركعات وسجدات وآهات ودمعات وإحسان وصدقات وأمر ونهي ودعوة ودعاء ووصيته عند رأسه كل ليلة يصلي صلاة مودع كل صلاة، وإذا أصبح لم ينتظر المساء وإذا أمسى لم ينتظر الصباح، وهو في دنياه غريب وعابر سبيل، يتحرى كل لحظة أن ينادى ليرحل إلى منزله ومثواه وسكنه ومأواه، صك صك الموت سمعه من سنين، ونعيت إليه نفسه منذ حين، وكل يوم وليلة، بل كل لحظة وثانية يعدها عمرا جديدا ومكسبا فوق رأس المال، يودع فيها من الأعمال الصالحة لا من الريال ماأقدره الله عليه من الأقوال والأعمال (خيركم من طال عمره وحسن عمله)، ثم يقدم إلى ساحة الموت وقد اغتسل وتطهر، واستاك وتعطر، وكرر الشهادة، وانتظر الوفادة، واحتسب مصابه في نفسه، واسترجع إلى ربه لينال الصلوات والرحمات التي وعد بها أهل المصيبة في الآية الكريمة الحبيبة، وهل أعظم مصيبة من مصيبة المرء في نفسه، وخطوه برجليه إلى رمسه، قال تعالى:"إن أنتم ضربتم في الأرض فأصابتكم مصيبة الموت" وقال صلى الله عليه وسلم:(من كان آخر كلامه من الدنيا لاإله إلا الله دخل الجنة) وفي الصحيحين من حديث عتبان: (إن الله حرم على النار من قال لا إله إلا الله يبتغي بذلك وجه الله) هذا من جهة.
ومن جهة أخرى: عوفي من كثير من الواجبات وسومح من عديد من التبعات التي وجبت على غيره من أهل الحرية فقصر فيها؛ فسومح من صلة رحم وبر قريب وعيادة مريض وتشييع جنازة، ومتابعة حج وعمرة، وإعداد وجهاد، بل كتب له أجرها وإن لم يفعلها بنيته الطيبة إن شاء الله، وعوفي من كثير من آفات اللسان المهلكة والخلطة المفسدة المقسية للقلب والنظر الحرام إلى الحريم والمحارم، وسماع الملاهي وغير ذلك مما يرتع فيه أهل الحرية.
وما أعظمها وأكثرها إذا تجمعت أعني إطلاق البصر والنظرات، ومابعد ذلك من الموبقات والغيبات والنميمات ماأكثرها لو أحصيتها في اليوم فكيف في ثلاثين عاما.. إنها لو أثبتت في كراريس وقراطيس لناء بحملها العصبة أولو القوة من الرجال بل البغال بل الجمال بل الجبال..
شيخ كبير له ذنوب

تعجز عن حملها المطايا
قد بيضت شعره الليالي
وسودت وجهه الخطايا..
والمظنون أن المسجون معافى من هذه البلايا كلها لانعدام أسبابها ومسبباتها، وهو مانرجوه لعبدالله، ومن جهة ثالثة: فمصحفه بين يديه خلا ورفيقا لايفارق كفه وراحته يجد فيه سلوانه وراحته، فهو معه في رحيق مختوم، وختام مسك وختمات تترى حال ومرتحل، ما آب من سفر مع القرآن إلا أزمع سفرا:
كأنما هو في حل ومرتحل
مُوكل بكتاب الله يقرؤه
ما آب من سفر إلا وأسعده
تأهب لمسير عاد يبدؤه

وهو دائم الإقامة في مسجده لايتأخر عن صلاة، ولايتخلف عن جماعة، ولاتفوته تحريمة، ولا يحضر إلى الصلاة بعد تسليمة، طيلة هذه المدة الطويلة الأليمة، وكم تفوت من صلاة وركعات وجمعة وجماعات لمن عوفي من البلاء وعاش في الحرية في يوم وشهر فضلا عن عام فضلا عن ثلاثين عاما..
ثم هو في أيام صبر وسني تمحيص وتخليص وتطهير وتكفير وما أشق السجن وأشده، وإن عاما للسجين كفيل بالإشراف به على حافة الجنون فكيف بثلاثين عاما أو تزيد " إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب" " وبشر الصابرين" " والله مع الصابرين"
هذا وأمثاله مايجعل كثيرا من الناس يغبط عبدالله في منيته ويحسده على ميتته.
إن يحسدوني على موتي فواعجبا
حتى على الموت لا أخلو من الحسد
وأخيرا..
فإن العفو منقبة عظيمة وخصلة كريمة لا يوفق لها كل أحد، ولا يمنحها الله إلا من اختصهم بحبه واجتباهم بقربه قال تعالى:"والعافين عن الناس والله يحب المحسنين"
وقد قال أحد الخلفاء: لقد حبب إلي العفو حتى خشيت أن لا أؤجر عليه.
هذا مع أن القصاص حق لا يلام صاحبه ولايستطال على عرضه ولايعنف عليه..
وهذه أبيات رثيت بها عبدالله وعزيت بها أهله وأحبابه، بل عموم من فجع به من المسلمين، وعزيت بها نفسي قبلهم:


لمن نشكو الفجيعة ياابن فندي
وقد حسم القضاء بحدّ هندي

بكى الجبلان أي أجأٌ وسلمى
وذابت كل ناظرة وكبْد

وودت كل أرض الله لو أنْ
تقدم كل غالية وتفدي

بكاك المصحف المفجوع لما
له قلت: الوداع، وما بودّي

ومسجدك الذي صليت فيه
من الأعوام عمر أب وجدّ

بكاك السجن لاجرم ففيه
قضيت العمر موثوقا بقِدّ

شببت به وشخت وكنت خلاّ
لأهل السجن محبوسٍ وجندي

وذقت من المنية ألف موت
وكابدت العذاب وكل جهد

منقول انتهى

الى جنة عرضها السموات والارض

وحسبنا الله ونعم الوكيل

عضو قديم رقم 306565
قبل 11 سنة و3 أشهر
20

وما يدريكم لعله ان يكون في دار ومنزله الان يتقلب فيها نتمنى ان نكون نحن فيها .
الله يغفر له ويرحمه

أضف رداً جديداً..