أمر الله بالشجاعة في آياتٍ كثيرة ، وهي آيات الجهاد كلّها ، وأثنى على أهله وأخبر أنه طريق الرسل وساداتِ الخلق ، ونهى عن ضده وهو الجبن والفشل والخوف من الخلق في سبيل جهاد الدعوة ، وفي سبيل جهاد السلاح . قد تكون الشجاعة غريزة في العبد وقد يحتاج العبد إلى التمرن عليه . وسلوك الطرق المعينة على ذلك . دعا القرآن إلى الشجاعة ودعا إلى كلّ وسيلة تعين عليه ، قال الله تعالى عن خيار الخلق { الذين قال لهم الناسُ إن الناسَ قَد جمعوا لكم فاخشَوهم فزادهم إيماناً وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل } . سورة آل عمران 173 ونبه الله على ما يترتب على القوة في الدين والشجاعة من الأجر والثواب { إن تكونوا تألمون فإنهم يألمون كما تألمون وترجون من الله ما يرجون } . تعليق القلب بالخلق خوفاً وهيبة ، وخشية ورغباً ورهباً ، ضائع بل ضار ، وأنه يتعين على العبد أن يعلق خوفه ورجاءه ، وطمعه وخشيته بالله وحده ، الذي عنده كل شيء ، وهو الذي يريد لك الخير من حيث لا تريده لنفسك ، ويعلم من مصالحك ما لا تعلم ، ويوصل إليك منها ما لا تقدر عليه ولا تريده . ليعلمْ العبدُ أن الجبن مرض وضعف في القلب ، يترتب عليه التقاعد عن المصالح وتفويت المنافع ، ويُسلط عليه الضعفاء ويتشبه صاحبه بالخَفِرات من النساء . الشجاعة امتثال أمر الله وأمر رسوله واتصاف بأوصاف أهل البصائر من أولي الألباب . وبحسب قوة القلب يُنزل الله عليه من المعونة والسكينة ما يكون أكبر وسيلة لإدراك المطالب والنجاة من المصائب والمتاعب . تتولد الشجاعة من الصبر ، فهو الأساس الأكبر لكل خُلُق جميل ، والتنزه عن كل خُلُق رذيل ، والصبر هو حبس النفس على ما تكره . إلى آخر ما قال ذلك العالم جزاه الله خيرا . أسأل الله أن ينصرَ المسلمين والمجاهدين في غزة وفلسطين وفي كلّ مكان .