يوميات مرشده طلابيه

قبل 7 سنوات

يوميات مرشدة طلابية(6)

دخلت علي وأنا استقبل يومي بقهوتي الصباحية ابتسامتها لاتفارق وجهها الصبوح الذي يحمل بين مساربه علامات الرضا،
(أنا مستعجلة لدي حصة الآن ولكن أريد أن اسألك عن منيرة؟) بادرتني بعبارتها تلك،سألتها مباشرة أي المنيرات؟؟فهن كُثر
ردت التي في الصف الثالث ،مابها؟ردت بسرعة (تصرفاتها توحي بأمر ما) صحيح هي لديها وضع خاص واختصرت لها الأمر بأن قلت لها(منيرة تحتاج لرعاية وتحمل لتصرفاتها الطائشة)ابتسمت منهية بقولها لعله خيرا سأذهب لحصتي وأعود ،انشغلت بقية يومي ولم تعد زميلتي ولم أجلس معها حتى أعرف ملاحظاتها وقد تكون معرفتي بجوانب الشكوى من منيرة جعلتني لاأحرص كثيرا على السماع أكثر عن حالها فطالبتي تحت الدراسة ومازال برنامجها العلاجي التربوي في بدايته،دق جرس ذلك اليوم وبدأت الاستعداد للخروج فإذا بزميلتي تدخل مسرعة وبعجلة من أمرها
(وكأنها تسابق أيامها القليلة) تعطيني (مظروفا) وتقول لي هذه صدقة ضعيها في مكانها المناسب وسلمت ومضت،أخذت المظروف وأنا شاكرة لها وأغبطها على سخاء يدها الدائم فمنذ معرفتي بها لم يمر اسبوع بدون مااستلم منها مثل هذا المظروف،عزمت على وضع المبلغ في الصدقة الجارية وقد ارتسم في مخيلتي الحديث(إذا مات ابن آدم....) أمضيت يومي بإنشغالاتي ونسيت أمر (المظروف)حتى اليوم الثاني وأنا في مكتبي وإذ بها تدخل علي بنفس تلك الابتسامة لتسألني (تصرفت في المبلغ؟) قلت لها لا لم يزل بحقيبتي قالت:ضعيه لكفالة طالب علم ،قلت لها ولمَ طالب علم بالذات وأنا ابتسم،أطرقت وقالت منيرة أتعبتني وقدجربت معها كل الحلول ولم تفلح ومازالت تعاند وتشاكس وقد اعتدت كلما أُغلقت الأبواب مع البنات أن أتصدق حتى يفتح الله عليَّ وهذه لمنيرة لعل الله يتقبل ويهديها،
نظرت إليها وكل حروفي توقفت
فأنا أمام قلب يحمل همَّ صلاح طالبته...
أمام روح عرفت أن حيلة البشر ضعيفة إن لم تستند للقوي...أمام قلب يحمل همَّ من يعول
سألتها مازحة (يبدو أن مظاريفك السابقة كلها للبنات) قالت كثيرا منها !!
استرجعت تلك الصورة التي استوقفتني وأثارت فضولي لحظتها وأنا أرى تلك الطالبة في نهاية العام الماضي وهي تودعها وتبكي وهي تربت على كتفها وتهمس لها (لم أعمل شيء أنت بنتي ولك حق علي وأهم شيء إنك عرفت الصح من الخطأ)
عجبت وقتها فزميلتي ليست من الشخصيات التي لها أنشطة مع الطالبات وحضورها يعتمد على حصصها فقط ،
تسارعت الأيام ومنيرة تبدي تحسنا ملحوظا
سلوكيا ودراسيا ويقيني متجذر أن ذلك(المظروف) كان لها نورا وضياء ،وأن تلك الصدقة حمتها من نفسها والشيطان،
جلست مع زميلتي حدثتها عن منيرة وعن مستواها الشهري الذي ارتفع وقلت لها (يبدو أن طريق الصدقات سنعتمده منهجا) ردت بسرعة وعلامات الاستياء على وجهها(عسى ماقلت لأحد) قلت لها ابداً،
قالت سأخبرك أمراً وأرجو أن تحافظي عليه لعل الله يصلح بناتنا وبنات المسلمين،
تفضلي وأقبلت عليها وكأني اسمع من مودع،
قالت في كل صباح وأنت تضعين قدمك في داخل المدرسة(استودعي الله نفسك وعملك وعلمك وكل ماتملكين،واستودعي الله طالبات المدرسة من شياطين الإنس والجن) وعدتها بأن أحافظ على ذلك وأنا ممتنة لها بكل حرف،
مضت لبقية يومها،وتركتني وأنا أردد ذلك الدعاء فمن كان وديعة عند الله فقد نجا؛
بدأت يومي الثاني ووصيتها حاضرة في قلبي سألت عنها فقد كانت لدي بشارة لها ولكنها غائبة ذلك اليوم،طال غيابها فقد ألمَّ بها مرض أدخلت على أثره المستشفى وقد كانت كعادتها في عجلة من أمرها
(ورحلت مسرعة)
تاركة وصيتها أحرفا من نور ترافقني كل صباح
تاركة آخر عملها(صدقات أصلحت قلوبا)
مضت وخفايا صدقاتها لم تعلم بها من كانت تشاطرها مكتبها،مضت وسطرت دروسا بأن المعلم
(من يحمل هما لإصلاح وليس من يحمل علما)
((من يفكر كيف يهدي وليس كيف يعاقب)
(من يشفق وليس من يقسو)
ومضت وصوت بكاء منيرة وشهقاتها يملأ أرجاء مكتبي وهي تردد
(لن أنسى معروفا صنعته لي وسأبقى عمري كله أدعو لها )
رحلتِ وهنيئا لك تلك (الغمائم) التي اسكثرت منها لتظلك يوم العرض عليه
رحلت وبقيت الدروس في (فلاتعلم شماله ماأنفقت يمينه)
رحلت ومازالت ذكراك حاضرة في كل أمر يستصعب
وكنت ممن قيل فيهم (مر وهذا الأثر).
(إلهام المبارك)

يوميات مرشده طلابيه
عندك أي منتج؟
الكل: 2

رااائعه .. شكراًلك
متابعه باهتمام .🌺

استودع الله اموري كلها ان لم يكن ربي لها فمن لها
استودع الله دنياي وديني استودع الله جميع المسلميني

أضف رداً جديداً..