يا مجلس الشورى.. عيشوا معنا

قبل 11 سنة

أتجاهل الكثير من أخبار وتقارير مجلس الشورى عنوة وبلا مبالاة؛ لأن كثيراً منها يصيبني بحالة من تعكر المزاج، بل يصيب الكثيرين من أمثالي بالغثيان؛ فمجلس الشورى لدينا يشعرني بأنه يعيش في كوكب آخر غير الذي نعيش فيه، وكأن أعضاءه يخلعون مشلح الإحساس أمام مدخل المجلس، ويلبسون مشلح الوصاية المزعومة مشوبة بنوع من الأضواء والفلاشات.

فقط شدني نبأ دراسة الشورى لعريضة مقدمة من بعض المواطنين، يُقال إن عددهم بلغ ثلاثة آلاف من الذين وقّعوا مطالبين بقيادة المرأة للسيارة، وهو من المضحكات المبكيات، و"شر البلية ما يضحك"، وأقول هذا عدد الذين يُزعم أنهم وقعوا، ولكن الذين لم يوقّعوا عددهم 18 مليوناً و17 ألف سعودي، وهؤلاء لم ولن يوقِّعوا أبداً؛ لأنهم يدركون أهداف المناصرين لقيادة المرأة للسيارة، وأنا شخصياً أعتبر مناقشة الشورى قيادة المرأة للسيارة نوعاً من الانصرافية وعدم المسؤولية، في ظل فقدان المرأة السعودية متطلبات أساسية، فإذا زادت نسبة توظيف النساء بجهود المجلس ومبادراته أو بدونها وتمت دراسة ومعرفة زيادة نسبة الطلاق، والعمل على حلحلتها، وسد احتياج الأرملة والفقيرة واليتيمة، هنا أقول للمطالبين قودوا السيارة بأيديكم وأرجلكم.. ولكم ما تريدون بعد أن وصلنا إلى الرفاهية المزعومة، ولم يبق لنا من همومنا سوى أن تقود المرأة السيارة.

مجلس الشورى الذي لم ينجز لنا نحن المواطنين شيئاً يدفعنا لمتابعة أخباره، أنجز لنفسه ولأعضائه أشياء كثيرة، وبمجرد بحث بسيط في "قوقل" نجد أن خبر دراسة قيادة المرأة للسيارة تناقلته وسائل إعلام غربية كثيرة وصحف ومنتديات، فقد أوصل المجلس الهدف المنشود من خلال طرح الموضوع فقط لكي يقول للآخرين "نحن منفتحون" و"المرأة نصف المجتمع".

صحيح أن المرأة نصف المجتمع، ولكن إذا كان شعور أعضاء المجلس صادقاً في هذا الجانب فليبحثوا عن مشكلات المرأة الحقيقية، وليست المزعومة التي يدفع بها أناس ليسوا بنساء. هل بحث المجلس عدد المطلقات في المجتمع، أو عدد الأرامل اللاتي يُعلَنَّ أيتاماً وأوضاعهن؟ هل بحث مشكلة العنوسة وأسبابها ووسائل حلها؟ وهل بحث عن وسائل توظيف المؤهلات في وظائف تناسب تخصصاتهن وطبيعتهن؟ وكيف نساعد الفقيرات اللاتي يلاحقن وزارة الشؤون الاجتماعية بحثاً عن لقمة العيش؟!!

رغم هذه الحقائق، والمرارات، والمفارقات، لا ألوم أعضاء مجلس الشورى؛ لأن أعينهم لا تنظر إلى أسفل، إنما تنظر إلى فئة "مرفهة"، تجد كل ما تريد بلا عناء؛ إذ القصور والأموال والسفر في كل إجازة والتسوق والتنزه والسيارات مع "السواقين".. فقط ينقصها متعة قيادة السيارة في شوارع السعودية، فهي متعة لم تحصل عليها، ولن تحصل عليها إلا بمباركة أعضاء مجلس الشورى، الذين يحصلون على رواتب وسيارات وبدلات تجعلهم في معزل عن واقع الناس، وتجعلهم بعيداً عن أحاسيس نساء الواقع، وليس نساء "رفاهية قيادة السيارة".

أقول: يا أعضاء الشورى، أشعرونا بأنكم منا ونحن منكم، جسِّدوا تطلعاتنا وطموحاتنا، وليس طموحات فئة قليلة لا تمثل قطرة في محيط المواطنين، البسوا نظارة عادية؛ لكي تنظروا من خلالها إلى مشكلاتنا الحقيقية، اتركونا من طرح القضايا الانصرافية وتعمقوا في واقع الناس، وجسِّدوا أحلامهم وآمالهم وتطلعاتهم؛ فهذا واجبكم الذي بموجبه نلتم تلك الامتيازات التي أنستكم دوركم ومهامكم ومسؤولياتكم.

إبراهيم المعطش

يا مجلس الشورى.. عيشوا معنا
عندك أي منتج؟
الكل: 2

لا اله الا انت سبحانك اني كنت من الظالمين

فقط شدني نبأ دراسة الشورى لعريضة مقدمة من بعض المواطنين، يُقال إن عددهم بلغ ثلاثة آلاف من الذين وقّعوا مطالبين بقيادة المرأة للسيارة، وهو من المضحكات المبكيات، و"شر البلية ما يضحك"، وأقول هذا عدد الذين يُزعم أنهم وقعوا، ولكن الذين لم يوقّعوا عددهم 18 مليوناً و17 ألف سعودي، وهؤلاء لم ولن يوقِّعوا أبداً؛ لأنهم يدركون أهداف المناصرين لقيادة المرأة للسيارة، وأنا شخصياً أعتبر مناقشة الشورى قيادة المرأة للسيارة نوعاً من الانصرافية وعدم المسؤولية، في ظل فقدان المرأة السعودية متطلبات أساسية، فإذا زادت نسبة توظيف النساء بجهود المجلس ومبادراته أو بدونها وتمت دراسة ومعرفة زيادة نسبة الطلاق، والعمل على حلحلتها، وسد احتياج الأرملة والفقيرة واليتيمة، هنا أقول للمطالبين قودوا السيارة بأيديكم وأرجلكم.. ولكم ما تريدون بعد أن وصلنا إلى الرفاهية المزعومة، ولم يبق لنا من همومنا سوى أن تقود المرأة السيارة.

أضف رداً جديداً..