سبق- الرياض: ناشدت الأمانة العامة للهيئة العالمية للتعريف بالرسول - صلى الله عليه وسلم - ونصرته الجهات المختصة إلى أن تحيل الكاتبة التي أساءت للنبي الكريم على "تويتر" إلى القضاء الشرعي، مطالبة الكاتبة المعنية بالكَفّ عن مغالطاتها التي دأبت على المجازفة بها نحو أحكام الشريعة ونصوص القرآن والسُّنة، مشددة في بيان لها على أنه بات من المتعيّن على الإدارة العامة لخدمات الإنترنت بهيئة الاتصالات أن تبادر إلى إغلاق حساب وصفحة الكاتبة المشار إليها على الإنترنت، غيرةً على حرمات الله، ومنعاً من إشاعة مقالات الإفك والسوء، ورعاية للمصلحة العامة في البلاد.
وجاء بيان الأمانة العامة للهيئة كالآتي:
بيانٌ في وجوب الأخذ على يد كاتبة وصفت الهدي النبوي بالغباء
الحمد لله ربِّ العالمين، وصلَّى الله وسلَّم على المبعوث رحمة للعالمين، نبيِّنا محمد، وعلى آله وصحبه والتابعين. أما بعد:
فإنَّ الأمانة العامة للهيئة العالمية للتعريف بالرسول - صلى الله عليه وسلم – ونصرته، وقياماً برسالتها، تابعت بكل أسف ما يصدر بين الحين والآخر عن عدد من الأشخاص عبر وسائل التواصل الاجتماعي من عبارات فيها الاستخفاف بالعقيدة الإسلامية وبالجناب النبوي الكريم، برغم ما ينطوي عليه هذا التصرف من خطر على اعتقاد المسلم وإيمانه، فإنه لا يخفى على أهل الإسلام عظم الوعيد لمن استهزأ بشيء من دِين الرسول - صلى الله عليه وسلم - أو ثوابه أو عقابه، كما يدل عليه قول ربّ العزة: {قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ. لا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ} [التوبة:65، 66].
وكان من آخر ما تابعته أمانة الهيئة في هذا الباب ما صدر عن كاتبةٍ في تويتر، ونصُّه: "من أغبى الأقوال أن تربية اللحية مخالفة للمشركين.. مشركو الماضي والحاضر واليهود والكهنوت والشيوعيون الماركسيون بلحى.. أبو جهل لحيته أطول من الرسول" انتهى.
ومن المعلوم من السنة النبوية المطهرة أن إعفاء اللحية من هدي النبي صلى الله عليه وسلم، وأنه عليه الصلاة والسلام بيَّن شيئاً من الحكمة في ذلك، وهو مخالفة المشركين. وهذا ثابت في دواوين السُّنة كما الصحيحين وفي موطأ مالك ومسند أحمد وفي سنن أبي داود والترمذي والنسائي من حديث ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلَّى الله عليه وسلَّم قال: "خَالِفُوا المشركين، وفِّرُوا اللِّحى، وأحفُوا الشوارب" وفي رواية: " خالِفوا المجوس".
والكاتبة المشار إليها لا تخلو من إحدى حالين: إما أن تكون جاهلة بالسنة النبوية، فتُعلَّم، ويوضَّح لها، وترجع عما جازفت به من القول، وإما أن تكون عارفةً بهذا الحديث الشريف، ومع ذلك كتبت ما كتبت، فهذا منها مُحادَّةٌ لله ولرسوله عليه الصلاة والسلام، واستخفافٌ بالهدي النبوي الشريف، وهذا مما جاء فيه الوعيد الشديد لمن اقترفه، كما في الآية المتقدمة، وكما في قوله سبحانه: {ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَرِهُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ} [سورة محمد:9].
كما جاءت نصوص القرآن الكريم مؤكدةً على طاعة الرسول صلى الله عليه وسلم واتباعه والتسليم لشرعه وتعظيمه، كما في قوله تعالى: {وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالا مُبِينًا} [الأحزاب:36]، وقوله تعالى: {وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا} [الحشر:7]. وغيرهما من الآيات والأحاديث الصحيحة.
فالواجب على الكاتبة المشار إليها الكَفُّ عن مغالطاتها التي دأبت على المجازفة بها نحو أحكام الشريعة ونصوص القرآن والسُّنة، وغيرها من مقولاتها التي تجاهر بها تحت دعوى ما تسميه "الليبرالية"، ومنها تندُّرُها وسخريتها بين فينة وأخرى بمنهج المملكة العربية السعودية وبتمسك شعبها بالقيم والأخلاق الإسلامية الحميدة.
وإنه لمن المؤسف والمخجل لأمة الإسلام أن يوجد فيها مَنْ يتمادى في التطاول على الجناب النبوي الشريف بعبارات الاستخفاف والاستهزاء والوصف لبعض أقوال النبي صلى الله عليه وسلم بالغباء، ولا ريب أن في الشرع والأنظمة ما يَكُفُّ السفهاء، ويردع المتطاولين المعتدين، ويرشد الجاهلين.
وعليه فإن الأمانة العامة للهيئة العالمية للتعريف بالرسول - صلى الله عليه وسلم - ونصرته ترى أنه قد بات من المتعيّن على الإدارة العامة لخدمات الإنترنت بهيئة الاتصالات وتقنية المعلومات أن تبادر إلى إغلاق حساب وصفحة الكاتبة المشار إليها على الإنترنت، غيرةً على حرمات الله، ومنعاً من إشاعة مقالات الإفك والسوء، ورعاية للمصلحة العامة في البلاد.
وفي الحين نفسه تناشد الأمانة العامة للهيئة الجهة المختصة في الدولة أن تحيل الكاتبة المشار إليها إلى القضاء الشرعي، فإن المتتبع لكثير مما يصدر عنها يجد فيه الأذية لله تعالى ولرسوله عليه الصلاة والسلام، وبثَّها ما فيه الفساد للبلاد والعباد.
وقد عرَضَت الأمانةُ العامة للهيئة العالمية للتعريف بالرسول - صلى الله عليه وسلم - ونصرته نصَّ هذا البيان على سماحة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ المفتي العام للمملكة ورئيس هيئة كبار العلماء، فأكد خطورة ما صدر عن الكاتبة المشار إليها، وأنه استهزاء بالسُّنة النبوية، وأيَّد سماحته ما تضمنه هذا البيان، وحث على نشره.
نسأل الله جلَّت قدرته أن يهدينا جميعاً سواء السبيل، وأن يجنبنا الفتن ما ظهر منها وما بطن {رَبَّنَا لا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ}. وصلى الله وسلم على نبينا محمد.
الأمانة العامة للهيئة العالمية
للتعريف بالرسول صلى الله عليه وسلم ونصرته
الرياض 21 ربيع الأول 1435هـ