هل العملة الرديئة تطرد العملة الجيدة فعلا..؟!!

قبل 11 سنة

دكتور / جمال محمد شحات
محاسب قانوني ومستشار مالي
زميل المعهد الامريكى للمستشارين الماليين
زميل المعهد الامريكى للرقابة الداخلية
Ph.D، MBA، CFC، CFA، CPM، MFM، CICA، CRA

هل العملة الرديئة تطرد العملة الجيدة فعلا..؟!!


عندما بدأنا فى دراسة الاقتصاد فى مادة النقود والبنوك بالجامعة وسمعنا بالعبارة الشهيرة ان العملة الرديئة تطرد العملة الجيدة تبادر الى اذهاننا ان هناك خطأ ما وان تلك المقولة قد قلبت وان العكس هو الصحيح ولكن اكتشفنا ان هذه
العبارة الاقتصادية المشهورة العملة الرديئة تطرد العملة الجيدة من السوق، لقائلها السير توماس جريشام مستشار ملكة إنجلترا و التي عرفت فيما بعد بقانون جريشام (Greshams Law)،

و تقوم فكرة هذا القانون علي اساس انه إذا تم اصدار نقود جديدة تشتمل على كمية من المعدن الخالص (الذهب مثلا) أقل مما تشتمل عليه النقود القديمة التي تتعادل معها في القيمة الأسمية. فإن النقود القديمة (الجيدة) تبدأ في الأختفاء من التداول في السوق، حيث تستخدم في هذه الحالة للاكتناز من قبل الافراد او ان تستخدمها الحكومة نفسها في اعادة صهرها و استخدامها كسبيكة ذهبية مثلا تباع بقيمة اعلي من قيمتها الاسمية. و بالتالي لن يتبقى في السوق سوى النقود الجديدة (الرديئة)، وقد حدثت مثل هذه الظواهر في القرون الوسطى عندما كان الحكام يصدرون النقود بأوزان مختلفة أقل من اوزانها القديمة كلما أضطربت الأحوال الاقتصادية في بلادهم.
• كذلك ينطبق هذا القانون إذا وجدت في التداول نقود ورقية رخيصة إلى جانب النقود المعدنية فإن الأولى (الورقية) تطرد الثانية من التداول في السوق. وقد شاعت هذه الظاهرة خلال الحرب العالمية الأولى عندما كانت تختفي النقود الذهبية كلما طرحت أصدارات من الورق الرخيص. الخلاصة ان الردئ يطرد الجيد وهى النظرية الثابتة والتى تتزايد اهميتها مع الايام وتثبت صحتها فى مختلف الاحوال والظروف والبلدان ...!!
وعندما وعينا وادركنا وفهمنا تلك القاعدة فى اقتصادات النقود والبنوك اذ بنا نلاحظ ان هذه القاعدة سارية ايضا فى حياتنا العملية بل فى شتى مناحى الحياة فان وجود اشخاص غير اكفاء فى قيادة الشركات والمؤسسات كفيل بهروب او طرد او ترك الاكفاء بتلك الشركات والمؤسسات حيث لن يستقيم العمل ولن يعلى شأن الكفاءة والاداء بتلك الشركات ..!!
وفى مجتمعاتنا وبلادنا نلاحظ تزايد اعداد الغوغاء يؤدى الى ترك الاشخاص الجيدين الى اماكنهم ومكانتهم لهؤلاء الغوغاء حيث يشعرون بالاحباط والاكتئاب ويتجهون الى ترك الساحة للغوغاء ...!!
بل تلعب الصحافة والفن دورا كبيرا فى اعلاء شأن تلك الحالات السلبية للمجتمع حيث تظهره فى صورة البطل وشخصية تنال اعجاب الشباب ويرغب الكثيرون الى الاحتذاء به والتشبه به وهذا يؤدى بدوره الى ارتفاع اسهم العملة الرديئة مما يستتبع تضاؤل دور العملة الجيدة وما تمثله من افكار واشكال للحالات الايجابية وبالتالى انسحابها من الميدان ..!!
هكذا علمتنا تلك القاعدة الاقتصادية ان العملة الرديئة تطرد العملة الجيدة فى الاقتصاد وعلمتنا ان النماذج الرديئة تطرد النماذج الجيدة فى الحياة ورأينا ان الموظفين الضعفاء يطردون الموظفين الجيدين فى الشركات والمصانع والمؤسسات ..!!
انها قاعدة سارية المفعول فى الا قتصاد والشركات بل والحياة بأسرها ..!!
رحم الله اساتذتنا فى الاقتصاد كانوا يعطوننا دروسا فى الاقتصاد والحياة معا..!!
ولذلك علينا ان نسعى جميعا القضاء على العملة الرديئة حتى لا تطرد عملتنا الجيدة من كل اقتصاداتنا وشركاتنا ومؤسساتنا بل من كل مناحى حياتنا ..!!

هل العملة الرديئة تطرد العملة الجيدة فعلا..؟!!
عندك أي منتج؟
الكل: 8

والبلد الطيب يخرج نباته باذن ربه والذى خبث لايخرج الا نكدا ..!!

جزاك الله خير وبارك فيك .

بارك الله لك في علمك يادكتور جمال

انت من اعمدة منتدى مستعمل

مهمآ حرصت على إنتقآء كلمآتك ، ستجد دوماً من يُسيء تفسيرها !!

بارك الله فيكم اعزائى - العوفى - ابوهاجوس : وابقانا اخوة متحابين فى الله ............ تحياتى

http://alphabeta.argaam.com/article/detail/91013/هل-العملة-الرديئة-تطرد-العملة-الجيدة-فعلا

“لماذا نُفكر دائمًا في نهايات الأشياء رغم أننا نعيش بدايتها !!؟
هل لأننا شُعوب تعشق أحزانها ؟ أم لأننا من كثرة ما اعتدنا من الخوف أصبحنا نخاف على كل شيء ، ومن أي شيء !
حتى أوقات سعادتنا نخشى عليها من النهاية !” اللهم اجعله خيرا

هل نحن بحاجة لصناديق سيادية ؟

لفت الزميل د. محمد الصبان نظري الي مقال نشر امس في الاقتصادية يقول فيه كاتب مغمور ان الصناديق السيادية غير مجدية وانه من الاولي ان تستثمر فوائض الدخل في مشاريع داخلية. وقال ك " انه يستغرب من مطالبة بعض الاقتصاديين أن يتم تأسيس صندوق سيادي سعودي؛ حتى تتجنب المملكة الهزات الاقتصادية "

اما انا فقد استغربت هذا القول ووجدت فيه تناقضا لان الفوائض تعني ان اقتصادنا لا يستوعبها فكيف ندعو لاستثمارها داخليا ؟ لكن الامر الذي اثار استغرابي اكثر هو انني وجدت تعليقا علي المقال كتبه اخي الدكتور عبدالرحمن الزامل رئيس شركة الزامل الصناعية ( وكيل وزارة التجارة الاسبق / رئيس الغرفة التجارية بالرياض حاليا )، فاتصلت به مستوضحا وقد حدثني طويلا لنحو نصف ساعة وكان اهم ما قاله لي الرجل ما يلي :

1 - اولا اكد لي د. عبد الرحمن الزامل انه مع استثمار فوائض الاموال وانه يؤيد انشاء صناديق استثمارية ( سمها ما شئت : حكومية، سيادية .. الخ ) لكن علي ان تخصص للانفاق والاستثمار في الداخل وليس في الخارج.

2 - وهو يعتقد ان اقتصادنا ما زال قادرا علي استيعاب هذه الفوائض بشرط ان ينظم صرفها بطريقة مناسبة علي عدة سنوات .

3 - واضاف سعادته قائلا : انه يعلم ان الصناديق السيادية في الدول المجاورة لم تحقق عوائدا مجزية، وان اغلب الاستثمارات الخارجية خاسرة او متدنية العوائد وعالية المخاطر، وان القائمين عليها في الخارج مجموعة من اللصوص والافاقين من كبار المصرفيين ومديري الصناديق الاستثمارية في البنوك والمؤسسات الاستثمارية العالمية.

4 - و دلل الدكتور الزامل علي وجهة نظره مؤكدا لي : ان استثمارات صندوق التقاعد وصندوق التأمينات الاجتاعية في الخارج لم تحقق للدولة عوائد مجزية مطلقا. بينما استثمارات الدولة في الداخل حققت لها عوائد كبيرة بما فيها استثماراتها في الاسهم. وقال ان للدولة نحو 35 مليار في الاسهم اصبحت قيمتها الان 120 مليار.

5 - لذلك فهو يدعو ان انشاء صندوق استثماري ضخم بقيمة 100 مليار مثلا ( او حتي عدة صناديق ) ولكن للاستثمار في الداخل في مشاريع كبيرة تحتاجها البلاد ( في مجال الخدمات الصحية، والقطارات ، والكهرباء ، وتحلية المياه، وتطوير التعليم، والاسكان، ونحوها ) .

6- وهو يعتقد ان الطاقة الاستيعابية للاقتصاد ما زالت قادرة علي استيعاب هذه الانفاقات.

وقال لي انه هو من ترجى الملك ان لا تضع الدولة فوائضها في الخارج، ووافق الملك حفظه الله علي ذلك. وانه عندما دعيت المملكة لاجتماع العشرين ناشد الملك ان تأخذ المملكة حذرها من هذه الدعوة. فدعوة المملكة للانضمام لمجموعة العشرين الغرض منها امتصاص سيولتها وفوائض اموالها، وانه اقترح علي طويل العمر ان يقول لهم اننا بحاجة لصرف هذه الاموال علي مشاريع بني تحية وتنمية اقتصادية ضخمة وملحة ( قطارات، كهرباء، تعليم، صحة ) داخل بلادنا لاننا بحاجة ماسة لهذه المشاريع، لكن الطريق مفتوح امام الشركات العالمية للمشاركة في تنفيذها.

7 - واخيرا اكد لي د. الزامل ان الاستثمار المجدي لا يقتصر علي داخل بلادنا فحسب بل يشمل الاستثمار في الدول العربية الاخري، ( مصر، تونس، اليمن، المغرب .. الخ ) فعوائدها جيدة، وهي اولي بهذه الاستثمارات من الدول المتقدمة. وذكر لي ان الشقيقة مصر شهدت خلال السنتين الماضيتين ( سنتي الثورة والاضطرابات ) دخول استثمارات سعودية اضافية بمقدار ملياري ( ريال او دولار لم اتحقق منه ) !

فقلت له ان الخلاف ليس علي الهدف النهائي وهو استثمار فوائض اموالنا، الخلاف مبدئي ينحصر في هل يستوعب اقتصادنا انفاقا اضافيا يفيض علي ما هو مقرر في الميزانية الحكومية السنوية فضلا عن اوامر الانفاق الاضافية التي تصدر خلال نفس العام ؟ كما اننا نريد ان نتحقق من ايهما اكثر عائدا واضمن للاجيال القادمة، هذه الاجيال التي اخذنا واستولينا علي حقوقها في الثروات النفطية حتي نشبع نهم العالم للنفط.

أضف رداً جديداً..