نحو التوسع الإيجابي في مجال السياحة بالسعودية
أقترح تنظيم نشاط تُقبل عليه النفوسُ
وهو السفر على الراحلة وعلى الأقدام من المدينة إلى مكة أو العكس .
سيكون من أجمل الإختيارات لطالبي السياحة في السعودية ، لأنه أعلا من بقية الأنشطة جاذبية كونه فضيلة سياحية لا توجد على الأرض إلا بين الحرمين ولأنه من الماضي الذي لم تودعنا تباشيره المستمرة فقد تكفل بدوامها رب العصور والأجيال .
ينال مَن قام بهذه الرحلة – إن أراد - حزاما مستقلا من القائمين على هذا النشاط فيشعر بأنه طموح يستطيع أن يلحق النجومَ السابقة من أهل الهمم والعزائم .
قال الحسن : إني لأستحي من ربي عز وجل أن ألقاه ولم أمشِ إلى بيته .. فمشى عشرين مرة من المدينة على رجليه .
يمكن أن تنوب هذه الرحلة عن شيء من التجنيد للشعور بالجدية والحرص على النعمة فيما بعد .
ونستفيد من إختبارات القياس والقدرات للطلاب الذين يميلون للعسكرية وما يماثلها لتضمين هذا العمل ولإعطائهم الأولوية في الخدمة .
كذلك لتجديد رخص الموظفين بين فترة وأخرى حيث يُدرج هذا العمل ضمن درجات الأداء الوظيفي وعليه تكون الدرجة والعلاوة السنوية .
ويوحي مثل هذا العمل إلى عامة الموظفين والطلاب أن قيامهم بأعمالهم هي دون الجهد المطلوب مهما كان هذا الجهد إلا إذا بذلوا حدّا أعلا يصل إلى سقفٍ يعادل جهد هؤلاء الرحالة وصبرهم وعلو عزيمتهم التي يمكن أن ينفذوها في أعمال أخرى ويطبقونها في الأعمال التي تصعب على غيرهم .
ويحصل بقية الناس وزائر السعودية على شرف تقليد الرسول صلى الله عليه وسلم والرعيل الأول من الصحابة المجاهدين والعلماء الأخيار الذين طلبوا العلم وجاهدوا بأنفسهم وأموالهم دون أن يحرصوا على العطايا والدرجات الدنيوية ،
ويُكرمون بحزام شرفي عالٍ ينفعهم كوسيلة للقيام بالأعمال الخيرية المتنوعة ولتشجيع معارفهم إن كان لديهم فراغ مع القدرة .
لا يصح إلحاق العنت والمشقة بأهل الإيمان والذي يفعل ذلك يتشبه بالكفار فهو فعلهم الذي يقومون به ولو بتفريغ جزء منه ببعض المسلمين في البلاد التي يقدرون عليهم فيها .
كما أن دعاء الرسول صلى الله عليه وسلم مستجاب وقد دعا مَن ولي من أمر أمتي شيئا فشق عليه فاشقق عليه ومن ولي من أمر أمتي شيئا فرفق بهم فارفق بهم .
لكن ما ورد ذكره عن الموظفين والطلاب مشاركة لا يمكن أن يأذن أحدٌ بتحقيقها على ما أعتقد فهي مجرد كلمة في مجلس المنتدى ، وما فيه مِن غير إلزام فهو جميل في بعض أوقات السنة
لِما فيه من التجديد في نمط الحياة ومن القيم التربوية والإجتماعية من شعور بالكون وما فيه وما يلزم الرحلة من تخطيط وتحمّل وتعاون وإيثار ومحاولة تعديل السلوك فالسفر يسفر عن الأخلاق والحلم بالتحلم والعلم بالتعلم فيتم تغيير بعض الأخلاق بالتخلق والتجلد على تحمل الصواب .
أما الرحلات لبعض الآثار كمدائن صالح فإن من الخطأ تمهيد الطرق إليها ، فهي مساكن كفار والمراد بمساكنهم القبور وليست البيوت فبيوتهم قد ذهبت وما يُشاهد هي أماكن القبور ، كيف يذهب المؤمن لقبور أناس في أرض نزل عليها العذاب .
وفتنة القبور قائمة بين ألأكثرية من المنتسبين للإسلام وغيرهم فقد نجح الشيطان في إدارة قلوبهم والتحكم بها إلى أن أوصلهم إلى الشرك ؛ يرون أنها تنفع وتضر وأن لها صلاحيات ومهام في إدارة الكون أو البشر أو شيءٍ من الأمور التي لا يقدر عليها إلا الله .
والشرك من أعمال القلوب فيحمي المسلمُ قلبَه بحمايته من الوصول إلى الأماكن التي يستعين بها الشيطان ليحقق ما يريد .