بسم الله الرحمن الرحيم * ذات يوم عام 1991 أو 1992 قال لي ملحدان شابان إسبانيان وهما يبتسمان: من خلق الله؟ فقلت فوراً: الله ليس مخلوقاً أصلاً. الله خالق وليس مخلوقاً. فانطفأت ابتسامتيهما وصمتا مبهوتين وكأنما قد استيقضا من نوم عميق : ) * ذات يوم عام 1992 أو 1993 سألني شاب ملحد تركي مع حضور شاب كاثوليكي إسباني فقال لي التركي بحماس: بما أن الله يعلم الغيب ويعلم ماذا سيفعل كل واحد منا وما هو مصيره أهو في الجنة أم في النار، لماذا لا يدخل كل شخص إلى مأواه مباشرة دون حاجة للحياة على هذه الأرض؟ فقلت فوراً: الله يعلم ولكنك لا تعلم. ففهمها الكاثوليكي وضحك مؤيداً بكلمة نعم. فاستغرب الملحد وبدا كأنه كالأطرش في الزفة وقال لنا بأنه لم يفهم جوابي. فشرحت له قائلاً: الله يعلم الغيب ولكنك لا تعلم الغيب فلو عاقبك الله مباشرة دون أن يعطيك فرصة لترى عملك بنفسك يحتمل أن تحتج وتظن أنه قد ظلمك ولم يعطك فرصة لتختار. فصمت متأملاً وأسأل الله أن يهديهما إلى الإسلام. ويحتمل أنني قلت له أيضاً: يحتمل أن هناك حكماً أخرى لا نعلمها. * للملحدين أقول: وجود الله الواحد الخالق حتمي عقلا لأن كل ما حولنا ونراه من إبداع مذهل في الخلق والتدبير يدل دلالة قطعية على أن له خالقا واحدا. * بالتالي فإن معرفة أن الإسلام هو الدين الحق حتمية عقلا لأن غيره من الأديان مناف للعقل فمنها ما هو شركي ومنها ما هو خاص بفئة كاليهودية المحرفة * وبالتالي أيضا، معرفة أن مذهب أهل السنة على منهج الصحابة هو الإسلام حقا حتمي عقلا لأن غيره من المذاهب إما شركي وإما مبني على خرافة تخالف العقل * فكيف إذا أضفنا إلى كل ما سبق الإعجازات العلمية والعددية واللغوية والتاريخية المذهلة في الإسلام قرآناً وسنة؟ لا يسع العقل حينها إلا الاستسلام. كتبها أخوكم مشتر : ) أنشروا تؤجروا إن شاء الله.