ملاحظاتٌ يسيرة لاحظتها بسجن الأحداث وقت عملي فيه

قبل 10 سنوات

كنت كغيري في إحدى المناطق بدار الملاحظة معلم بقسم ثانوي ومساعد مرشد في تعبئة نماذج عن قضايا بعض الطلاب هناك .

يضم سجن الأحداث جميع المراحل 12 سنة إبتدائي ومتوسط وثانوي كما تعرفون ولا يأتي من الإبتدائية إلا طلاب من الصفوف العليا .
ظهر لي ولغيري هناك ما يلي :-
- أن أكبر الصفوف عددا في الدار هو الصف الأول الثانوي ، يقول أحد المعلمين أن له عشرين سنة وأعداد طلاب الصف الأول هي الأكثر
وهو ملاحظ فإذا كانت الصفوف الأخرى على طالبين وثلاثة فلا يقل الأول الثانوي عن عشرة طلاب ويصل العددُ إلى عشرين في الوقت الذي تغلق فيه صفوفٌ أخرى بالثانوي لعدم وجود طلاب
وهذه الظاهرة لا تُلاحظ في المجمعات و الثانويات الأخرى

لماذا الصف الأول الثانوي ويليه في بعض السنوات الصف الثالث متوسط على ما رأيت

الله أعلم
فالأمر يحتاج إلى تشخيص سليم وعلاج من الصف الثالث متوسط
من المعروف أنهم حديثو عهد بعالم الرجولة فيحصل لبعضهم الإرتباك وعدم الإتزان أو لوجود أسباب أخرى تختلف من منطقة لأخرى ومن بيئة عن البيئات الأخرى .
بعض المعنيين هناك يهنئون مَن تظهر لحيته وأنه بهذه العلامة قد فارق الطفولة إلى عالم رجولي لا يشبه النساء ولا الأطفال ثمّ يوجهونهم بالحذر من الإطمئنان بسبب الدنيا فالإطمئنان بالدنيا سبب هلاك أمم ماضية – كما في القرآن - لكن المسلم يطمئن بذكر الله ويفرح بهذا الخير ليسير في حياته آمنا محفوظا
وهذا الكلام لا يقنع فئةً منهم فيحتاجون إلى أكثر من تخصص ينقذهم - بإذن الله - من الإبتداء الخاطئ في حياتهم وما يقارب من ثلثي الأحداث الذين دونتُ عنهم معلومات هم أولاد مطلقات يعيشون وكأن المجتمع يلحقهم كما لحقتهم هذه النكبة
ولا يقنعهم أي كلام صحيح مع هذه المصيبة التي حلّت عليهم
وفي الغالب يكون الأب المطلق بعيدا عن مسكن أمه قاسيا غير حريص بترديده للمسجد والحلقات ولم يسلمه إلى مَن يربيه ويتولاه بالنيابة عنه إذا كان مقتدرا ماليا .
--------------------
هناك صف ملفت للنظر وهو الصف الرابع أو ما يدرس فيه الطفلُ ابن 10 و11 سنة ، سن كما قيل عنها : إنها بداية نفخ المراهقة
حيث يظهر ما يكون شائعا في بعض العوائل من الأمراض السلوكية الجريئة على ممارسة الشر
وكما يُقال عن بعض العوائل إن في بعض أفرادها حرص وحبٌ لجمع المال أو لديهم قابلية لمرض من الأمراض
فكذلك نجد أن نسبة العداوة والإستعداد لممارسة الشر قد تتجاوز النسبة الطبيعية 4 % تقريبا في بعض العوائل
فيحتاج أطفالهم المنحرفون ببعض الإنحرافات إلى الضرب تحت إشراف أخصائي نفسي ولَجنة مكونة من أعضاء من المدرسة وإدارة التعليم وفق نظام معين
حتى تخمد شرارة الإنحراف في ذلك الطفل
وقد رأيت ورقة بيد معلم عندما كان يعمل بإحدى الإبتدئيات ، ورقة فيها لفت نظر له وهي ورقة من ثلاث نسخ واحدة في ملفه والأخرى مرسلة إلى المسؤلين بمركز الإشراف ، لأنه عجز عن حل بعض الإنحرافات الأخلاقية في بعض الأطفال بالفصول المسؤل عنها حتى قاموا بها في هذا السن .
------
يُلاحظ أن
بعض الأحداث يعود مرة أخرى للدار وسبب العودة في كثير من الحالات مضاربة
فإذا كان الحدث سعوديا
فإنني أقترح للجهة المعنية بالدار هذا الإقتراح وهو أن يقوم ولي أمر الحدث بكتابة تعهد قبل أن

يخرج على ألاّ يناقش أحدٌ من أهله وخلطائه جريمته أويعيره بها ويُعطى ورقة يوقع عليها المختلطون بالحدث على مثل هذا .
أما الجنسيات الأخرى فقد لاحظنا جنسيات تطارد الدرجة والنصف الدرجة بارتياح تآم ولو كانت الجريمة كبيرة بينما يفرقع بعض أبنائنا أصابعه خوفا من أهله وأقاربه ولا ينجح عن جدارة لكنه ينجح بفعل فاعل لتخفيف حالته النفسية .

ولعل خلاصة الكلام السابق هي
1 - حاجة طلاب الصف الأول الثانوي إلى أن يُفردوا ببرامج خآصة تبتدئ من الصف الثالث المتوسط .
2 - الضرب حلّ مناسب وعلاج جيّد لبعض أبناء العاشرة والحادية عشرة لإطفاء مبدأ الإنحراف فيهم .
-----------------------
ثم أحب أن أختم بملاحظة
ملحوظة بجلاء وهي أن دولتنا كريمة في عطائها وبذلها
وأموال تصرف بسخاء لكنني أرى أن تصرف بعض هذه الأموال على غير الدراسة والأنشطة التي تتولاها المدرسة

فالطالبُ هناك لا يحتاج للدراسة ولا للمدرسة والتي لا يستفيد منها سوى شهادة قد يحصل عليها دون أن يختبر من أجل رضى أسرته ومراعاة لحالته النفسية أو ليستمر كادر المدرسة في العمل .
ولا فائد من المواد الطبيعية والإدارية
ولا من بعض معلمي العلوم الإسلامية الذين أتت بهم إدارة التعليم تحقيقا لرغبتهم في النقل إلا إذا كانوا على ما يُراد منهم

فالذي لا شك في مردوده الإيجابي على الحدث هناك وأنه مفيد حقا هو الإستفادة من هذا العطاء باستبدال المدرسة ووقت الدراسة وكادر المدرسة من معلمين وإداريين بموظفين في المناهج الشرعية والإسلامية من أهل الإستقامة والكفاءة العلمية المتصفين بالشخصية القيادية المؤثرة من خلال الإقتصار على الأنشطة الشرعية حيث يقوم هؤلاء الموجهون المربون بتفسير آيات و تحفيظها كأساس ينطلقون منه للإستفادة من منظومة المنهج الشرعي الذي يناسب أعمار هؤلاء الأحداث وهم في هذا الحال .

وعندما يتحقق التأثير الإيجابي والتأثر بالخير في مثل هذه الإصلاحية فإنهم سيخرجون - بإذن الله - صالحين مصلحين وقد تولاهم الحفيظ الرزاق سبحانه برعايته وحفظه .

ملاحظاتٌ يسيرة لاحظتها بسجن الأحداث وقت عملي فيه
عندك أي منتج؟
الكل: 2

شكراً لك على موضوعك الجميل

بالفعل هذه السن مؤثرة جداً واكثرها مشاكل .. ومن يتعداها .. يكون بإذن الله في مأمن من الاندفاع ويبقى بعد ذلك ان اي مشكلة يكون هو سبب رئيسي فيها لانه صاحب عقل يفكر

انا افضل اعادة تأهيل جميع المدارس والمناهج التعليمية في الصفوف من الاول متوسط إلى الثالث ثانوي .. وذلك بالابتعاد عن التلقين والحفظ والتركيز على غرس المبادئ الاسلامية الصحيحة بفهمها وتطبيقها وكذلك الاخلاق الحميدة .. والتعاون وامور عدة
الطالب في حاجة لها اكثر من الرياضيات وغيرها من المواد
هنا وفي هذه السنوات يبنون جيل كامل .. مستقبل بلد كامل ..

الا ليتهم يفيقون

فعل الأطفال الذي جر على معلمهم الإنذار - المذكور في الموضوع - لم يصل للفاحشة والجريمة التي قد تتبادر إلى الذهن ، لكنها إنحرافات نعتبرها في عمرهم هذا من الأخطاء التربوية الكبيرة .
________
يا أخي وسيط 2007 حفظك الله
الحفظ هبة ومنحة ربانية لكثير من بني آدم ، لا أتصور أن أحدا من الناس يسعى لتعطيل هذه المنحة في نفسه أو في الآخرين ثم يتواكل أو يتكل على الآخرين .
لكن الحفظ الآمن قاعدة ينطلق منها الإنسان إلى فهم المهمات في حياته من أمور الدين والدنيا .

فلا بدّ للمسلم أن يحفظ الفاتحة مثلا ثم يفهم ما فيها من ثناء ودعاء وما لله وللعبد
والإنسان العاقل يحفظ ما يحافظ به على حقوقه وعلى حقوق الآخرين
كحفظه جدول الضرب ثم فهم حقيقته بالصور والأمثلة التي تعزز حفظه وفهمه وتمكنه من النجاح في التنفيذ والتطبيق .

والحفظ بلا فهم لا يصلح إلا لفئة واحدة فقط
وهي للمسلمين الأعاجم الذين لا يعرفون من العربية إلا النطق بها ولا يميزون بين معنى التين ومعنى الزيتون
فهم على خير كبير بتلاوة القرآن وفي كل كلمة من القرآن حسنة والحسنة بعشر أمثالها وإن لم يعرف معناها
كذلك بإمكانه أن يطلب الشفاء والعلاج بالقرآن وإن لم يعرف المعنى وقد ذكر طالبٌ من طلاب الجامعة الإسلامية أن أمه أمٌ كافرة لا تعرف العربية من دولة من الدول المتقدمة مآديا
ولها سيارة مليئة بأشرطة القرآن حيث وجدت في سماع القرآن علاجا ملموسا من أمراضها النفسية التي لم تجد لها علاجا في دولتها المتطورة .
وأعتقد أن إذاعاتِ وقنوات القرآن تخدم الخدمة ذاتها للمسلمين وغيرهم
مع الحذر من أن يطلب المسلم الدنيا وهو في صلاته فلا ينوي المسلم وهو يصلي الرياضة أو العلاج ومثل الصلاة الصوم والعبادات الأخرى

لكنه يطلب العلاج بالقرآن خارج الصلاة فالرقية الشرعية هي أن يقرأ الشخص بنفسه القرآن على نفسه أو على مَن يحب بنيّة العلاج حتى يشفيه الله عز وجل .
التدبر لا بد منه ويُنادي بعض الدعاة بأهمية مجالسة العلماء مع التدبر في بيئات محددة تلوثت بالعجمة أو الإستغراب .

والمسلم ينوّع فيتلو في ساعات وهو يتدبر وله أجر التلاوة مع التدبر ، وفي ساعة لطلب الأجر والختمة وفي أخرى للإستشفاء وطلب العلاج .

أضف رداً جديداً..