مقال في الصميم لا تتردد بقراءته رغم قسوته على البعض منا
مقال قاسي. لكن ... الحقيقة قد تكون أكثر قسوة.
بقلم الدكتورة المتقاعدة فاطمة بنت سالم مدير عام التربية الخاصة
قال النبي صلى الله عليه وسلم:
(عمرة في رمضان تعدل حجة معي)
نحن بحاجة الى فهم الدين قبل تطبيقه
هل يكفي هذا الحديث لحمل كل هؤلاء الناس من كافة أنحاء العالم الإسلامي لأداء عمرة رمضان
فمكة في هذه الأيام تزدحم بالمعتمرين وكأن الناس لأول مرة تكتشف الكعبة !!. وكل الناس مسرورة ان الحرم ممتلئ عن اخره .. بالتأكيد هذا منظر مفرح لقلب كل مسلم ولكن… هل هذا ما يريده الله منا في رمضان؟
يريد ان تكون قيمة إيجار الغرفة في فندق مجاور للحرم بعشرة آلاف لليلة الواحدة في العشرة الأولى من رمضان ولتصل إلى أكثر من سبعين ألف ريال لليلة الواحدة في العشر الأواخر
أليس هي غفلة عن الحقيقة
وعدم التبصر بما يرضي الله عز وجل؟
عندما يدفع إنسان ألف ريال لحجز مكان له في الصف الأول في الحرم لأداء صلاة التراويح؟!.
الغفلة قد لا تدعوك إلى القبائح والانحراف بشكل دائم، بل - وعلى العكس - قد تدعوك إلى المحاسن، لتصرفك عن حقيقة ما يريده الله منا في رمضان وغيره ..
ألم يقل النبي صلى الله عليه وسلم:
(قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّ اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَنَا وَكَافِلُ الْيَتِيمِ كَهَاتَيْنِ فِي الْجَنَّةِ، وَأَشَارَ بِالسَّبَّابَةِ وَالْوُسْطَى، وَفَرَّقَ بَيْنَهُمَا قَلِيلًا)
فهل صارت صحبة النبي في العمرة أهم عندنا من صحبته في الجنة؟؟!
أليس من الغفلة أن تتكفل أوروبا باستقبال وكفالة 5000 يتيم مسلم ثم تنصرهم ونحن ندفع عشرة آلاف ريال ثمن لغرفة تطل على الحرم وكأن الله جل في علاه لن يرانا الا في الحرم!!
ألم يقل رَسُولُ اللَّهِ صَلَّ اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : (مَن قَضَى لأخِيهِ المسلمِ حاجةً، كان له من الأجرِ كمَن حَجَّ واعتمر )
أين قضاء حاجات اخوتنا المسلمون .. لماذا يزداد الفقر والتشرد في فلسطين والصومال ومصر وسوريا والعراق واليمن وووو . . .
هل العبادات الشكلية هي كل شيء وكأن النبي لم يقل: (إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق)
هل يريد الله منا ان نصلي 20 ركعة في التراويح ثم نجلس ونغتاب فلان ونستهزئ بآخر؟!
أليس هذا هو الامتلاء الديني الزائف الذي يجعل الشيطان يرقص ويغني فرحا ؟!.
لا بل ربما نجد الشيطان يدفعنا للمزيد من هذه العبادات الشكلية حتى يطمئن بأن نومتنا ستمتد حتى موتنا.
(قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُم بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا (103) الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا).
أليس من الغفلة إنسان يصوم لعدة ساعات ليفطر بطعام يكلفه ما يقارب الخمسمائة ريال وأكثر .. صوم لساعات وافطار بطعام يكفي لعدة أيام وربما يرمى في اليوم التالي لان في رمضان يجب ان نتذوق كل يوم اكلة جديدة ..!!
في مقابل كل هذا على سبيل المثال نجد رئيس الوزراء الكندي (الذي يقولون انه غير مسلم كافر!!) يصوم رمضان للسنة الثانية مشاركة لمواطنيه من المسلمين ومن ثم يجمع ما يوفره من مال في صومه ليتبرع به للجمعيات الخيرية.
من يصحي هؤلاء الناس من الغفله