مع الحجاج ...!!

قبل 10 سنوات

دخل غلام لا يتجاوز العاشرة من عمره على الحجاج في قبته الخضراء وعنده وجوه القوم ووجهاء العرب.
...
فنظر الغلام إلى القبة وقلب بصره فيها ثم قال بسخرية واستهزاء:" أتبنون بكل ريع آية تعبثون وتتخذون مصانع لعلكم تخلدون وإذا بطشتم بطشتم جبارين".
وكان الحجاج متكئا فاستوى جالسا وقال: يا غلام إني أرى لك عقلا وذهنا, أحفظت القرآن؟
الغلام : أخفت على القرآن من الضياع حتى أحفظه فقد حفظه الله تعالى "إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون."
الحجاج: أجمعت القرآن؟
الغلام: أو كان متفرقا حتي أجمعه " إنا علينا جمعه وقرآنه."
فأخذت الحجاج الدهشة وراح يفكر ثم قال: أأحكمت القرآن؟
الغلام: أوليس الذي أنزله حكيما حتى أحكمه؟ "كتاب أحكمت آياته ثم فصلت من لدن حكيم خبير."
وهنا تتجلى قوة التحدي في اللعب بالألفاظ ,فقد كان الحجاج من أذكى أهل زمانه فساءه أن تتحطم قوته أمام غلام ضعيف ،،
فقال: أو استظهرت القرآن؟
الغلام: معاذ الله أن أجعل القرآن ورائي ظهريا.
الحجاج: ويلك ماذا أقول؟
الغلام:الويل لك أنت , قل: أوعيت القرآن في صدرك؟
فتنهد الحجاج ثم قال:اقرأ لي شيئا من القرآن.
فجلس الغلام واستفتح قائلا: أعوذ بالله منك ومن الشيطان الرجيم, بسم الله الرحمن الرحيم :"إذا جاء نصر الله والفتح ورأيت الناس يخرجون من دين الله أفواجا.."
فصاح الحجاج: ويلك إنهم يدخلون!!
الغلام: نعم إنهم كانوا يدخلون في زمن النبي صلى الله عليه وسلم وأما الآن فإنهم يخرجون.
الحجاج: ولم؟
الغلام: لسوء فعلك بهم.وتوقع من في المجلس أن يأمر الحجاج بقتل الغلام.
ولكنه سأله: من أنت؟
الغلام: عبد الله
الحجاج: من أبوك؟
الغلام: الذي زرعني
الحجاج: أين نشأت؟
الغلام: في الجبال
الحجاج: من أرسلك إلي؟
الغلام: عقلي
الحجاج: أفمجنون أنت؟
الغلام: لو كنت مجنونا لما وقفت بين يديك كأني ممن يرجو فضلك ويخاف عقابك.
الحجاج: ناولني هذه الدواة
الغلام: لا
الحجاج: ولم؟
الغلام: أخاف أن تكتب بها معصية فأكون شريكك فيها.
الحجاج: ولكن أريد أن آمر لك بخمسين ألف درهم تستعين بها على ألا تعود إلينا.
فضحك الغلام.
الحجاج: ما أضحكك؟
الغلام: عجبت لجرأتك على ربك, تصدق بهذا المبلغ على من ظلمتهم وأهلكت راعيهم فإن الحسنات يذهبن السيئات.
فأطرق الحجاج ثم قال: ما رأيك في أمير المؤمنين؟
الغلام: رحم الله أبا الحسن
الحجاج: بل قصدت عبد الملك بن مروان
الغلام: على الفاسق الفاجر لعنة الله.
الحجاج: ولَمَ يستحق منك اللعنة؟
الغلام: والله لا أنكر فضله ولكنه أخطأ خطيئة ملأت السماء والأرض.
الحجاج: وما تلك؟
الغلام: حَكَمَكَ على الناس وأنت ظالم ووضعك في موضع لا تستحقه, تستبيح دماء الناس وأموالهم بغير حق
الحجاج: أتعرف من تكلم؟
الغلام: نعم, شيطان بني ثقيف الحجاج
فغضب الحجاج غضبا شديدا, واستفتى من حوله قائلا: ما ترون في أمر هذا الغلام؟
فأشاروا عليه بسفك دمه ..
عند ذلك قال الغلام: جلساء أخيك خير من جلسائك يا حجاج
الحجاج: أخي؟ من؟ الوليد؟
الغلام: بل فرعون, فإنه لما استفتى جلساءه في موسى أشاروا عليه بتركه, وهؤلاء أشاروا عليك بقتلي
فقام رجل من القوم وقال: هبه لي يا مولاي
الحجاج: هو لك لا بارك الله لك فيه
فضحك الغلام حتى احمر وجهه ثم قال: والله لا أدري أيكما أحمق من الآخر, الواهب أم المستوهب؟
الرجل: أأنجيك من القتل وتقابلني بهذا؟
الغلام: أو تملك لنفسك نفعا أو ضرا؟
الرجل: لا
الغلام:. فكيف تملك لنفسي أنا؟
فأخذ الحجاج بفصاحة هذا الغلام وقال:
يا غلام أمرنا لك بمائة ألف درهم, وعفونا عنك لصغر سنك, ورجاحة عقلك, فاخرج ولئن رأيتك في مجلسي هذا فسأدق عنقك.
الغلام: ما كنت لأقبل هبة تذيلها لفظات التهديد والوعيد, أما عفوك فبيد الله لا بيدك يا حجاج, لا جمعني الله وإياك حتى يلتقي السامري وموسى .
ثم خرج لا ينوي على شيء

مع الحجاج ...!!
عندك أي منتج؟
الكل: 6

رائعة أخي جمال .

شكرا لكم اصدقائى الاعزاء ....مروركم الاروع ...!!

جميلة جداً ، أحسنت

انت ليه مش لابس طاقية؟!
***
منذ وقوع الانقلاب المشئوم
وأنا أراقب بمشاعر الدهشة المشوبة بالامتعاض
حوار الطرشان
بين القوى الثورية الإسلامية
والقوى الثورية الليبرالية
***
ولكن في الأيام الأخيرة
بعد تبرئة مبارك
تحول شعوري إلى مزيج من القرف والغثيان
من هذا الهذيان
***
فموقف القوى الليبرالية
يذكرني بموقف النمر في الغابة التي أصدر فيها الأسد قانونا
بألا تأكل الحيوانات المفترسة الحيوانات الأليفة
بشرط أن تقوم الأخيرة بخدمتها
***
فأصبح النمر كلما قابل الغزال
يصفعه ويركله بشدة ويسأله
انت ليه مش لابس طاقية؟!
تكرر الأمر كثيرا حتى زاد عن حده
فلجأ الغزال للأسد شاكيا وقال له
النمر كلما رآني يضربني ويسألني
انت ليه مش لابس طاقية؟!
وأنت تعلم وهو يعلم أني لا أستطيع لبس الطاقية
***
فاستدعى الأسد النمر على انفراد وقال له
لماذا تضرب الغزال؟ .. وما هذا الطلب الغريب الذي تطلبه منه
فقال النمر في غضب:
متغاظ منه يا أخي .. عندي حالة جنون كل ما أشوفه
وأنا مش قادر أمزع لحمه وأقرقش عظامه
فـبطلع غيظي في الضرب
***
قال له الأسد
المسألة بسيطة
بلاش حكاية الطاقية دي
واطلب منه طلبات تعجيزية
مش هينفذها .. تضربه
قال النمر: إزااااي؟!
فقال له الأسد
مثلا .. اطلب منه تفاح
لو جاب لك أحمر قل له ليه ما جيبتش أخضر .. واضربه
لو جاب لك كبير قل له ليه ما جيبتش صغير .. واضربه
***
استحسن النمر الفكرة وقرر تنفيذها
فاستدعى الغزال وقال له: هات لي تفاح
شعر الغزال أن في الأمر لعبة ومكيدة .. فالنمر لا يأكل التفاح
فتوجه للنمر بالسؤال:
هل تريد التفاح أحمر أم أخضر؟
فقال النمر بغيظ: أحمر
الغزال: عايزه ناشف ولا مستوي؟
النمر: مستوي
الغزال: كبير ولا صغير؟
***
وهنا ثار النمر غيظًا
وأخذ يصفع الغزال بقوة وهو يسأله
انت ليه مش لابس طاقية؟!

نص مدهش منسوب للكاتب اليوناني ديمتري افيريينوس :
توأمان قابعان في الرحم، دار بينهما الحديث التالي:
- قل لي، هل تؤمن بالحياة بعد الولادة؟
- طبعًا، فبعد الولادة تأتي الحياة... ولعلنا هنا استعدادًا لما بعد الولادة...
- هل فقدتَ صوابك؟! بعد الولادة ليس ثمة شيء! لم يعد أحد من هناك ليكلمنا عما جرى عليه! ثم هَبْ أن هناك حياة، ماذا عساها تشبه؟
- لا أدري بالضبط، لكني أحدس أن هناك أضواءً في كل مكان... ربما نمشي على أقدامنا هناك، ونأكل بأفواهنا...
- ما أحمقك! المشي غير ممكن بهاتين الساقين الرخوتين! وكيف لنا أن نأكل بهذا الفم المضحك؟! ألا ترى الحبل السُّري؟ فكر في الأمر هنيهة: الحياة ما بعد الولادة غير ممكنة لأن الحبل أقصر من أن يسمح بها.
- صحيح، لكني أحسب أن هناك شيئًا ما، إنما مختلف عما نسمِّيه الحياة داخل الرحم.
- أنت أحمق فعلاً! الولادة نهاية الحياة... بعدها ينتهي كل شيء.
- على رسلك... لا أدري بالضبط ماذا سيحدث، لكن الأمَّ ستساعدنا...
- الأم؟! وهل تؤمن بالأمِّ أيضًا؟!
- أجل.
- لستَ أحمق فقط، أنت معتوه! هل سبق لكَ أن رأيتَ الأمَّ في أي مكان؟ هل سبق لأحد أن رآها؟!
- لا أدري، لكنها تحيط بنا من كل صوب. نحن نحيا في باطنها، والأكيد أننا موجودان بفضل منها.
- دعك من هذه الترهات، ولا تصدع رأسي بها! لن أؤمن بالأمِّ إلا إذا رأيتُها رأي العين!
- ليس بمقدورك أن تراها، لكنك إذا صمتَّ وأرهفت السمع، تستطيع أن تسمع أغنيتها، تستطيع أن تشعر بمحبتها... إذا صمتَّ وأرهفت السمع، لا بدَّ أن تدغدغ رحمتُها قلبَك .

أضف رداً جديداً..