حياكم الله زوار موقع مسعمل، تتجدد في كل جمعة رسالة المنابر في توجيه القلوب والعقول نحو ما فيه صلاح الفرد والمجتمع، وأعلنت كل من وزارة الشؤون الإسلامية في السعودية ووزارة الأوقاف في مصر عن موضوعات الخطب الأسبوعية التي تتناول قضايا تمس حياة المسلمين اليومية، وهنا ستجدون تقريرًا محدثًّا بشكل دوري عن مواضيع خطب الجمعة القادمة أكتوبر 2025.
موضوع خطب الجمعة القادمة أكتوبر 2025 سيكون بعنوان “بالتي هي أحسن”، بهدف التوعية بأخلاقيات وآداب الاتفاق والاختلاف، وأهمية استيعاب الآخر في ظل ما يشهده المجتمع من تنوع فكري وثقافي.
وشددت وزارة الأوقاف على ألا يتجاوز زمن الخطبتين خمس عشرة دقيقة، للخطبتين الأولى والثانية معًا، مع ثقتها في سعة أفق الأئمة العلمية والفكرية وفهمهم المستنير للدين، بما يحقق المقاصد السامية للدعوة الإسلامية التي تدعو إلى التيسير لا التعسير، وإلى الإصلاح بالتي هي أحسن.
سنوافيكم فيما يلي بـ أهم وأبرز عناصر مواضيع خطب الجمعة القادمة أكتوبر 2025، تحت عنوان "بالتي هي أحسن":
الحمد لله الذي هدى من استمسك بالعروة الوثقى، وجعل كلمته هي العليا، ووعد من اتقاه بالفوز والنجوى، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، صلوات ربي وسلامه عليه، وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد:
أيها الأحبة الكرام: إن قول الله تعالى: {ادفع بالتي هي أحسن} [فصلت: 34]، ليس جملة بلاغية تتلى، ولا موعظة عابرة تسمع، بل هو دستور حياة ومنهج إصلاح شامل، فالمؤمن مأمور أن يختار أرفع مراتب الخير وأسمى صور الحلم والعفو، فلا يكتفي بالحسنة، بل يرتقي إلى التي هي أحسن.
قال الإمام الطبري رحمه الله: ادفع بحلمك جهل من جهل عليك، وبعفوك عمن أساء إليك، وبصبرك عليهم مكروه ما تجد منهم، وقال الحسن البصري: ليس الإحسان أن تحسن إلى من أحسن إليك، إنما الإحسان أن تحسن إلى من أساء إليك.
وقال ابن عباس رضي الله عنهما: أمر بالصبر عند الغضب، وبالحلم عند الجهل، وبالعفو عند الإساءة، فإذا فعلت ذلك خضع لك عدوك، وصار الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم.
عباد الله، هذا الخلق ليس ضعفا ولا استسلاما، بل هو قمة القوة، وقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «ليس الشديد بالصرعة، إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب» (البخاري 6114، مسلم 2609).
وقد جسد النبي - صلى الله عليه وسلم - هذا المعنى في الطائف حين آذوه، فقال: «اللهم إني أشكو إليك ضعف قوتي، وقلة حيلتي، وهواني على الناس... بل أرجو أن يخرج الله من أصلابهم من يعبد الله وحده لا يشرك به شيئا». فأية رحمة هذه؟ وأي خلق أعظم من أن يقابل الأذى بالدعاء بالهداية؟
أيها المؤمنون: إن الاختلاف في الرأي والفكر سنة كونية، وقد قال تعالى: {ولو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة ولا يزالون مختلفين * إلا من رحم ربك} [هود: 118-119]، لكن الإسلام ضبط هذا الاختلاف بالخلق الرفيع، فقال سبحانه: {وجادلهم بالتي هي أحسن} [النحل: 125].
وقال ابن كثير رحمه الله: من أساء إليك فادفعه عنك بالإحسان إليه، فإذا أحسنت إلى من أساء إليك قادته تلك الحسنة إلى محبتك حتى يصير كأنه ولي حميم، وكان النبي - صلى الله عليه وسلم - أسمى مثال في الحوار، إذ قال حين آذاه قومه: «اللهم اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون» (البخاري 3477).
وفي قصة صلاة العصر في بني قريظة، اختلف الصحابة في فهم أمر النبي - صلى الله عليه وسلم -، ولم يعنفهم، بل أقر اجتهادهم جميعا، لأن الوحدة فوق الخلاف، والمقصد هو الحق لا الانتصار للنفس.
لقد جسد السلف معنى “ادفع بالتي هي أحسن” واقعا عمليا، فأبو بكر وعمر رضي الله عنهما اختلفا في أسرى بدر، ولم يفسد ذلك ودهما، وقال الشافعي: رأيي صواب يحتمل الخطأ، ورأي غيري خطأ يحتمل الصواب، وقال الإمام مالك: ما من أحد إلا يؤخذ من قوله ويرد، إلا صاحب هذا القبر - صلى الله عليه وسلم -.
ومن القواعد التي رسخوها لبناء الأمة:
الحمد لله على إحسانه، والشكر له على فضله وامتنانه، وأشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، صلى الله عليه وسلم.
أيها الأحبة الكرام، إن الله تعالى حين أمرنا بأن ندفع بالتي هي أحسن، أراد لنا السمو الأخلاقي والرفعة النفسية، ومن ثمراته:
في الدنيا:
في الآخرة:
جزاء عظيم عند الله، كما قال تعالى: {ادفع بالتي هي أحسن... وما يلقاها إلا الذين صبروا وما يلقاها إلا ذو حظ عظيم} [فصلت: 34–35]، فمن تحلى بهذا الخلق نال الحظ العظيم في الدنيا والآخرة.
اللهم اجعلنا من الذين يدفعون بالتي هي أحسن، ووفقنا لاتباع هدي نبيك - صلى الله عليه وسلم - في القول والعمل، واهد قلوبنا لما تحب وترضى، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.
إليكم بعض مواضيع خطب الجمعة القادمة أكتوبر 2025، التي أطلقتها وزارة الأوقاف عبر الموقع الرسمي الخاص بها:
إقرأ أيضًا: أفضل مقدمة لخطبة الجمعة مكتوبة قصيرة 2025