عاش الرسول صلى الله عليه وسلم فقيراً ثم غنياً ثم عاش عيشة متوسطي الدخل عيشة أهل الكفاف . وكان أكثر الصحابة بعد فتح الفتوح أغنياء لكن الرسول صلى الله عليه وسلم دعا أن يكون رزق آل محمدٍ كفافاً فأحياناً يشقى الطرفان أهل الثراء وأهل الفقر ويعيشان في بلاءٍ ونكد إلا من هداه الله للشكر والصبر قولاً وفعلاً . كانت بالمدينة ثلاث قبائل يهودية فيهم طبع ما ينطاق سيء مروح خبيث وعلى الرغم من قشارتهم اعتبرهم الرسول مواطنين وكانت الوثيقة التي ترسم ما للمواطن وما عليه للمواطنين اليهود وما على المواطن اليهودي لوطنه بالمدينة وفي دولة الإسلام . وثلاث غزوات ضد قوم الرسول من الكفار القرشيين ومَن معهم . في كل غزوة تنقض قبيلة من قبائل اليهود العهد والميثاق بعملٍ خسيس بعد بدر فأجلى واحدة ثم بعد أحد فأجلى الثانية ثم بعد الأحزاب استفزعوا بحليفهم الأنصاري فاستجاب الرسول لطلبهم وسلّمه الحكم فيهم بالعفو أو بغيره ؛ فحكم محبوبهم حليفهم السابق بقتل البالغين منهم وسبي ورعانهم وبناتهم ونساءهم وتقسيم أموالهم فتم التنفيذ على أكمل وجه . الرسول صلى الله عليه وسلم تديّنَ من يهودي شعيراً في السنوات الأولى عندما كان فقيراً محتاجاً من يهودي أُجلِي بعد بدر أو أحد ، كانت بدر في السنة الثانية من الهجرة ، ومن أخلاق الرسول صلى الله عليه وسلم أنه لم يستغل ضعف ذلك اليهودي فيأمره بإرجاع الدرع ، أخذ اليهودي الدرعَ معه وذهب به ويظهر أنه بعد غنى الرسول صلى الله عليه وسلم بفتح خيبر وبغيرها من الأموال لم يُعِد اليهوديُ الدرعَ ويطالب بحقه وهو يعرف أن مكان الرسول صلى الله عليه وسلم المدينة المنورة على خلاف موقعه ؛ ومكان اليهودي اللي ما ندري وين انقلع يمه وعلى أي أرض استقر مجهول ، يمكن بعد خروجه طاح بحفرة أو ضاع عن القافلة وأكلته الذيابة أو هلك بسبب من الأسباب فأخذ ورثته الدرع أو هبت عليه معاصير واندفن هو ودرعه أو لأن قيمة الدرع أضعاف أضعاف قيمة كمية الشعير فتعمد أخذ ما زاد عن قيمة الشعير . المهم ما رجع للمدينة حتى يرد الدرع ويأخذ حقه . عائشة رضي الله عنها عندما أخبرت بأن الرسولَ صلى الله عليه وسلم توفي ودرعه مرهونة عند يهودي هي تحفّز الشباب والمسلمين على الثبات لتحقيق أهدافهم النبيلة ومنها الأهداف الإقتصادية ، فمهما عصفت بالمسلم بعض الظروف الصعبة ومنها الحاجة والفقر الذي استعاذ منه الرسول صلى الله عليه وسلم فإن قدوته لم يصل إلى ما وصل إليه إلا بعد أن تجاوز أنواعاً من المحن والمصائب بصبر وثبات ومنها أمور قد يظهر للسامع لها بأن فيها شيئاً من وليس فيها مذلة وإن كان طعاماً للأهل من يهودي لئيم خبيث لكنها مرحلة وتذهب . ولو شعر طالب العلم في بلادٍ بشيءٍ فعليه بالصبر في هذه المرحلة حتى يصل إلى مراده والخير بإذن الله . كذلك يحتاج الداعية أحياناً إلى التعامل مع أشخاص بموضوعية وبمنطق رقمي واضح لجديته في رد ما عليه ولكي لا يدخل بمحوار يقنع فيه المعطي بما يريده إذا كان هذا المعطي حبيباً ولكي لايكون الداعية محل تهمة بأنه يريد من دعوته غير وجه الله . كان بالإمكان أن يستدين الرسول من الصحابة وفيهم أغنياء ولكنه لا يريد إحراجهم في رغبتهم عدم رد الدين وهم يفدونه بأموالهم وأنفسهم صلى الله عليه وسلم يعرف ذلك فلم يستغلهم ويقول بأنها فرصة آخذ ما أريد هو لا يريد الأجر على رسالته ووظيفته النبوية سوى عطاء ربه الذي أرسله . اللهم صلّ على محمدٍ وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميدٌ مجيد .