تعرفون أن المعجب بصناعات الغرب وابتكاراته يعتبر الرادارات الغربية وأجهزة الأقمار الصناعية أصلا لمعرفة خفايا العالم فعلى اعتقاده أجلت وأظهرت هذه الإمكانيات الخارقة جميع الألغاز والأسرار الجغرافية على الأرض ووصلت إلى ما قال عنه قائلُهم :- إن تلك الوسائل تستطيع معرفة ماركة فانيلتك ولو اختبأت في جحر أو دفنت في قبر . لم يقنعهم كلام أولئك القوم أنفسِهم وما يتردد من المختصين فيهم نحو قولهم : إن ما عرفه الإنسان عن الأرض وما فيها لا يتجاوز ما نسبته 3% . لكن الواقع أن المعجب بهم مريض بالغلو في قدراتهم وتقديس منتجاتهم إلى ما يتجاوز قدرة ذلك المخترع فقد جزم باستطاعة الأقمار الصناعية في معرفة ماركات الملابس بلمحة بصر وقدرتها من باب أولى في معرفة أماكن قوم يأجوج ومأجوج ولا يعتقد إلا بما ثبت عن طريق القمر وما كان عنه خافيا فهو منفي عنده ولو كان موجودا. وكان الأجدر به أن يثبت ما أثبته خالق الأرض والسماء عن طريق الوحي إلا أن الرد بلَغه بلغتِه عن طريق حادثة الطائرة الماليزية لتصبح شاهداً من الشواهد المساهمة في صحوته وإيقاظه من هذا المرض – إن شاء الله له الهداية - طائرة فيها أدوات إتصال وأجهزة تلتقطها الأقمار الصناعية فلم تفعل تلك الأقمار ولا الملاحة الجوية والبحرية وقد توقّع من تلك الصناعات أن تجد الطائرة بدقائق معدودة فلم تجدها إلى يومنا هذا بعد أيام وليال من البحث والعمل مع عمل الأقمار وأجهزتها في البر والبحر وفعلها المتسق مع ما في الطائرة المنكوبة من أجهزة متقدمة وقد سمح الله بالأسباب تلك أن تكون سببا معقولا ولم يسمح لمأجوج ويأجوج أن يخرجوا إلا بسبب معروف آخر الزمن وعليه نريد أن يفهم المعجب الغاوي أن قدرة تلك الصناعات المحدودة والقمر الصناعي أشد عجزا من أن يتعامل مع يأجوج ومأجوج وليس بينهم مثل ما بين الطائرة المفقودة وتلك الأجهزة والآلات الفنية من وسائل متجانسة وإمكانيات متماثلة في الخامة والتكوين . يبقى الإنسان وقلبه المتقلب في حاجة دائمة لخالقه وخالق الكون وما فيه وإن طغى وراهق في بعض الصدور والعصور تعظما لذاته أو تعظيما للآخرين فإن بابَ التوبة مفتوحٌ . حذّر الذهبي في كتابه سير أعلام النبلاء من بعض الكتب وأصحابها ، مثل كتاب ( الدافع ) و ( الزمردة ) و ( قضيب الذهب ) و ( نعت الحكمة ) للرِّيوندي . قال فيه الذهبي : الملحد ، عدو الدين ، أبو الحسن أحمد بن يحيى بن إسحاق الريوندي ، صاحب التصانيف في الحط على الملة وكان يلازم الرافضة والملاحدة فإذا عوتب قال : إنما أريد أن أعرف أقوالهم . ( كان يلازم الرافضة والملاحدة ) . ثم نقل الذهبي كلامَ العلماء عنه ومِنهم قال ابن الجوزي: كنت أسمع عنه بالعظائم حتى رأيت له ما لم يخطر على قلب . وقالب ابن عقيل : عجبي كيف لم يُقتل . ----------------------------- اللهم صلِّ على نبيّنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .