رجلٌ يعبر عن قلقه على مستقبل أولاده ضعيفي التحصيل الدراسي والهم من وقوعهم في المتاعب وغيرها مستقبلاً فيقع بهذا التفكير بالتفكير السيء المذموم . المسلم والمسلمة - إذا لم يكن موظفاً مكلفاً في التخطيط بأنواعه المختلفة وموظفاً في مثل بعض الأقسام بوزارة الخارجية - فإنه لا يفكر في الأمور المستقبلية إلا بقوت يومه وإتقان عمله الحالي الذي بين يديه ويرشد أولاده للسبب المتاح في يومه والرزق على الله . إذا حاز على طعامه ذلك اليوم حرُمَ عليه تعكير حاله بالخيالات الغائبة عنه، فالشيطان يريد أن يحزنه وأن يعكّر عليه صفو حياته بتفكيره في المستقبل وقد يوصله إلى الغم والأمراض الذهانية و إلى التفكير في أمورٍ لا يصح له أن يدمر حياته الرائعة بالتفكير فيها . مؤتمن على حياته ومَن كان آمنا في وطنه ومكانه الذي يستقر فيه وعنده طعام ذلك اليوم مع الصحة والعافية فقد عاش حياة دنيوية كاملة في الهناء والانبساط . حاز على الأمن وقوت يومه والعافية في حاضره ووقته الذي يعيش فيه فحيزت له الدنيا بحذافيرها وحاز على أفضل عطاءٍ رباني . قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ( مَنْ أَصْبَحَ مِنْكُمْ آمِنًا فِي سِرْبِهِ مُعَافًى فِي جَسَدِهِ عِنْدَهُ قُوتُ يَوْمِهِ فَكَأَنَّمَا حِيزَتْ لَهُ الدُّنْيَا ) . اللهم صلّ على محمد وعلى آل محمدٍ كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميدٌ مجيد .