كيف يتم تقييم السعر العادل للسهم د . جمال شحات "ينظر خبراء الاستثمار للمعلومة الصحيحة على أنها أغلى سلعة استثمارية، وينظرون لها أحياناً على أنها أثمن من الذهب أو النفط. وتعد المعلومة الصحيحة بدون شك أهم ركائز الاستثمار الناجح ومن هنا بعد ان كتبنا( كيف تقيم بيوت الخبرة والمكاتب الاستشارية الشركات ؟!! ) وجدنا من المناسب ان نعرف كيف يتم تقييم السعر العادل للسهم ؟!! ولذلك فالخطوة الأهم التي يجب أن يقوم بها المستثمر قبل شروعه في الاستثمار هي البحث والتقصي عن المعلومات المتاحة حول الشركة التي ينوي بالاستثمار فيها، لأن ذلك سيساعده على فهم و تقييم الأداء المستقبلي لها. فالمستثمر على سبيل المثال، قبل أن يشترى سهماً ما يرغب في معرفة ما إذا كان هذا السهم عرضة لتقلبات سعريةٍ محتملةٍ، أو أن لديه فرصة نموٍ مستمرٍ ومستقر. وتشكِّل القوائم المالية والتقارير المتخصصة منطلقاً جيداً للمستثمر للحصول على معلوماتٍ عن الشركة التي يفكِّر بالاستثمار فيها. وقد يكون بعض هذه التقارير جافاً ومفصلاً تفصيلاً مملاً، غير أن الإطلاع عليه يعد أمراً ضرورياً سيعتاد المستثمر عليه مع مرور الوقت. ويجدر التنبيه بهذا الخصوص إلى أن الحواشي الهامشية التي تتضمنها القوائم المالية قد تحوي معلومات لها درجة أهمية المعلومات نفسها الواردة في المتن، ولذلك فالانتباه للمعلومات في الحواشي وتفحصها بشكل دقيق قد ينبه المستثمر لمصاعب مستقبليةً قد تواجهها الشركة وتلزم هيئة السوق المالية الشركات بالإعلان عن قوائمها المالية الأولية والسنوية، وتقرير مجلس الإدارة ونشرها فور اعتمادها من مجلس الإدارة ، وتفصح الشركة فيها عن معلومات تفصيلية بشأن موقفها المالي مما يكسبها صفة المصداقية والشفافية. كما تلزم الهيئة الشركات بالإفصاح عن أي تطورات جوهرية أخرى." أولا: التحليل المالي : يقصد به فهم وتفسير وقراءة القوائم المالية للشركة ويهدف إلى تحديد العوائد المالية ومستوى المخاطر للأصل . من أساسيات ومن أهم معطيات التحليل المالي عنصرين: 1- العائد وهو return 2- المخاطرة ويقال لها Risk بمعنى إذا كنت ستستثمر أو ستشتري سهم إذا لم يكن هناك وراءه ربح من جراء تنامي سعره أو توزيع ربح فلا يسمى استثمار، فلذلك العائد ما هو؟ هو ربحك من الاستثمار سواء كان استثمارك (أسهم اشتريتها أو ارض أو عقار تأجره أو محل تجاري فتحته يعود لك بعائد مادي، أو ....) أي بتوزيع أرباح كل فترة وفترة أو بارتفاع سعره مع الوقت. والآن نأتي للمخاطرة وهي فرصة الخسارة أو احتمالية خسارتك لاستثمارك أو جزء منه، يعني الاستثمار في الأسهم من اخطر الاستثمار أو نقول عالي المخاطرة، لا يقارن بالعقار أو السندات. وعلى سبيل المثال تستثمر في سندات أو ودائع بنكية وتحصل في نهاية السنة 3-4% تقريبا أو في أسهم لو افترضنا اسمنت أو اتصالات وتحصل على عائد من 6-8% كربح سنوي. ما هو الفرق بين الاستثمارين (السندات والأسهم) الأول منخفض المخاطرة إذا لم تكن معدومة بالأصل والآخر عالي المخاطرة، إذن لماذا الاسمنت والاتصالات تحصل على عائد اكبر من السندات لأن المخاطرة أعلى، نعود للتعريف (احتمالية الخسارة أعلى لأن الشركات تتأثر بالمنافسة وغيرها من صيانة أو تعطل مصنع أو .... بينما الودائع والسندات مضمونة الربح ورأس المال. بذلك نصل لفكرة وهي أن المستثمرين يرضون بعوائد قليلة إذا كانت المخاطر قليلة ويطالبون بأرباح أعلى واكبر في حال ارتفاع المخاطرة. وكذلك أيضاً أي شركة عائدها مقارب لعائد السندات تعتبر غير مجدية للمستثمر لان السندات تعطيك بالمثل وعديمة المخاطرة. بكلام علمي نستخلص: أن العلاقة طردية بين العائد و المخاطرة .. فكلما زادت المخاطرة يكون العائد أكبر وكلما قلت المخاطرة قل العائد. ومن هنا أيضا نستخلص أن السندات والودائع البنكية كمرجع وعامل يبنى عليه الاستثمار في الأسهم كرغبة وجاذبية وتحديد أسعار وهو كلما قل سعر الفائدة أصبحت الأسهم أكثر جذبا والعكس كلما ارتفع سعر الفائدة فإنه يجذب المستثمرين لقلة خطورته وبمعنى آخر أيضاً أن سوق الأسهم يتناسب عكسياً مع سعر الفائدة. الآن كيف نحسب السعر العادل للشركة؟ هناك طرق كثيرة ولكن أيها الصحيح أو بمعنى اصح: الأجدى أو الطريقة المحترفة نعرف جميعا طريقة مكرر الربح وبالإمكان القول أنها بدائية نوعا ما أو غير دقيقة ! كيف ذلك؟ حساب مكرر الربح : مكرر الربح :هو قياس فترة استرداد رأس المال المستثمر مكرر الربح = السعر السوقي / العائد على السهم العائد على السهم = صافي الأرباح / عدد الأسهم عيب طريقة تقييم الأسهم بحساب مكرر الربح أنها لا تأخذ في الحسبان مدى خطورة أرباح الشركة واستمرارها وعلاقتها بأرباح الشركات الأخرى وحالة الاقتصاد العام للدولة بمعنى لاحظنا إعلان أرباح الشركات البنوك مثلا عادة تكون ارباحهم متقاربة كنمو عن ربع مضى ولكن بعضهم قد يعلن انخفاض بنسبة معينة لاعتماد ارباحه على عمولة التداول للاسهم لان فترة الارتفاع القوي للسوق السنوات الماضية اظهر ارباح قوية قد تصل لرأس ماله في تلك الفترة والان لما ظهرت شركات منافسة للوساطة وكذلك قل التداول وقيمته تأثرت أرباحه لذلك التذبذب في الارباح وعدم استقرارها يجعل التقييم بهذه الطريقة غير عادل لإنه سيكون مغري جدا لإن نمو ارباحه كان قوي جدا والان حدث العكس وهو انخفاض قوي!! مثال آخر مثلا شركات قطاع التجزئة ماهو نشاطهم؟ قد يكون نشاط البعض بيع عطور وملابس واكسسوارات وماركات عالمية ، في فترة الانتعاش وتوفر السيولة مع المواطنين كانت ارباح اغلب القطاع قوية بسبب قوة المبيعات لإن الوضع العام طفرة والجميع متوفر لديه السيولة ويشتري ويحاول تحسين وتجميل وضعه والآن يتضح الفرق بعد ذهاب تلك الفترة ومع غلاء الاسعار والمعيشة أي لا يقارنون بشركات تمشي بخطى ثابتة ومنوعة استثماراتها والدخل عندها متنوع بمعنى اذا تضرر جزء يكون هناك جزء آخر بتغطية النقص نورد مثال آخر لتتضح الصورة بشكل اكبر، الشركات التي تتأثر أرباحهم بسعر صرف العملات لإنهم يتضررون بها ويذكرون ذلك في إعلانهم للإرباح ومدى التأثر. الخلاصة لا نقصد بها شركات معينة أو ذكر النقاط السلبية لها ولكن لتوضيح انه من الظلم تقييم الشركات بمكرر ربح ونقول مكرر 10 عادل أو 15 او20 مهما يكن ونشاطاتهم تختلف او تنوع دخلهم داخل الدولة أو خارجها فمثلا الاتصالات السعودية استثمرت في دول مختلفة مثل الكويت واندونيسيا وماليزيا بينما شركات منافسة أخرى هنا فقط حتى الآن فلو تضررت أرباح الاتصالات عامة داخل السعودية سواء بمنافسة أو لا قدر الله ظروف سياسية أو شئ آخر ستكون الاتصالات لا زالت الأرباح تأتيها من مشاركتها خارج الدولة لذلك نريد أن نستخلص شيء من هذه الأمثلة وهو: تطبيق رقم واحد لمكرر الأرباح على كل الشركات غير عادل بسبب اختلاف نسبة الخطورة في كل شركة وكل قطاع عن الآخر. إذن ما العمل الآن !! الطريقة التي يستخدمها الخبراء الماليين والشركات العالمية القيمة العادلة للاستثمار = (عائد السهم ) / (العائد المطلوب للاستثمار - النمو الدائم) قد نرى صعوبة لهذه المعادلة ولكن لتطبيق المعادلة يجب اولاً نأخذ معطياتها خطوة خطوة ونفسره ليسهل علينا التطبيق.