يتغير نمط حياة المسلم في رمضان، وتتسنى للصائم فرصة ثمينة لتبنّي نظام حياة صحي، يسهم بدوره في تخفيف وزن الجسم وضبط مستوى السكر في الدم.. وقد تواصلت "سبق" مع الدكتورة ناهد السعيد حرب مسؤولة التثقيف الصحى وتعليم المرضى؛ للحديث عن أفضل الطرق للحفاظ على صحة الإنسان، وتقدم "كبسولة رمضان الغذائية"؛ وذلك عبر #صحتك_في_رمضان39.
صوموا تصحوا
وتفصيلاً؛ تقول "حرب": "صوموا تصحوا، هذه المقولة السنية التي أُقِرت عن الرسول صلى الله وسلم في هذا الشهر المبارك هي في الحقيقة مثل قاعدة صحية علمية هامة جداً، أثبتتها الدراسات العلمية التي أثبتت أن الأفراد الذين يتناولون طعامهم في شهر رمضان باعتدال وحسن اختيار، تنخفض عندهم نسبة الكوليسترول والدهون والسكر في الدم، بالإضافة إلى تجنب مشاكل الجهاز الهضمي؛ بل تحسّن تام في العديد من الجوانب الصحية؛ بل أكثر من ذلك فقد أكدت الدراسات العلمية أن ملء البطون والإسراف في تناول الأطعمة غير الصحية مثل الحلويات والأكلات الدسمة في هذا الشهر الكريم، قد يؤدي إلى حدوث العديد من الاضطرابات الهضمية بين الناس والتأثير السلبي على الصحة".
وأضافت: "وبدلاً من أن يكون الشهر الكريم هو شهر العبادة وشهر التقرب إلى الله؛ يتحول لدى الكثير منا إلى مناسبة سنوية لدعوات السحور والإفطار التي غالباً ما تحتوي فيها الموائد الرمضانية على الكثير من النشويات والسكريات، إضافة إلى أن الإحساس بالعطش وتناول الأطعمة غير الصحية أثناء ليل رمضان؛ يسهم في إنشاء ردة فعل عكسية لدى الصائم؛ إذ يبدأ إفطاره بتناول كمية كبيرة من الماء والعصائر الغنية بالسكريات، وكلها عادات خاطئة تُضِر بالصحة في شهر رمضان، وتسهم في زيادة الوزن بطريقة مفرطة".
نصائح رمضان الغذائية
وأردفت: "يجب اتباع نظام غذائي للحفاظ على الصحة والوزن؛ منها شرب كمية وافرة من الماء والسوائل خلال الليل في شهر رمضان المبارك؛ أي على الأقل 8 أكواب من الماء يومياً، وعدم الإفراط في تحلية العصائر والمشروبات الأخرى، ويجب القيام بتنظيم شرب الماء على فترات متقطعة من أجل تفادي أي انزعاج، وليكن كأساً من الماء كل ساعة"؛ مشيرة إلى أن التغذية المتوازنة خلال شهر رمضان المبارك واتباع نظام غذائي صحي يحتوي على جميع العناصر الغذائية الضرورية، هام جداً مع مرعاة عدم الإفراط، ويجب أن يحتوي النظام الغذائي خلال شهر رمضان الكريم على وجبات خفيفة، إلى جانب وجبتيْ الإفطار والسحور.
تمر وعصير وشوربة
وتابعت: "عند أول الإفطار؛ يكون الجسم بحاجة إلى الطاقة؛ لذا يجب البدء بتناول وجبة سهلة الهضم سريعة الامتصاص؛ كالتمر والماء، مع مرعاة ألا تزيد عدد حبات التمر عن ثلاث حبات، مع كأس واحد من أي نوع من العصائر الطازجة الطبيعية غير المحلاة أو يمكن إضافة القليل من السكر، ولا بأس من أن نُضيف صحناً صغيراً من الشوربة؛ حيث يُنصح بأطباق الشوربة في شهر رمضان؛ كونها غنية بكمية وافرة من الخضار مثل البروكلي والسبانخ والبازلاء واللوبية والكوسا والجزر، وتضيف الفيتامينات والمعادن إليها، وتغنيها بالألياف الضرورية لصحة الجهاز الهضمي.
من هنا يأتي الخلل
وبيّنت: "القيام بأداء صلاة المغرب مباشرة بعد الإفطار الخفيف سهل الهضم؛ يوفر فرصة ديناميكية لتوزيع السكر على جميع الخلايا في الجسم، وتنبيه غدة البنكرياس للبدء بإفراز الأنسولين، وتهيئة الجسم لتقبل الوجبة الأساسية للإفطار، وعند البدأ بوجبة الإفطار الأساسية؛ يجب التأني، ومحاولة الأكل ببطء، وعدم شرب السوائل بكثرة وبسرعة؛ لما لها من تأثير سيئ على هضم الطعام وإجهاد المعدة وخلل في الدورة الدموية فيما بعد.
الاختيار المناسب
وأوضحت أنه يجب التركيز في وجبة الإفطار الأساسية على الأغذية الأساسية لبناء الجسم؛ مثل اللحوم، والدجاج، والنشويات المفيدة لحركة الأمعاء؛ مثل خبز البر، وزيادة كمية السلطة الخضراء، والورقيات الخضراء مثل الخس والجرجير والبقدونس وغيرها، مع قليل من النشويات الأخرى مثل الرز"؛ مشيرة إلى أن الوجبات الخفيفة التي يتم توزيعها بين وجبتي الفطور والسحور هامة جداً؛ لتشكيل نظام غذائي صحي في شهر رمضان.
وجبة أو وجبتان
وواصلت: "ربما يحتاج الشخص إلى وجبة أو وجبتين؛ إحداهما بعد صلاة التروايح والأخرى بعد منتصف الليل، ويفضل أن تكون مكونات الوجبة الخفيفة من الفواكه والخضروات الطازجة والمكسرات الجيدة غير المملحة؛ وذلك للحصول على الفيتامينات والمعادن الأساسية للصحة الجيدة خلال شهر رمضان المبارك؛ بدلاً من الحلويات والعصائر المحلاة والمشروبات الرمضانية ذات السعرات الحرارية العالية.
واستدركت: "إلى جانب تناول التمر؛ الفواكه المجففة والمكسرات جزء من النظام الغذائي الصحي خلال شهر رمضان المبارك؛ فهذه المأكولات تزوّد الجسم بالعناصر الغذائية الصحية، وهي أيضاً غنية بالطاقة؛ وبالتالي تساعد في المحافظة على الحيوية طوال هذا الشهر الكريم"، ونصحت بتوزيع هذه الأطعمة المفيدة كوجبات خفيفة بين وجبتي الإفطار والسحور؛ شريطة عدم الإفراط".
الحركة بركة
واستطردت: "من الملحوظ عزوف بعض الناس عن القيام بالأنشطة اليومية، وتفضيلهم قلة الحركة أثناء شهر رمضان الكريم، وهو من العادات السيئة والمعتقدات الخاطئة بأن الصيام له تأثير سلبي على ممارسة الأنشطة، وينتج عن قلة الحركة، العديدُ من المشكلات الصحية؛ من أهمها تراكمُ السعرات الحرارية، وزيادة الوزن.. وللتخلص من تلك السعرات الحرارية الإضافية وللمحافظة على النشاط، يُنصح بممارسة رياضة المشي يومياً، بعد تناول الإفطار بساعتين؛ للسماح ببعض الوقت لهضم الطعام.
تأخير السحور
واختتمت بقولها: "يفضل تأخير السحور؛ حيث ينصح خبراء التغذية بأن تكون هذه الوجبة غنية بالنشويات بطيئة الامتصاص كخبز القمح الكامل، وخبز النخالة، أو رقائق الفطور الكاملة، والبيض، ومنتجات الألبان، والبقول (الفول)؛ فهذه تساهم في المحافظة على مستوى السكر في الدم، ولها تأثير جيد على مقاومة الجوع لفترات طويلة، ثم المشي بعد السحور لأداء صلاة الفجر".
https://sabq.org/KcpC7g?t=1526551118