قيامي السنة دي له شكل تاني
الحلـقة الأولـى ..
كلامنــا النهارده هيكون عن عبادة من أفضل العبادات اللى تقربك لربنا ..
والعبادة دى هتقوم بيها يومياً فى رمضان .. لكن عايزين السنة دى غيــر كل سنة .. وعلشان كده لازم نستعد من دلوقتي
عايزين نحس فعلاً بالعبادة دى ونستشعرها بقلوبنـا بجد ... عشان نقرب
لربنـا اكتر واكتر ونخرج من رمضان ده بنقلـة كبيرة بإذن الله
عايزين قيامنـا رمضان ده غيــر أى قيـام !
إنّ قيام الليل هو دأب الصالحين، وتجارة المؤمنين، وعمل الفائزين، ففي اللّيل يخلو المؤمنون بربّهم، ويتوجهون إلى خالقهم وبارئهم، فيشكون إليه أحوالهم، ويسألونه من فضله، فنفوسهم قائمة بين يدي خالقها، عاكفة على مناجاة بارئها، تتنسم من تلك النفحات، وتقتبس من أنوار تلك القربات، وترغب وتتضرع إلى عظيم العطايا والهبات.
قيام الليل في القرآن
قال تعالى: {تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ} [السجدة:16].
قال مجاهد والحسن: " يعني قيام الليل ".
وقال ابن كثير في تفسيره: " يعني بذلك قيام الليل وترك النوم والاضطجاع على الفرش الوطيئة ".
وقال عبد الحق الأشبيلي: " أي تنبو جنوبهم عن الفرش، فلا تستقر عليها، ولا تثبت فيها لخوف الوعيد، ورجاء الموعود ".
وقد ذكر الله عزّ وجل المتهجدين فقال عنهم: {كَانُوا قَلِيلاً مِّنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ(17) وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ} [الذاريات:18،17]
قال الحسن: " كابدوا الليل، ومدّوا الصلاة إلى السحر، ثمّ جلسوا في الدعاء والإستكانة والإستغفار ".
وقال تعالى: {أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاء اللَّيْلِ سَاجِداً وَقَائِماً يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ} [الزمر:9].
أي: هل يستوي من هذه صفته مع من نام ليله وضيّع نفسه، غير عالم بوعد ربه ولا بوعيده؟!
إخواني: أين رجال الليل؟ أين ابن أدهم والفضيل ذهب الأبطال وبقي كل بطال !!
يا رجال اللّيل جدوا *** ربّ داع لا يُردُ
قيام اللّيل في السنة
حث النبي صلى الله عليه وسلم على قيام الليل ورغّب فيه، فقال عليه الصلاة والسلام: «عليكم بقيام اللّيل فإنه دأب الصالحين قبلكم، وقربة إلى الله تعالى، ومكفرة للسيئات، ومنهاة عن الإثم،ومطردة للداء عن الجسد»[رواه أحمد والترمذي وصححه الألباني].
وقال النبي صلى الله عليه وسلم في شأن عبد الله بن عمر رضي الله عنه: «نعم الرجل عبد الله، لو كان يصلي من الليل» [متفق عليه].
قال سالم بن عبد الله بن عمر: فكان عبد الله بعد ذلك لا ينام من اللّيل إلاّ قليلاً.
وقال النبي صلى الله عليه وسلم: «في الجنّة غرفة يرى ظاهرها من باطنها، وباطنها من ظاهرها» فقيل:لمن يا رسول الله؟ قال: «لمن أطاب الكلام، وأطعم الطعام، وبات قائماً والنّاس نيام»[رواه الطبراني والحاكم وصححه الألباني].
وقال صلى الله عليه وسلم: «أتاني جبريل فقال: يا محمد، عش ما شئت فإنّك ميت، وأحبب من شئت فإنّك مفارقه، واعمل ما شئت فإنّك مجزي به، واعلم أنّ شرف المؤمن قيامه باللّيل، وعزّه استغناؤه عن النّاس» [رواه الحاكم والبيهقي وحسنه المنذري والألباني].
وقال صلى الله عليه وسلم: «من قام بعشر آيات لم يُكتب من الغافلين، ومن قام بمائة آية كتب من القانتين، ومن قام بألف آية كتب من المقنطرين» [رواه أبو داود وصححه الألباني]. والمقنطرون هم الذين لهم قنطار من الأجر.
وذكر عند النبي صلى الله عليه وسلم رجل نام ليلة حتى أصبح فقال: «ذاك رجل بال الشيطان في أذنيه !!» [متفق عليه].
وقال صلى الله عليه وسلم: «أفضل الصلاة بعد الفريضة صلاة الليل» [رواه مسلم].
قيام النبي صلى الله عليه وسلم
أمر الله تعالى نبيه صلى الله عليه وسلم بقيام الليل في قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ (1) قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلاً (2) نِصْفَهُ أَوِ انقُصْ مِنْهُ قَلِيلاً (3) أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلاً} [المزمل: 1-4].
وقال سبحانه: {وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَّكَ عَسَى أَن يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَاماً مَّحْمُوداً} [الإسراء: 79].
وعن عائشة رضي الله عنها قالت: «كان النبي صلى الله عليه وسلم يقوم من الليل حتى تتفطر قدماه. فقلت له: لِمَ تصنع هذا يا رسول الله، وقد غُفر لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر؟ قال: أفلا أكون عبداً شكوراً؟» [متفق عليه].
وهذا يدل على أنّ الشكر لا يكون باللّسان فحسب، وإنّما يكون بالقلب واللسان والجوارح، فقد قام النبي صلى الله عليه وسلم بحق العبودية لله على وجهها الأكمل وصورتها الأتم، مع ما كان عليه من نشر العقيدة الإسلامية، وتعليم المسلمين، والجهاد في سبيل الله، والقيام بحقوق الأهل والذرية ..