قصه حافظه للقران

قبل 7 سنوات

#قصة_حافظة

🤚 لحظة ‼️

أتظن أنني أحدثك عن فتاة جامعية متعلمة عاشت في بيت يدوّي فيه القران ليل نهار لا
أم أنني أحدثك عن فتاة صغيرة يسهل عليه الحفظ وقد وفرت لها الحلقات والدور النسائية والمصاحف الفاخرة.
لا وألف لا،
لست عن هؤلاء أتحدث، بل هؤلاء كلهم يطرقون خجلا حينما يسمعون بوالدتي التي لم تلدني
عناء ...
هذا اسمها عناء، عناءً أورث مجدًا، وصبرًا أثمر فوزًا، تعجز الأيام أن تسطر مثله؟
نشأة راعية غنم لم تعرف الحلقات، ولم تنتسب للدور، لم تجد معلمة ولا محفظة، تعرف كيف تقييم صلاتها، لم تدخل المدرسة ولا عرفت مديرة ولا وكيلة ولا مناهج ولا وسائل تعلم، لكنها تتقن أمور المنزل، ومحترفة في رعي الغنم في الجبال وسهول الهضاب!
لم تمسك قلمًا لتكتب، ولم تعرف جهازًا لتسمع، لكنها فقط تحب القران، سترى بعد قليل كيف صنع بها حبها؟
هي لا تعرف فنون الحب كما أعرفه أنا وأنت، لكن سترى صدق حبها وزيف حب كثير من الناس.
تزوجت عناء
وأنجبت وأصبحت ربة منزل، وأم داعية، أم عبدالسلام، توفي زوجها ليزيدها ألمًا ويتركها تصارع هموم الحياة، لقد عانت كثيرًا لكنها تمتلك نَفْسًا تواقة وهمةً خلاقة، لن أقول لك أنها متميزة في وسائل التربية وفنون التعامل، أوافقك أنها أمية لا تقرأ ولا تكتب، أوافقك أنها ليست لديها خطة استراتيجية ولا مؤشرات ولا أهداف ذكية.
لكن سأخبرك بأنها أخرجت داعية، لا تسألني كيف؟ لو كان لدي إجابة لأجبتك!
كانت تحب عبدالسلام، وتذهب معه لمحاضرته، وتفخر حينما يقال لها أم عبدالسلام، أحبته وأحبت منهجه، وكيف لا تحبه وهو ولدها، بل هو معلمها الذي يعلمها الآيات، كان يلقنها الآيات مشافهة، وتردد معه وتُسمّع بين يديه، وانتقلت معه إلى المدينة، لقد كان عبدالسلام كل شيء في حياتها، تستمع محاضراته، وتقرأ الآيات بين يديه.
ذات يوم دخل عبدالسلام ومعه هدية لطالبته عناء، يا لله هي تحبه من غير هدية! فكيف وقد جاء بهدية؟ وما الهدية؟
مسجل تستمع القران من خلاله، وتردد الحفظ مع المسجل، لقد كانت فرحتها غامرة، وسعادتها بوسع الدنيا الهدية مسجل والمهدي عبدالسلام!
عاشت أيامًا ماتعة مع هدية أحب الناس، كل حين تضع الشريط وتستمع القران وتردد مع القاري وتحفظ بعض الآيات!
وفِي يوم طرق باب الأم المكلومة بزوجها حزن جديد، ومصيبة فتية، لقد رحل عبدالسلام بسبب حادث مروري، وانتقل إلى ربه، رحل ولم ترحل هديته، رحل من كان يملأ الدنيا على عناء، رحل الداعية، رحل من كانت تفتخر به، رحل من كان يعلمها القران فكيف ستتعلم بعده،
يا الله
كلما أدارت المسجل تذكرت الحبيب، كلما رددت الآيات تذكرت الإبن المعلم!
لا ألومها أن تخفي المسجل من حياتها فهو يذكرها بحبيبها كل يوم، ولن أستغرب أن تتحطم قواها بعد وفاة زوجها ثم وفاة ابنها، وسأعذرها أن تترك حفظ القران لأميتها وعدم معرفتها!
لكن الغريب أنها عزمت على الوفاء لابنها، وتحقيق أجره ومواصلة أثره، فعزمت على حفظ القران كاملاً حب لله وكلامه ثم حبًّا لمنهج عبدالسلام وسيرته، لقد احتضنت مسجل عبدالسلام أكثر مما سبق، إن غاب الحبيب فهديته لن تغيب، واصلت حفظ القران بهمة تتخطى الصعاب، وبنفس أبية لا تهاب، ثم التحقت بدار للتحفيظ وبدأت قصة جديدة مع المعلم آمنة، "الله يوفقها" كلمة لا تفتر عنها عناء كلما ذكرت آمنة، كانت خير معين لها بعد الله ثم ولدها عبدالسلام.
تعلوك حالة غريبة عندما تشاهدها تتهادى بعصاها الخشبية متجهة للدار، وحين ترتقي درجات الدار ترتقي الأنفاس إجلالاً وتقديرًا لوالدتي، لتسمع حفظها على يد معلمتها آمنة.
لم يثنيها المصاب، ولا الحزن ولا الأوصاب.
لقد ختمت عناء القران كاملا ، حفظًا عن ظهر قلب، عن 97 عامًا
لله أنت يا عناء
الإثنين 1438/3/28

🎥فيديو مرئي لعناء وهي تقص قصة حفظها للقرآن الكريم
https://www.youtube.com/shared?ci=CQpMCkUpbAU

👆 رسالة لكل من لم يجعل القرآن من أولوياته في الحياة ورسالة لكل من يُسول له شيطانه أنه لن يستطيع الحفظ
🖐 لا اظن أن ظروفك أصعب من ظروفها ولا قدراتك أقل من قدراتها فلما العجز والكسل
"استعن بالله ولا تعجز"

قصه حافظه للقران
عندك أي منتج؟
عفواً.. لايوجد ردود.
أضف رداً جديداً..