قصة كفاح من أجل تطوير الذات

السلام عليكم ورحمة الله

في منتدى معلمي ومعلمات المملكة كتب الأخ = إنجلش تيشر = قصة كفاحه لنيل درجة علمية

وقد أعجبت باصراره وكفاحه

و حزنت كثيرا على واقع وزارة التربية والتعليم

إلى الموضوع والذي أرجو أن يشحذ الهمم :

السلام عليكم ورحمة الله

أسعـد الله اوقاتكم بكل خير معشر الطموحين والطموحـات


أعزائي


سأروي لكم قصتي مع الماستر

واترك التعليقات لكم

أحبتي

بعد تخرجي من الجامعة قبل سنوات مع مرتبة الشــرف في تخصص اللغة الإنجليزيـــة.
تـقدمت ببعثة في برنامج خادم الحرمين للإبتعاث الخارجي.
وتم قبولي من ضمن المبتعثين لأمريكا لدراسة الماستر, وانهيت كافة الإجراءات.

وفي نفس الوقت ظهر اسمي في الديوان من ضمن المرشحين للتعيين.

عندها أصبحت في حيرة من أمــري وقلت سأستشير ( وليتني ما فعلت)

فـ قالوا لي - من استشرتهم - بـأن التعيين أفضل وأضمن ( ومن هذا الكلام التخديري)
وبعــد تأثير الأهل والأقارب وفي غفلة من أمــري, قررت الإنسحاب من البعثه والإلتحاق بالتعليم, وليتني لم أفعــل

حينها لم أكن أعرف حجم العقبات والعوائق التي يعانيها الطموحين والطموحات في هذه الوزارة.
لم أكن أعرف بأن مصير كل من تسول له نفسه الإستزادة من العلم وإكمال دراسته الويل والثبور والحرمــان.
لم أكن أعرف بأن المعلم محروم حتى من حقوقه الوظيفية, ناهيك عن أمـور أخــرى

وبعد شهر من المباشرة
ذهبت لإدارة التدريب التربوي - متحمساً - وقلت لهم بأنني أريد إكمال دراستي العليا.
حينها
قالوا لي وبابتسامـــة لا تخلوا من السخرية : بدري عليك أنــت جــديـــد, راجعنا بعد سنتين , بشرط تكون مستوفي الحد الأدنى من النقاط المطلوبة للإيفاد وهي 90 نقطة !

حينها
خرجت وأنا مُحبط.
ومع ذلك لم انصــدم بل كنت ثابتاً قوياً.
لأنني مؤمن بأن الأمــل مستمــر دائماً وأبداً عند العقلاء بما أن في العمر بقيــــــــة, فلا يأس مع الحياة

ثم
كافحت طيلة السنتين اللاحقتين, وجمعت أكبر عدد من الدورات صباحية كانت أم مسائية.
كل هذا لزيادة عدد نقاطي.. ولتحقيق حلمي الذي ظل هاجساً يؤرقني منذ أيـام الصبا

وبعد سنتين من الكفاح والعمل المتواصــل
اكملت النقاط المطلوبة وقبلها حصلت على قبول من إحدى الجامعات السعودية.
ثــم ذهبت إليهم متحمساً متفائلاً بقرب تحقيق حلمي. طامحاً بالحصول على مقعد بالإيفـاد.
فقالوا ستدخل في مفاضلة من زملائك المعلمين وكذلك مع المشرفين وتدخل في مقابلة شخصية - يعقدها المشرفين التربويين -
وبعدها نـرفع أوراقكم للوزارة.
كل هذا وأنا لم أعرف بأنني سـ أدخل في مفاضلة على مقعدين فقط !

نعم مقعدين ويدخل معنا المشرفين فيها

طبعاً النتيجة كانت لم ينجح أحــد

حينها
قلت بما أن المقاعد محدودة - والتقييم في المقابلة الشخصية قد يخضع لمعايير عـدة- فـ فرصتي في الظفر بالإيفاد شبه مستحيلة مالم يستجد أمر في زيادة عدد المقاعد( ولم يستجد أمـر حتى كتابة هذه السطور)

عندها قررت طلب إجازة دراسية - بدون راتب - متحملاً التكاليف المادية العالية, وتوقف راتبي طوال سنوات الدراســة.
كل هذا في سبيل تحقيق حلمي والرقي بذاتي والمشاركة في رفعة وتطوير وطننا الغالي ..

لكـــن
عـنــد الإستفسار عنها اتضح بأنها موقفة من الوزير السابق بقرار ارتجالي وغير مسبوق - وبغير وجه حق - على الرغم من أنها حق مشاع لكل موظف ينتسب لوزارة الخدمة المدنية, لكن مسئولي وزارتنا يجوز لهم مالايجوز لغيرهم
فلهم سوابق في هذا الخصوص وما إيقاف إعطاء الموافقات على الدراسة الحدودية لسنوات طوال عنا ببعيد !


حينها
قلت صبر جميل والله المستعان
و لعل الله يحدث بعد ذلك امراً

وفي منتصف عام 1430هـ تم إرجاع الإجازة الدراسية
حينها
استبشرت خيراً وقلت " فُــرِجَــتْ "

فـ ذهبت للأردن في صيف ذلك العـام للإلتحــاق بـالجامعة الأردنيــة.

فـ قال لي مسئولي القبول في الجامعــة بأن التنظيم الجديد لطلاب الدراسات العليا - في عموم التخصصات - يتطلب حصولهم على 500 في التوفل كـ حد أدنى للقبــول.


اختبرت التوفل وحصلت على درجة عالية ولله الحمد.

درجة أكاد أجــزم بأنه لـن يحصل عليها الكثير من مسئولي الوزارة الذين تفننوا في وضع الحواجز والعقبات في طريقنا

وبعد إنهاء إجراءات القبول في الجامعة, ذهبت للملحقيــة الثقافية السعوديــة في عمان من أجل تصديق القبول وفتح ملف فـ رفضوا !!
وقالوا بأن وزارتكم ارسلت لنا عدة خطابــات بأنه قبل تصديق القبول - للمعلم - يجب إحضار عليه موافقة مسبقة من الوزارة .

فـ قلت لهم بأن التنظيم الجديد للإجازة الدراسية يشترط في البداية إحضار ورقة قبول من جامعة معترف بها مصدقةً من الملحقية الثقافية , ولن يُقبل طلب مالم يكن مصدقاً.

ثم أحضــرت التعميم وأريته نص القرار.
ومع ذلك لم يرضى!

وقال: " يجب عليك الذهاب لإدارة التعليم التي تتبع لها وإحضار موافقة مبدئية ومن ثم أصدّق أوراقك, غير هذا ماعندي "

ثم خرج من المكتب بكل وقاحــة !

ثـم

قررت العودة إلى أرض الوطن والذهاب لمركز التدريب التربوي في الإدارة التي اتبع لها واخبرتهم عن الوضع فقالوا لي وبأسلوب التطفيش والتهميش المعتاد بأنه لايوجد شيء اسمه موافقة مبدئية !
بل يجب عليك الرجوع للملحقية والحصول على تصديق
وكأن الأردن تبعد عن مكان حديثنا 5 كلم !

قلت لهم سأعطيكم رقم الملحقية وأريد منكم مخاطبة ذلك المسئول واخباره بالأمـــر فقالوا هذا ليس من اختصاصنا.
وبعد محاولات طويلة معهم كانت النتيجــة لم ينجح أحد كالعادة في أي أمــر مع الوزارة

عندها قلت خيراً إن شاءالله ولعل في الأمر خيرة.

وبعد اسبوع ذهبت للأردن مجدداً

وشرحت لهم الوضع وكان رد الموظف كـ رده السابق بأنه لن يفتح لي ملف إلا بعد احضار موافقة

و أخبرتــه بأنني ذهبت لإدارة التدريب التربوي قبل مجيئي للأردن وقالوا لن نعطيك موافقة مبدئية.. بل يجب عليك ابتداءً إحضار قبول مُصدق.
ومع ذلك لم يقتنع.
ثم قلت له: إذاً سأتصل بهم وبإمكانهم إخبارك بهذا الأمــر حتى تكن على بينة.

فـ رفض أيضاً !

حينها
ثارت ثائري وجن جنوني وكدت أن أفقد أعصابي لولا تذكري لحديث رسولنا الكريم " ليس الشديد بالصرعة ولكن الشديد الذي يمسك نفسه عند الغضب"

فاستهديت بالله وقلت خيراً إن شاءالله..
وحين خروجي من الملحقية لأخذ قسطاً من الراحة قبل أن اوصل المحاولات مجدداً, قابلت الدكتور علي الزهراني مدير الملحقية - بالصدفة التي خير من ألــف ميـعــاد - وشرحت له الأمــر من البداية حتى النهاية
فـ قال تعال معـي يا ابني.

حينها
استقبلنــي استقبال الأبطــال في مكتبه. واعتذر عما حصل من الموظف. وقال سأصدق أوراقك ولا تحزن فأنتم من يـبـنـي الوطـــن وأنتم من نعتمد عليهم بعد الله في الـرقـي والتطــور..

شكرته
وقلت " بيض الله وجهك وكثر من أمثالكم "

وقلت في نفسي بعد رؤية ذلك الموظف اللئيم يسرح ويمرح في المكتب بلا رقيب أو حسيب ويعطل مصالح العباد ويعرقلهم : " لماذا لا تصدر تعميمات ياسعادة الدكتور تحثهم فيها على إنهاء معاملات المراجعين بدلاً من هذه الفوضى؟
من غير المعقول أن يتدخل المسؤول في الوقت الضائع وينصفني ! يجب أن تكون هناك مرونة , فالمسئول لن يكون متواجد بشكل دائم للوقوف على كل قضية.
من أمــن العقوبة أساء الأدب.
لكن من يدري ربما يكون المسئول هو من يريد تلك الفوضى! حتى يشعر بأهميته وقوته, وحتى يشعر بنشوة عندما ينشده الناس لحل مشاكلهم "
وهم كُثر للأســف

ومن ثم أخذت ورقة القبول مصدقةً من الملحقية.
مبتهجاً فرحاً باقتراب تحقيق حلمي الذي طال إنتظاره.

ذهبت إلى إدارة التدريب التربوي وقدمــت أوراقي بعد استيفائي لكامل الشروط.

لكـــــــــن

صُدمت - مجدداً - بعدم إعطائي الإجازة.

وأما لماذا ؟

فـ لـعدم توفر بديل !

خاطبت المسئولين فـ تهربوا وكل شخص يرميني على الثاني.

خاطبت مدير شؤون المعلمين فـ قال بكل برود لايوجد بديل لك !

قلت له بأن تاريخ صدور الإجازة في نهاية العام وليس في منتصف العام الدراسي !
أي بإمكانكم مخاطبة الوزارة لسد احتياجكم فالخريجين كثير وقوائم الإنتظار لا تعد ولا تحصى لاسيما بعد المستوى الخامس واسئلوا وزارة الخدمة المدنية عن ذلك

ومع ذلك رفض بكل وقاحـة !

حاولت بشتى السبل أن أحصل على تلك الإجازة المشؤومة ولم استطع على الرغم من أنها بدون راتب !

وقتها
شعرت بالأسى وبالحزن على الوضع الذي عايشته, وعلى ما يواجهه الطموحين والطموحات في هذه البلاد

لا أخفيكم بأنني تندمت أشد الندم على التحاقي في هذه الوزارة المسماة زوراً وبهتاناً بوزراة التربية والتعليم !
فكيف لوزارة التعليم أن تحرم منسوبيها من اكمال تعليمهم ولو على حسابهم الخاص!
كيف لوزارة تعد من أكبر الوزارت في المملكة عدداً ودخلاً أن يكون فكر منسوبيها " نحن لسنا بحاجة لمعلمين يحملون شهادات عليا"
كيف لوزارة يبلغ عدد منسوبيها نصف مليون معلم ومعلمة أن تكون مقاعد الإيفـاد لا تتجاوز اثنين أو ثلاثة في جل الإدارات !
كيف لوزارة التعليم أن توقف الإجازة الدراسية وتمنع إعطاء موافقات على الدراسة الحدودية حتى لمن يريد أن يتحمل التكاليف كاملة !
كيف لوزارة أن ترتقي بالبلد وهي لا تهتم بتطوير منسوبيها ولا تقيم وزناً لذلك !

حينها ذهبت إلى غرفتي وأنا في قمة الإحباط.

لكنه كان احباط مؤقت
فقلت في نفسي حينها

لا داعي للأسى فسأوصل المسير
إن حققت حلمي فـ بها ونعمة, وإن لا فـ يكفيني شـرف المحاولة وعدم الإستـســلام

متذكراً حينها تلك السطور: " البحار العجوز كان يصلح شباكه غير عابئ بالعاصفة القادمة !
قال البحار الشاب بصوت مرتبك : انظر... العاصفة تقترب ! نظر البحار العجوز الى الأفق بصمت . وعندما أظلم الكون تحت خيمة العاصفة .... كان البحار العجوز قد تحول مارداً أسطوريا .. يعتلي صهوة الموج .... وقال بصوت يتفجر شباباً وبكل عـزة وأنفــة : الريح لا تسقط إلا الأوراق الميتة . تذكر هذا يا بُـني"

وفي تاريخ 2-1-1431هـ صدر تعميم الموافقة على الدراسة الحدودية, قلت هذه فرصة قد لن تتكرر وعلي اغتنامها, فهي أفضل بكثير من الإجازة الدراسية, وهي الخيار الواقعي الأوفر حظاً مقارنة بالإيفـاد والإبتعاث.

فالإيفاد كما قلنا أعلاه مقاعده جداً ضئيلة

والابتعاث محصور على المشرفين وتم استبعاد المعلمين منه للأسـف في بادرة لم تقم بها أي وزارة إلا هذه !

والدراسة المسائية في الجامعات السعودية خيار جيد لكن المقاعد محدودة جداً إضافة لذلك مستوى الأساتذة والجو الأكاديمي والمناهج وقوة الشهادة لا يقارن بمستوى الجامعة الأردنية, لذا قررنا أن نخطوا هذه الخطوة ونقوم بطلب نقل لمحافظة القريات. لاسيما وأنني سبق وأن حصلت على قبول من الجامعة الأردنية معززاً هذه الخطوة حبي الشديد للشمـــال وعشقي لأرضــه.

وبتوفيق من الله
ظهر اسمي من ضمن المنقولين إلى القريات في يوم الثلاثاء 23- 3 -1431 هـ

فالحمد لله أن وفقني لأن أصبح قاب قوسين أو أدنى من تحقيق حلمي
بعد سلسلة من المحاولات البائسة.

لكن كما قيل: الحياة ماهي إلا كفاح متواصل للوصول للأفضل.
لولا المشقة لساد الناس كلهمُ.. الجود يفقر والإقدام قتّـال

وهدفي أن أحصل على شهادة الماستر في غضون سنتين ومن ثم الدكتوراه بحول الله وقوته.

تلك هي قصتي

ومن شاء فليأخذ العبر

ومضـة: من لم يصبر على ذل التعلم ساعة بقي في ذل الجهل ابداً

دمــتــم