قائد "راجمات الصواريخ": قرار الملك سلمان استراتيجي لشعوب لا تؤمن إلا بالقوة

قبل 9 سنوات

قال إن قصف "التحالف" لمعسكرات ومخازن أسلحة الحوثيين أحدث تدميراً كبيراً لها


- الحوثيون يخططون لحرب استنزاف برية طويلة.. ولا بد من مناطق حرة

- السعودية لديها القدرة وتملك الإرادة في الدفاع عن قضايا الأمة

- روسيا وإيران والرئيس اليمني المخلوع يحاولون إيجاد هدنة يلتقط فيها الحوثيون أنفاسهم

- الحوثيون أخطر حالياً من القاعدة فقد احتلوا دولة وطردوا رئيسها




أجرى الحوار / شقران الرشيدي - سبق- الرياض: يقول اللواء الدكتور علي بن هلهول الرويلي، مساعد الأمين العام لمجلس الأمن الوطني السعودي للشؤون العسكرية سابقاً عضو هيئة التدريس بجامعة نايف العربية للعلوم الأمنية حالياً وقائد كتيبة راجمات الصواريخ في الجيش السعودي والخبير العسكري والاستراتيجي: "إن (عاصفة الحزم) ماضية إلى إنجاز مهمتها وفق ما خُطط لها، وكل المؤشرات تدل على التقدم والنجاح". مؤكداً في حواره مع "سبق" أن من أبرز النتائج العسكرية والسياسية التي حققتها "عاصفة الحزم" منذ انطلاقتها استراتيجية "رفع العصا" باستخدام القوة العسكرية الذاتية لدول مجلس التعاون للخليج العربي وحلفائها. مشيراً إلى أن في عاصفتي الصحراء والحزم يظهر لنا شجاعة السعودية وقدرتها على اتخاذ القرارات المصيرية والتاريخية لحماية شقيقاتها من الدول العربية. ويتناول الحوار عدداً من المحاور العسكرية والسياسية والاستراتيجية للأحداث المتوالية حالياً في المنطقة.. فإلى تفاصيله:



* إلى أين تتجه الأوضاع العسكرية حالياً في اليمن؟ وهل تتوقع دخول قوات برية لإنهائها؟

الأوضاع العسكرية المختلفة في عاصفة الحزم ماضية - بإذن الله - إلى إنجاز مهمتها وفق ما خُطط لها. وكل المؤشرات تدل على تقدم ونجاح هذه العملية. ولا بد من تدخل بري لاستثمار العملية الجوية، ولكن التدخل البري له معطيات، قد تحتاج إلى المزيد من الوقت، والمزيد من التأثير لشل فعاليات الحوثيين والمنظمات الداعمة لها.



* ما أبرز النتائج العسكرية والسياسية التي حققتها "عاصفة الحزم" منذ انطلاقتها؟

"عاصفة الحزم" أبرزت الكثير من النتائج العسكرية والسياسية، ومن أهم ملامحها إنتاج استراتيجية رفع العصا باستخدام القوة العسكرية الذاتية لدول مجلس التعاون للخليج العربي وحلفائها، كما أنها أبرزت قدرة السعودية على قيادة التحالفات، وأن السعودية لديها القدرة، وتملك الإرادة في الدفاع عن قضايا الأمة. وعلى الصعيد العسكري أبرزت قدرة التحالف العربي على العمل العسكري المشترك.



* شاركت في "عاصفة الصحراء"، وحرب تحرير الكويت، والآن تتابع "عاصفة الحزم".. فما أبرز الاختلافات بين العاصفتين؟

في كلتا العاصفتين يظهر لنا شجاعة السعودية، وقدرتها على اتخاذ القرارات المصيرية والتاريخية لحماية شقيقاتها من الدول العربية. ففي عاصفة الصحراء استطاعت السعودية أن تجمع 34 دولة لتحرير الكويت، وكان لها الدور الأكبر والمهم؛ إذ فتحت ماءها وسماءها وبرها، وحشدت جنودها وقدرتها العسكرية كاملة لإنجاز عاصفة الصحراء. أما عاصفة الحزم فهي العاصفة السعودية العربية النابعة من القدرات الذاتية لتحرير دولة عربية جارة، استنجدت بها حكومة وشعباً لتحرير أرضهم.



* كنت قائداً لكتيبة راجمات (أرض - أرض).. ما الطريقة الاستراتيجية لقصف التجمعات الحوثية داخل اليمن؟

لا شك أن الصواريخ أرض - أرض إحدى وسائل النيران، وأسلحة الإسناد المهمة التي لها دور كبير في عمليات التحرير في أرض المعركة أو مسرح العمليات، ولديها القدرة الفائقة التدميرية، وخصوصاً أمام الهجوم البري. وأسلحة الإسناد، من طيران وصواريخ ومدفعية، يُخطَّط بدقة لها برنامج زمني مُحْكم ومدروس النتائج.



* هل القصف الجوي المتواصل قادر على تحقيق التغيير المطلوب على أرض الميدان؟

القصف الجوي فعال، وقادر على تحقيق نتائج، وهو ما نشاهده الآن على أرض الواقع، لكنه يتوقف على مدة نوعية الحملة الجوية وفق النتائج التي يتم تحقيقها على الأرض، ومدى نسبة التأثير المطلوب للأهداف؛ حتى يتم تحديد العمل البري زماناً ومكاناً.



* وضعت قوات التحالف خططها لحسم عاصفة الحزم في فترة قصيرة، بينما المليشيات الحوثية تسعى لاستنزافهم في حرب برية طويلة، فمن الأقرب إلى إنجاز خططه العسكرية والاستراتيجية؟

هذا صحيح، ولكن أنا متأكد من أن القادة العسكريين والمخططين أخذوا هذا الاعتبار في أولوياتهم. ويمكن تحويل حرب الاستنزاف التي يخطط لها الحوثيون لاستنزاف قدراتهم هم أولاً، في ظل الهجمة الجوية المؤثرة في الوقت الذي تستعد فيه القوى البرية، ممثلة في الجيش الشرعي والمنظمات واللجان الشعبية المساندة للحكومة الشرعية، لتنظيم وتأهيل نفسها للتقدم على الأرض لمقابلة قوة مبعثرة ومنهكة.



* ما تحليلك العسكري لتزايد مطالبات روسيا وإيران والرئيس اليمني المخلوع والحوثيين بإيقاف عمليات عاصفة الحزم؟

هذا مؤشر واضح لنجاح عاصفة الحزم، ومدى التأثير الذي أحدثته في صفوف الحوثيين؛ الأمر الذي دفع هذه الدول المساندة لهم لمحاولة إيجاد هدنة، يلتقط فيها الحوثيون أنفاسهم، ولكن قوات التحالف مدركة لذلك، ولن تستمع إلى هذه المطالبات إلا بشروط التحالف التي تقود إلى تحرير اليمن وطرد الحوثيين.



* معركة عدن هل ستُحسم بالقصف الجوي أم لا بد من تقدم قوات اللجان الشعبية والقبائل اليمنية على الأرض؟

لا بد من التقدم على الأرض، وهي مسؤولية الإخوة في اليمن من القبائل واللجان الشعبية، بأن يستفيدوا من الضربات الجوية لإنشاء مناطق محررة، تنطلق منها القوى البرية للتحرير، سواء كانت من قبائل اليمن أو ما يساندها من قوات التحالف.



* كيف يمكن التعامل عسكرياً مع مليشيات الحوثيين وتنظيم القاعدة في حرب واحدة؟

كلاهما عدو للإسلام، وعدو للأمة العربية، وإرهابي، ولا بد من التعامل معهما، والقضاء عليهما، ولكن الحرب لها أولويات، تحددها الأهمية. والخطر - في رأيي - في الحوثيين حالياً أكثر من القاعدة؛ كونهم احتلوا دولة، وطردوا رئيسها؛ لذا يتوجب القضاء على الحوثيين أولاً، إلا إذا تم التنسيق بينهما، فحينها يجب استهدافهما في آن واحد.



* إلى أي مدى أضعف قصف المعسكرات والقواعد الجوية ومخازن الأسلحة مليشيات الحوثيين؟

في العمليات العسكرية التي تجري في الحروب توضع أولويات للأهداف حسب خطورتها وتأثيرها. وكما نرى ونسمع من الناطق العسكري لقوات التحالف، فإن القصف لا يزال يستهدف مخازن الأسلحة والقواعد العسكرية، وهناك تقييم مستمر لحساب التأثير. وفي رأيي، لقد أحدثت تدميراً كبيراً لهذه المواقع.



* هل لقوات اللواء علي محسن الأحمر دور في مستقبل اليمن؟

اللواء علي محسن الأحمر انشق، وخرج من اليمن عندما اقتربت المنظمات الحوثية والقوات الموالية إلى الرئيس السابق علي عبدالله صالح من صنعاء، وهو على تواصل مع مؤيديه في مختلف مناطق اليمن، ويسعى جاهداً لتشكيل قوات على الأرض ومليشيات من القبائل. وعلي محسن شخصية مهمة ومرموقة، وكان مستشاراً للرئيس عبدربه هادي منصور وأحد المؤسسين لحزب التجمع اليمني للإصلاح، وقائد مناطق عدة، وشارك في حروب كثيرة ضد الحوثيين، وهو مقبول بين معظم مكونات الشعب اليمني؛ ويمكن أن يلعب دوراً كبيراً في مستقبل اليمن إذا لقي الدعم الداخلي والخارجي.



*اتخاذ خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز – حفظة الله - قرار المواجهة ضد مليشيات الحوثيين هل سيكون الرؤية الاستراتيجية للسياسة الخليجية والعربية مستقبلاً؟

أعتبر ما قام به خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله وسدد خطاه - نقلة نوعية غير مسبوقة في العالم العربي على الصعيدين السياسي والعسكري، وهو ما أثلج صدور كل عربي، وعمت الفرحة أرجاء الوطن العربي بأسره، وحتى العرب المهاجرون شعروا بالعز والفخر، وأثبت خادم الحرمين للعالم أننا أمة حية؛ لنا إرادتنا، إذا أردنا شيئاً نفعله، كما أننا أيضاً أمة مسالمة، وإنسانية. وأرى أن تكون هذه الاستراتيجية منهجنا في التفكير، وعملنا المستقبلي لحماية حقوقنا، والحفاظ عليها أمام شعوب لا تؤمن إلا بالقوة.


*أبوهاجوووس

قائد "راجمات الصواريخ": قرار الملك سلمان استراتيجي لشعوب لا تؤمن إلا بالقوة
عندك أي منتج؟
عفواً.. لايوجد ردود.
أضف رداً جديداً..