تابع مستعمل على
جميع الحقوق محفوظة ©
حياكم الله زوار موقع مستعمل، مع اقتراب شهر ديسمبر 2025 - 1447، تقدم المؤسسات الدينية الرسمية خطب الجمعة التي تحمل في طياتها دروسًا ومواعظ قيمة تهدف إلى تهذيب النفوس وتقوية الإيمان، وتنمية السلوكيات الحسنة في المجتمع، وفي هذا المقال نستعرض لكم أهم موضوعات وعناوين خطب الجمعة الرسمية لشهر ديسمبر 2025 - 1447
فيما يلي موضوع من موضوعات وعناوين خطب الجمعة الرسمية لشهر ديسمبر 2025 - 1447، مقدّمة من وزارة الأوقاف المصرية بعنوان "توقير كبار السن وإكرامهم":
الحمد لله العزيز الحميد، القوي المجيد، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، شهادةً من نطق بها فهو سعيد، وسبحانه هدَى العقول ببدائع حكمه ووسع الخلائق بجلائل نعمه، وأقام الكون بعظمة تجليّه، وأنزل الهدى على أنبيائه ورسله، وأشهد أن سيدنا محمدًا عبدُه ورسولُه، وشرَّفنا به وجعلنا أمته، اللهم صل وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
عباد الله، إن توقير كبار السن وأهل الفضل منهجٌ إلهي وميراثٌ نبوي مشرف، يرفع النفوس ويزيد المجتمعات بركة واستقرارًا. فمن يعظم الكبير، تنزل الرحمة والبركات، ومن يهمله يقطع صلته بالمستقبل.
قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «ليس منا من لم يرحم صغيرنا ويوقر كبيرنا»، أيها الإخوة لقد كان تعامل النبي - صلى الله عليه وسلم - مع أهل الشيبة والفضل مثالًا للرحمة والوفاء، يكرم الكبير ويقف عند حاجته، يسأل عن أحوالهم، ويهتم بمقدارهم.
فمن يرفع قدر الكبير ويعين مبتلاه ويواسي مريضه، فإنه يحقق أصل الإجلال الذي أمر به رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «إن من إجلال الله إكرام ذي الشيبة المسلم».
لذلك، استثمروا كل موقف مع الكبير بالاحترام، وكونوا مستمعين منصتين، وامنحوا الكبير الأفضلية في الحديث والجلوس، واغضضوا أصواتكم، وأظهروا له التقدير في كل موقف، قال تعالى: ﴿ وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ ﴾.
وأمثلة من السنة على ذلك كثيرة، عن سهل بن سعد رضي الله عنه قال: «جاءت امرأة إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - وعنده بعض أصحابه، فطافت بهم فلم تجد مكانًا، فأوسع لها رجل فجلست فقضت حاجتها ثم قامت، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: “أتعرفها؟” قال: لا، قال: "أفرحمتها؟! رحمك الله" ثلاث مرات».
فالجفاء بالكبار يزيل البركة، وينشئ جيلًا لا يحترم الخبرة، فاجعلوا أفعالكم شاهدة على التقدير والتوقير. قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «البركة مع أكابركم».
الحمد لله، والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن سيدنا محمدًا عبده ورسوله.
أيها الأحبة، كبار السن هم كنوز الحكمة والتجارب، يحملون خبرة الزمان ونبض الحياة. لا يطلبون منكم مالًا أو طعامًا، بل الدفء، والاهتمام، والاستماع، والانتماء، إكرامكم لهم اليوم يضمن بركة حياتكم وغدًا من يكرمكم إذا بلغتم سنهم. قال تعالى: ﴿ وَفِي ذَٰلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ ﴾.
أيها الأبناء، لا تنشغلوا بالدنيا عن حق الوالدين وكبار السن، فإن الساعة التي تقضونها معهم أفضل من ألف قنطار صدقات، فهي بركة لكم ولهم. اتبعوا سبيل الرضا في حياتهم، فكما جاء في الحديث الشريف: «رضا الله في رضا الوالدين، وسخط الله في سخط الوالدين».
اجعلوا التقدير والإحسان للكبار عادة، واجعلوا قلوبكم مأوى لهم من ضيق الحياة، واستمدوا من حكمتهم نورًا ومن خبرتهم عبرة، ليظل مجتمعكم متماسكًا ومباركًا.
فيما يلي خطبة من أروع خطب الجمعة الرسمية لشهر ديسمبر 2025 - 1447، مقدمة من شبكة الألوكة الشرعية، بعنوان "تَكَوَّةُ أهلِ الجنة وأنسُها":
الحمد لله رب العالمين، كما يحب ربنا ويرضى، حمدًا كثيرًا طيبًا مباركًا فيه، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين؛ أما بعد
أيها المؤمنون، إن لحظات الأنس التي تعيشها الأسرة في الجلسات الحميمية، تحت الظلال الجميلة، والنسائم الباردة، وعلى مائدة الطعام والفاكهة ذات المنظر الأخّاذ، هي لحظات يتمنى الإنسان دوامها وصفاءها.
فمهما وقع من اختلاف أو نزاع، تبقى المودة والرحمة غشاء السكينة الذي يجمع بين أفراد البيت الواحد، فإذا صفَت الأجواء وصفت النفوس، سعد الإنسان بحياة هانئة مطمئنة.
ومع جمال هذه اللحظات في الدنيا، فإن الله تعالى بشَّر عباده بما هو أعظم وأبقى؛ جنات النعيم وما فيها من سرور وراحة لا تزول ولا تنقطع؛ قال تعالى: ﴿ قُلْ أَؤُنَبِّئُكُمْ بِخَيْرٍ مِنْ ذَلِكُمْ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَأَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ وَرِضْوَانٌ مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ﴾.
فهناك الأزواج المطهّرات الكاملات في الخَلق والخُلُق، خيرات حسان، لا غضب ولا نقص، ولا كدر ولا شوائب. قال تعالى: ﴿ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَنُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا لَهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ وَنُدْخِلُهُمْ ظِلًّا ظَلِيلًا ﴾.
وقد وصف الله تعالى أماكن جلوس أهل الجنة، ومقاماتهم، وأجواءهم، وضيافتهم:
فيما يلي خطبة من أكثر عناوين خطب الجمعة الرسمية لشهر ديسمبر 2025 - 1447 التي تهز القلوب، بعنوان "موعظة القلوب الغافلة":
الحمدُ للهِ جامعِ الناسِ ليومِ لا ريبَ فيهِ، عالمِ ما يُسِرُّه العبدُ وما يُخفيهِ، أحمدُهُ وأتوبُ إليهِ وأستغفرُهُ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، اللهم صلِّ على محمدٍ وعلى آلِهِ وصحبه.
أما بعد:
يا عباد الله، اتقوا الله بامتثال أوامره واجتناب نواهيه، وتوددوا إليه بالإكثار من الصالحات، والمسارعة إلى الطاعات، ولوذوا بجنابه متذللين تائبين مستغفرين، لتنالوا مغفرته وعفوه ورحمته، وتفوزوا بثوابه ونعيمه، وتكونوا من المفلحين.
نسأل الله أن يغفر لنا ذنوبنا، ويعيننا على ذكره وشكره وحسن عبادته، اللهم اغفر لنا ما قدمنا وما أخّرنا وما أعلنا وما أسررنا، وأنت أعلَمُ.
يحكي أن رجلاً غادر وفجر، لم يترك حاجة إلا واقتطعها بيمينه، سأل النبي صلى الله عليه وسلم: هل له من توبة؟ فقال: «أسلمت؟» فأجاب: نعم، فأنزل النبي صلى الله عليه وسلم: «فإن الله غافرٌ لك ما كنتَ كذلك ومبدّل سيئاتك حسنات» ثم سأله عن غدراته وفجراته، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «وغدراتك وفجراتك» (رواه الطبراني والبزار، صححه الهيثمي والألباني).
أيها الإخوة، مهما كثرت علينا المواعظ فلا نضجر، بل نفرح بداعي الرحمن وعطاياه، فكلنا محتاج للتوبة، محتاج لمن يذكرنا بالله ويقربنا إلى ربنا أكثر وأكثر.
يقول الله تعالى: ﴿قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ﴾، ﴿وَمَنْ يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللَّهَ يَجِدِ اللَّهَ غَفُورًا رَحِيمًا﴾
أيها الأخ المبارك، مهما كانت الدنيا مشغلة، هناك ليلتان يجب أن تُذكر: ليلة في نعيمها وصحة وعافية، وليلة فيها الضعف والحزن والسكرات، فلا قوة ولا مال ينفعان، قال الله تعالى:
﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ * وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنْسَاهُمْ أَنْفُسَهُمْ أُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ * لَا يَسْتَوِي أَصْحَابُ النَّارِ وَأَصْحَابُ الْجَنَّةِ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمُ الْفَائِزُونَ﴾ [الحشر: 18-20]
فلنُقبل على الله، نستنزل رحمته ونطلب المغفرة والعفو، فهو يفرح بتوبة عبده: ﴿وَاسْتَغْفِرُواْ رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُواْ إِلَيْهِ إِنَّ رَبِّي رَحِيمٌ وَدُودٌ﴾ [هود: 90]، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: "إن الله تعالى يقبل توبة عبده ما لم يُغرغر" أي تخرج روحه (رواه أحمد، حسنه الألباني).
