عجائب العرب العشر

قبل 11 سنة

قرأت هذه المقالة وهى بقلم الكاتب / فـاروق جويـدة
فأعجبتنى فأحببت أن تطلعوا عليها

من كان يتصور ان البترول نعمة الله علينا‏..‏ وهذه الثروة التي نبتت بالخير تحت اقدامنا سوف تضيع بهذه الصورة القاسية؟‏

لا أحد يعلم حجم عائدات البترول في الدول العربية خلال نصف قرن من الزمان ولكن الرقم كبير جدا‏..‏ ومخيف جدا‏..‏ واذا بحثت أو تساءلت اين ضاعت هذه الثروة فسوف تجد كوارث كثيرة تسللت اليها‏
ضاعت في حروب لا جدوي منها‏..‏ وضاعت في صفقات لا عائد من ورائها‏..‏ وضاعت في النوادي الليلية وبيوت الدعارة واوكار الشمامين والسكاري في عواصم العالم‏..‏ وضاعت على اجهزة القمع واستلاب حريات الشعوب‏..‏ وضاعت في البنوك الاجنبية التي تحولت الي خزائن لنهب المال العام‏..‏ وتحاول ان تبحث الآن وتتساءل ماذا بقي من اموال النفط‏..‏ وتكتشف انه لم يبق شيء غير مجموعة من الطرق‏..‏ والمواصلات‏..‏ والمدارس التي يتخرج فيها الجهلاء.. والجامعات التي ترعي الأمية‏
وما بين حروب خاسرة‏..‏ واجهزة قمع شرسة‏..‏ وحسابات سرية ضاعت اكبر فرصة للتحضر والتقدم والنمو البشري في تاريخ الانسان العربي‏.‏
*******
‏من يصدق انه لا توجد دولة عربية واحدة غير مدينة؟‏..‏ ابتداءاً من ديون الحكومات العربية التي لا تدفع حصتها لجامعة الدول العربية وانتهاء بديون مستحقة للدول والمؤسسات المالية‏..‏ والبنك الدولي وصندق النقد‏
كل العرب مدينون‏..‏ ومدانون‏..‏ ولو اننا حسبنا دخل كل مواطن عربي من اموال البترول لكان كافيا لان ينفق عليه مائة عام قادمة‏..‏ ولو اننا حسبنا كم من الدين على كل مواطن عربي الآن لاكتشفنا اننا نحتاج الي مائة عام قادمة لسداد ديون العرب‏..‏ وهذا يعني اننا اضعنا مائتي عام من مستقبل هذه الأمة المائة الأولى في ضياع ثروتها‏..‏ والمائة الثانية في الاستدانة على مستقبلها وسداد ديونها‏.‏
*******
‏من يصدق أن في العالم العربي الآن اكثر من حرب اهلية حتي وان كان بعضها لم يستخدم السلاح بعد؟‏
هناك دول قديمة بدأت رحلتها مع الموت مبكرا مثل الصومال‏..‏ وهناك دول التأمت جراحها قليلا مثل لبنان‏..‏ وهناك دول مازالت تنزف مثل السودان‏..‏ وهناك دول لم تستطع ان توقف نزيفها مثل الجزائر وهناك كارثة اخرى حلت بنا أخيرا وهي معارك الفصائل الفلسطينية مع بعضها بعضا‏..‏ وفي السعودية مواجهات دامية‏..‏ وفي اليمن حرب أهلية‏
هذه هي أحوال العالم العربي الآن حيث عادت اشباح الصراعات والخلافات والانقسامات تهدد مستقبل هذه الأمة‏..‏
في جنوب السودان لم تهدأ الأحوال الا قليلا حتى اشتعلت مأساة دارفور‏..‏ والقوات الأجنبية جاهزة على الحدود‏..‏ وفي المطارات‏..‏ ان قوات فرنسا في تشاد‏..‏ وانجلترا تستعد للعودة الى منابع النيل وامريكا تريد ان تكون في كل مكان‏..‏ وإسرائيل تراقب من بعيد‏
تساقط الجياد واحدا بعد الآخر‏..‏ ويسأل الانسان نفسه وسط هذا الدمار من يعيد لهذه الأمة مصادر قوتها حتى تواجه الطوفان‏.‏
*******
‏من يصدق برغم كل ما في هذه الأمة من ثروات أنها مازالت حتى الآن تتصدر قوائم الدول الاكثر امية‏..‏ والاكثر بطالة‏..‏ والاكثر فقرا‏..‏ والاكثر تصحرا‏..‏ والاقل في مستوي التعليم والقراءة؟‏..‏ وهذه الدول هي اغني دول العالم في الموارد وافقرها في حياة الشعوب‏..‏ لم تستطع دولة عربية واحدة ان تواجه مشكلة الامية وتقضي عليها‏..‏ ولم تستطع دولة عربية واحدة ان تقول انها انتهت من أزمة البطالة‏..‏ أو أوجدت فرص عمل لشبابها الحائر‏..‏ قد تختلف النسب بين دولة واخري ولكن الكل شريك في المأساة‏.‏
*******
‏من يصدق ان في كل العواصم العربية الآن طابورا خامسا يرحب بعودة الاستعمار ويتباكى على ايامه الخوالي ويفتح له القلوب والبيوت والافئدة؟‏
مئات الاقلام تكتب كل يوم وهي تدافع عن المحتل القادم سواء حمل شعارات العولمة وحقوق الانسان والمرأة المظلومة أو دخل بالدبابات واحتل الأرض واغتصب النساء ونهب الموارد‏
من زمان مضى ماتت الشعوب في سبيل استقلال ارادتها وترابها الوطني‏..‏ والآن تحتفل الشعوب بعودة جلاديها‏..‏ والغريب ان المواطن العربي لا يكتفي بجلاد واحد ولكنه أختار لنفسه جلادا مقيما‏..‏ وجلادا محتلا‏.‏
*******
‏من كان يصدق ان الشعوب العربية التي خرجت للشوارع يوما تحتفل باستقلالها وتحرير أرضها من المستعمر المحتل لا تستطيع الآن ان تخرج في نفس الشوارع لتطالب بحريتها في ان تبدي رأيها أو تعلن رفضها لأي شيء؟
منذ اكثر من عام لم تخرج مظاهرة في عاصمة عربية تندد بالاحتلال الامريكي للعراق‏..‏ أوبانتهاك حرمة النساء في أبوغريب‏.‏ أو بإقامة الجدار الفاصل في الأرض الفلسطينية والشعب الفلسطيني الذي يموت على أرضه كل يوم أمام عدو غاشم واداة قهر ظالمة‏.‏ وهاهي القوات الأجنبية تتجه الآن الى دارفور في السودان‏
‏ والغريب في الأمر ان نتصور ان القوات الاجنبية هي التي تحمي عروشنا‏..‏ والدبابات الامريكية هي التي ستعيد حرياتنا‏..‏ وهذا كله يؤكد حالة الضياع التي تعيشها شعوب هذه الامة والافكار المشوهة التي تسكن عقولها فأفقدتها البصر والبصيرة‏.‏
*******
‏ما بين احلامنا التي رسمناها على ضفاف سنوات العمر‏..‏ ومابين الواقع الذي نراه الآن كالاشباح فوق رؤوسنا مرت عشرات الوجوه البعض منها مازال شاخصا امامنا لم يتغير‏..‏ والبعض الآخر استنسخته الأقدار فظهر امامنا في صور لا تغيب لحظة عن عيوننا‏..‏ ومابين الشخوص والاستنساخ لم نر شيئا جديدا لان الوجوه التي طاردت سنوات عمرنا مازالت تصر علي ان تسرق البقية الباقية فيه‏..‏ وليست لنا حيلة‏.‏
*******
‏اعرف انني كتبت هذا الكلام قبل ذلك في اكثر من صورة‏..‏ واعلم ان ما كتبته اليوم لن يغير شيئا‏..‏ واعلم ان هذا الحبر الذي ينزف من شرايين العمر لا يعني أحدا‏..‏ فلا أحد طلب منا ان نكتب‏..‏ ولا أحد أمرنا ان نسكت‏..‏ ولكننا للأسف الشديد اكتشفنا بعد ان رحل العمر وتسربت سنواته اننا نحرث في البحر‏..‏
*******
-

عجائب العرب العشر
عندك أي منتج؟
الكل: 18
عضو قديم رقم 1107
قبل 15 سنة و6 أشهر
1

اسمعت لو ناديت حيا ولكن لا حياة لمن تنادي

عضو قديم رقم 27924
قبل 15 سنة و6 أشهر
2

رابط المصدر لو سمحت

النسر الملكى صدقت وشكراً على مرورك

الأخ عيد هذا المقال منشور في عدة مواقع وهو منقول من جريدة الأهرام المصرية وأنا ذكرت أسم الكاتب في الأعلى
شكراً على مرورك

بوجود يهود يقتلون المسلمين يوميا وبوجود اقليات شيعه تتبع ايران فسوف يستمران في نشر الفوضى والحروب في بلاد المسلمين وهذا مايحصل الان فايران هي من دعمت الحوثي في اليمن والعراق ولبنان ونشرت القتل هناك وهي تريد نشر التشيع في فلسطين و مصر لخلق اقلية تثير الفوضى في مصر بل وتزداد نشاطا في شمال افريقيا لتستطيع تفكيك الدول العربيه طمعا في التوسع

الجوال2000 شكراً على إضافاتك وعلى مرورك أيضاً

عضو قديم رقم 131737
قبل 14 سنة و6 أشهر
6

مع حبي وإحترامي للشاعر الكبير فاروق جويدة ... فقد جافى الحقيقة كثيرا

دول الخليج ليست بالسوء الذي تحدث بـــه .. صحيح ان المليارات أهدرت قسرا وعمدا وجهلا أحيانا أخرى

ولكن ... دول الخليج سبقت بمراحل كثيرة مدنا عظيمة ومشهورة كالقاهرة ودمشق وبغداد

والسبب .. البترول .. والإنتفاع منه

لا يوجد في القاهرة أي مشروع حضاري ضخم بني خلال الخمسين سنة الأخيرة سوى مترو الأنفاق

الباقي - مشاريع كانت من زمن الإستعمار .. فهذه هي القاهرة تتركها 50 سنة .. وتعود إليها محلك سر

بينما مدينة الرياض او دبي او الدوحة او ابو ظبي لم تكمل من عمرها 100 عام

المشكلة ليست في البترول .. المشكلة في العقلية العربية المنغلقة وعدم الإستفادة جيدا من الفرص المتاحة

وإلا .. لماذا تعتبر السودان سلة غذاء العالم العربي وهي تموت جوعا ؟

شكرا أخ مصراوي

أولا الكاتب لم يتحدث عن دول الخليج بعينها تكلم عن العرب فالجزائر وليبيا من دول البترول وهما ليسو في الخليج
هو يقول العرب عامة اهدروا ثرواتهم وخيرات بلادهم فيما لا ينفع

نحن هنا لسنا للمقارنة بين العواصم العربية فكل انجاز لاى دولة عربية يحسب في ميزان العرب والمسلمون

يبدو انك لم ترى القاهرة منذ زمن بعيد فهي اصبحت خمسة اضعاف منذ ما كانت عليه من 20 عام

الومك اخى الكريم على قولك بان العقلية العربية منغلقة والله العرب فيهم خير كثير ولكن مفروض علينا هذا الجهل والذل نسأل الله ان يصلح احوال الراعى والرعية

بالنسبة لموضوع السودان مين قلك بيموتو من الجوع
السودان فعلا سلة غذاء العالم العربى انت مش عارف السودان ايه حالهم الآن 1 دولار يساوى 2 جنيه سودانى منذ عشرة سنوات فقط كان الدولا يساوى الف وخمسمئة جنيه سودانى يعنى الحال الى احسن
المشكلة تكمن عندهم في الصراح الشمالى الجنوبى التى تسعر ناره امريكا

واخيراً
اخي الفيلسوف تشرفت بمرورك وتسليط الضوء على نقاط مهمة

اقرب مثال لوضع العرب هو ذاك الرجل الفقير جدا الجاهل الضعيف الذي يرث مبلغ ضخم جدا ... فتجده يبدد اكثره لأنه جاهل لايهدي الا أن يهدى

صدقت والله يا سالم

عضو قديم رقم 276097
قبل 13 سنة
10

ما الحل ؟

أتحداكم جميعا أن تجيبوا على سؤالي بكلمة واحدة فقط .

عضو قديم رقم 168097
قبل 13 سنة
11

اخي لمعلوماتك....

الحل بسيط..

ان يقومو جموع المسلمين بفرائضهم التي اوجبها الله سبحانه الله وتعالى بنية خالصة لله سبحانه واولها الصلاة ثم الصلاة. لو اتحد جميع المسلمين على هذا لارعب العالم بأسره.

عضو قديم رقم 276097
قبل 13 سنة
12

قلنا كلمة واحدة فقط

عضو قديم رقم 49857
قبل 13 سنة
13

شكرا اخ مصراوي على النفل الرائع


لمعلوماتك
ليه الضيقه اعطيك 3 كلمات اختر واحدة فقط على ان يكون التطبيق بشكل سليم على المنهج :)

الاسلام

الشرع

السنه

شكراً جزيلا للأخوى لمعلوماتك و alaseer999 و محمد عنتر


الإسلام حل لكل المشكلات

13. بقلم: محمدعنتر
صادق ولكن من يسمع ويطبق

15. بقلم: قاهر-الموج

شكراً لك

أتساءل ماذا يقصد الكاتب بعبارة :
(مواجهات دامية في السعودية)
وبالمقابل لم يأت على ذكر أحداث سوريا التي وصلت دماء ضحاياها إلى ضفاف النيل
يافاروق جويدة هل أنت في صف الفرقة العلوية أذناب المجوس ؟

17. بقلم: كفايه

لا ليس الكاتب كذلك

الموضوع قبل الثورات العربية

(كان يتكلم عن المواجهات بين القاعدة وقوات الأمن السعودية )

أضف رداً جديداً..