عبدالله الجهني خدع خالداً ذا الهيبة حتى يغتاله . نجحت خدعته التي أدت للقتل.

قبل 4 سنوات

بلغ مسامعَ المسلمين أن خالد بن سفيان زعيم هُذيل يُعِدّ العدّة لغزو المدينة المنورة ، ويجمع الجموع في مكان قريب من المدينة يدعى "نخلة"، ورأى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن هذه القبائل تجتمع حول خالد بن سفيان، فإذا قُتل خالد تفرق الجمع وانتهى الأمر، وفكر فيمن ينتدبه لهذه المهمة، فاستدعى عبد الله بن أُنَيْس الجهني وأجلسه بجانبه وقال له: إنه قد بلغني أن ابن سفيان يجمع لي الناس ليغزوني، وهو بنخلة، فأْتِهِ فاقتُلْه. قال: صِفْه لي يا رسول الله حتى أعرفه! وأدرك الجندي أمر قائده، لكن كيف الوصول إلى خالد بن سفيان والاقتراب منه لقتله؟! قال عبد الله: يا رسول الله لابد لي في مهمتي هذه أن أقول ! [ أي أن أخدع الرجل ببعض الكلام حتى أتمكّنَ منه ] فأشار له رسول الله ؟ أن يقول ما بدا له، فالحرب خدعة .

وانطلق عبد الله إلى أداء مهمته حتى وصل نخلة فوجد خالد بن سفيان مع بعض نسائه يختار لهن منزلاً. قال: فلما رأيته وجدت ما وصف لي رسول الله من القشعريرة، فأقبلت نحوه فقال: مَنِ الرجل؟ قلت: رجل من العرب سمع بك وبجمعك لهذا الرجل فجاءك لهذا! قال: أجلْ، أنا في ذلك، قال: فمشيت معه شيئاً حتى إذا أمكنني حملتُ عليه السيف حتى قتلتُه
فلما قدمتُ على رسول الله صلى الله عليه وسلم فرآني قال: " أفلح الوجه". قلت: قتلتُه يا رسول الله، قال: صدقت، وأعطاني عصاه وقال: "أمسك هذه عندك يا عبد الله بن أنيس" فقلت: يا رسول الله لِمَ أعطيتني هذه العصا ؟
قال: "آيةٌ بيني وبينك يوم القيامة".
فقرنها عبد الله بسيفه ، فلم تزل معه ، حتى إذا مات أمر بها فضُمَّت معه في كفنه .

عبدالله الجهني خدع خالداً ذا الهيبة حتى يغتاله . نجحت خدعته التي أدت للقتل.
عندك أي منتج؟
الكل: 2

فقيه الأمة
هو عبدالله بن مسعود الهذلي .
الإمامُ الحبرُ فقيه الأمة، أبو عبدالرحمن الهُذلي شهد بدرًا، وهاجر الهجرتين، وكان يوم اليرموك على النفل، ومناقبه غزيرة، وروى علمًا كثيرًا، مات ابن مسعود بالمدينة، ودفن بالبقيع سنة اثنتين وثلاثين، وقيل: ثلاث وثلاثين، وعاش ثلاثًا وستين سنة[1].

سبب إسلامِه أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حلَب من غنمه شاة حائلاً فدرَّتْ[2].

مواقف من حياته - رضي الله عنه -:

• قال عبدالله بن مسعود: دخلت على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو يوعَك وعكًا شديدًا، فمسستُه بيدي، فقلت: يا رسول الله، إنك لتوعَكُ وعكًا شديدًا؟ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((أجل، إني أوعك كما يوعك رجلان منكم))، فقلت: ذلك أن لك أجرين؟ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((أجل))، ثم قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((ما من مسلم يصيبه أذى؛ مرض فما سواه، إلا حط الله له سيئاته، كما تحط الشجرةُ ورقَها))[3].


• عن ابن مسعود، قال: كنت أرعى غنمًا لعقبةَ بن أبي معيط، فمر بي رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - وأبو بكر، فقال: ((يا غلام، هل من لبن؟))، قال: قلت: نعم، ولكني مؤتَمن، قال: ((فهل من شاة لم ينزُ عليها الفحل؟))، فأتيته بشاة، فمسح ضَرْعَها، فنزل لبن، فحلبه في إناء، فشرب، وسقى أبا بكر، ثم قال للضرع: ((اقلص))، فقلص، قال: ثم أتيته بعد هذا، فقلت: يا رسول الله، علمني من هذا القول، قال: فمسح رأسي، وقال: ((يرحَمُك الله، فإنك غُلَيم معلَّم))[4].

• عن عبدالله - رضي الله عنه - قال: قال لي النبيُّ - صلى الله عليه وسلم -: ((اقرَأْ عليَّ القرآن))، قلتُ: أقرأ عليك، وعليك أنزل؟ قال: ((إني أحبُّ أن أسمَعَه من غيري))[5].


• عن ابن مسعود، قال: إني لمستتر بأستار الكعبة، إذ جاء ثلاثة نفر: ثقفي وختناه قرشيان، كثيرٌ شحمُ بطونهم، قليلٌ فقهُهم، فتحدثوا الحديث بينهم، فقال أحدهم: أترى الله يسمع ما قلنا؟ وقال الآخر: إذا رفعنا سمع، وإذا خفضنا لم يسمع، وقال الآخر: إن كان يسمع إذا رفعنا، فإنه يسمع إذا خفضنا، فأتيت النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - فذكرت ذلك له، فأنزل الله: ﴿ وَمَا كُنْتُمْ تَسْتَتِرُونَ أَنْ يَشْهَدَ عَلَيْكُمْ سَمْعُكُمْ وَلَا أَبْصَارُكُمْ وَلَا جُلُودُكُمْ ﴾ [فصلت: 22][6].

يوم بدر:

عن أنسِ بن مالك، قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: ((مَن ينظر لنا ما صنع أبو جهل؟))، فانطلق ابن مسعود، فوجده قد ضربه ابنا عفراءَ، حتى برَدَ، قال: فأخذ بلحيتِه، فقال: آنت أبو جهل؟ فقال: وهل فوق رجل قتلتموه؟ - أو قال: قتَله قومه - وفي رواية قال: فلو غير أكَّارٍ قتلني؟[7].

غزوة حنين:
قال ابن مسعود - رضي الله عنه - كنت مع رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - يوم حنينٍ فولى عنه النَّاسُ، وبقيت معه في ثمانينَ رجلاً من المهاجرين والأنصار، فكنا على أقدامنا نحواً من ثمانين قدمًا، ولم نوَلِّهم الدبرَ، وهم الذين أنزل الله عليهم السكينة، قال: ورسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - على بغلتِه، يمضي قدمًا، فحادت بغلتُه، فمال عن السرج فسد نحره، فقلت: ارتفع رفَعك الله، قال: ((ناوِلْني كفًّا مِن ترابٍ))، فناولتُه فضرب به وجوههم، فامتلأت أعينُهم ترابًا، قال: ((أين المهاجرون والأنصار؟))، قلت: هم هنا، قال: ((اهتِفْ بهم))، فجاؤوا وسيوفهم في أيمانهم كأنها الشهب، وولى المشركون أدبارَهم[8].

صيام عبدالله - رضي الله عنه -:
• عن أبي عطية، قال: دخلت أنا ومسروق على عائشة، فقلنا: يا أم المؤمنين، رجلان من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - أحدهما يعجِّلُ الإفطار، ويعجِّل الصلاة، والآخر يؤخِّر الإفطار، ويؤخِّر الصلاة، قالت: أيهما يعجل الإفطار ويعجل الصلاة؟ قلنا: عبدالله بن مسعود، قالت: هكذا صنَع رسول الله صلى الله عليه وسلم، والآخر أبو موسى[9].

[1] إمتاع الأسماع (6/ 350).

[2] جوامع السيرة، ط. العلمية (1/ 38).

[3] صحيح البخاري (7/ 118).

[4] مسند أحمد (6/ 82).

[5] صحيح البخاري (6/ 195).

[6] صحيح ابن حبان (2/ 117-118).

[7] متفق عليه.

[8] المستدرك (2/ 128).

[9] سنن الترمذي (2/ 75)
___
منقول .

رضي الله عنه وارضاه

أضف رداً جديداً..