صورطريفة من ذكاء الصحابة رضي الله عنهم

قبل 8 سنوات

· أخبرنا سمّاك بن حرب, عن خبش بن المعتمر أن رجلين أتيا امرأة منقريش, فاستودعاها مئة دينار وقالا: لا تدفعيها الى واحد منا دون صاحبه حتىنجتمع.
فلبثا حولا, فجاء أحدهما اليها, فقال: ان صاحبي قد مات, فادفعي اليّ الدنانير, فأبت وقالت: انكما قلتما لا تدفعيها الى واحد منا دونصاحبه, فلست بدافعتها اليك.
فتثقل عليها بأهلها وجيرانها فلم يزالوا بها حتى دفعتهااليه.
ثم لبثت حولا فجاء الآخر, فقال: ادفعي اليّ الدنانير.
فقالت: ان صاحبك جاءني, فزعم أنك مت فدفعتها اليه.
فاختصما الى عمر بن الخطاب, فأراد أن يقضي عليها, فقالت: أنشدك الله أن لا تقضي بيننا, ارفعنا الى عليّ.
فرفعهما الى علي, فعرف أنهما قد مكرا بها, فقال للرجل: أليس قد قلتما: لا تدفعيها الى واحد منا دونصاحبه؟
قال: بلى.
قال: فان مالك عندنا, فاذهب فجئ بصاحبك حتى ندفعه اليكما.



· ومن المنقول عن الحسن بن علي رضي الله عنهما:
لمل جيء بابن ملجم الى الحسن قال له: أريد أن أسارّك بكلمة.
فأبى الحسن وقال: انه يريد ان يعض أذني.
فقال ابن ملجم: والله لو مكّنني منها لأخذتها منصماخه.

ومن المنقول عن الحسين رضي الله عنه أن رجلا ادّعى عليه مالا وقدّمه الىالقاضي, فقال الحسين:
ليحلف على ما ادّعى ويأخذه.
فقال الرجل: والله الذي لا اله الا هو.
فقال: قل والله والله والله ان هذا الذي تدّعيه لك عندي.
ففعل الرجل وقام, فاختلفت رجلاه وسقط ميتا.
فقيل للحسين في ذلك فقال:
كرهت أن يمجّد الله فيحلم عنه!



· ومن المنقول عن العباس رضي الله عنه أنه سئل:
أنت أكبر أم النبي صلى الله عليه وسلّم؟
فقال: هو أكبر مني, وأنا ولدت قبله.



· وعن مجاهد قال: بينما رسول الله صلى الله عليه وسلّم في أصحابه أذ وجدريحا, فقال: ليقم صاحب هذا الريح فليتوضأ, فاستحيا الرجل.
ثم قال: ليقم صاحب هذه الريح فليتوضأ, فان الله لا يستحي من الحق.
فقال العباس: ألا نقوم جميعا؟
وقد جرى مثل هذه القضيّة عند عمر رضي الله عنه, عن الشعبي: أن عمر كان في بيت ومعه جرير بن عبد الله, فوجد عمر ريحا فقال: عزمت على صاحب هذه الريح أن قام فتوضاء
فقال جرير: يا أمير المؤمنين: أو يتوضأ القوم جميعا.
فقال عمر: رحمك الله, نعم السيّد كنت في الجاهلية, ونعم السيّد أنت في الاسلام.



· خرج أبو بكر في تجارة الى بصرى قبل موت رسول الله صلى الله عليه وسلّم بعام, ومعه نعيمان وسويبط بن حرملة, وكانا قد شهدا بدرا, وكان نعيمان على الزاد, وكان سويطا رجلا مزاحا.
فقال لنعيمان: أطعمني.
قال: حتى يجئ أبو بكر.
قال: أمّا لأغيظنّك.
فمرّوا بقوم فقال لهم سويبط: أتشترون مني عبدا لي؟
قالوا: نعم.
قال: انه عبد له كلام, وهو قائل لكم: اني حر, فان كنتم اذا قال لكم هذه المقالةتركتموه, فلا تفسدوا عليّ عبدي.
قالوا: لا, بل نشتريه منك.
فاشتروه بعشر قلائص, ثم أتوه فوضعوا في عنقه عمامة أوحبلا, فقال نعيمان: ان هذا يستهزئ بكم, اني حر ولست بعبد.
فقالوا: أخبرنا بخبرك.
فانطلقوا به, فجاء أبو بكر فأخبره بذلك, فاتبع القوم فرد عليهم القلائص, وأخذ نعيمان, فلمّا قدموا على النبي صلى الله عليه وسلّمأخبروه, فضحك النبي وأصحابه منه حولا.



· وبلغنا أن رجلا جاء الى حاجب معاوية فقال له: قل له: على الباب أخوك لابيك وامك.
فقال: ما أعرف هذا. ثم قال: ائذن له.
فدخل: فقال: أي الاخوة أنت؟
فقال: ابن آدم وحوّاء.
فقال: يا غلام أعطه درهما.
فقال: تعطي أخاك لأبيك وأمك درهما؟
فقال معاوية: لو أعطيت كل أخ لي من آدم وحوّاء ما بلغ اليكهذا!



· وعن زيد بن أسلم, عن أبيه أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه استعمل المغيرة بن شعبة على البحرين فكرهوه وأبغضوه, فعزل عنهم, فقال دهقانهم: ان فعلتم ما آمركم به لم يردّعلينا.
قالوا: أمرنا بأمرك.
قال: تجمعون مئة ألف درهم حتى أذهب بها الى عمر, وأقول: ان المغيرة اختار هذا فدفعهاليّ.
فدعا عمر المغيرة فقال: ما يقول هذا؟
قال: كذب أصلحك الله, انما كانت مئتي ألف.
قال: فما حملك على ذلك؟
قال: العيال والحاجة.
فقال عمر للعلج: ما تقول؟
قال: لا والله, لأصدّقنّك أصلحك الله, والله ما دفع اليّ قليلا ولاكثيرا.
فقال عمر للمغيرة: ما أردت الى هذا العلج؟
قال: الخبيث كذب عليّ فأحببت أن أخزيه.



· ولما فتح عمرو بن العاص قيسارية سار حتى نزل علىغزة, فبعث اليه علجها أن أرسل اليّ رجلا من أصحابكأكلّمه, ففكر عمرو وقال: ما لهذا العلج أحد غيري.
فقام حتى دخل على العلج فكلّمه, فسمع كلاما لم يسمع مثله قط.
فقال له العلج: حدّثني, هل من أصحابك من أحد مثلك؟
قال لا تسأل عن هواني عندهم اذ بعثوني اليك وعرّضوني لماعرّضوني, فلا يدرون ما تصنع بي.
فأمر له بجاشزة وكسوة, وبعث الى البوّاب: اذا مرّ بك فاضرب عنقه وخذ مامعه.
فمرّ برجل من النصارى من غسان فعرفه, فقال: يا عمرو, قد أحسنت الدخول فأحسن الخروج.
فرجع, فقال له الملك: ما ردّك الينا؟
قال: نظرت فيما أعطيتني فلم أجد ذلك ليسع بني عمّي, فأردت أن آتيك بعشرة منهم تعطيهم هذهالعطيّة, فيكون معروفك عند عشرة خيرا من أن يكون عندواحد.
قال صدقت, أعجل بهم.. وبعث الى البوّاب أن خل سبيله. فخرج عمرو وهو يلتفت, حتى اذا أمن قال: لا عدت لمثلها أبدا.
فلما صالحه عمرو ودخل عليه العلج فقال له: أنت هو؟ قال: على ما كان من غدرك.



· ومن المنقول عن خزيمة بن ثابت أن النبي صلى الله عليه وسلّم ابتاع فرسا منأعرابي فاستتبعه النبي صلى الله عليه وسلم ليقضيه ثمنفرسه, فأسرع النبي صلى الله عليه وسلم في المشي, وأبطأ الأعرابي فطفق رجال يعترضونالأعرابي, فيساومون الفرس لا يشعرون أن النبي صلى الله عليه وسلم ابتاعه حتى زاد بعضهمللأعرابي في السّوم على ثمن الفرس الذي ابتاعه النبي صلى الله عليهوسلّم, فنادى الأعرابي النبي فقال:
ان كنت مبتاعا هذا الفرس فابتعه والا بعته.
فقام النبي فقال: أليس قد ابتعته منك؟
قال لا.
فطفق الناس يلوذون بالنبي صلى الله عليه وسلّم والأعرابي وهمايتراجعان. فطفق الأعرابي يقول: هلمّ شهيدا يشهد أني قد بايعتك.
فمن جاء من المسلمين قال للأعرابي: ويلك, ان النبي صلى الله عليه وسلّم لا يقول الاحقا, حتى جاء خزيمة فاستمع لمراجعة النبي ومراجعةالأعرابي. فطفق الأعرابي يقول: هلمّ شهيدا يشهد اني قد بايعتك.
فقال خزيمة: أنا أشهد أنك قد بايعته.
فأقبل النبي صلى الله عليه وسلّم على خزيمةفقال: بما تشهد؟
فقال: بتصديقك يا رسول الله.
فجعل النبي صلى الله عليه وسلّم شهادة خزيمة بشهادةرجلين.
وفي رواية أخرى أن النبي صلى الله عليه وسلّم قاللخزيمة: لم تشهد ولم تكن معنا؟ قال: يا رسول الله أناأصدّقك بخبرالسماء, أفلا أصدّقك بما تقول؟



· ومن المنقول عن نعيم بن مسعود: بينما الناس على خوفهم يوم الأحزاب أتى نعيم بن مسعود رسولالله صلى الله عليه وسلّم فقال: يا رسول الله, اني قد أسلمت ولم يعلم بي أحد منقومي, مرني أمرك.
فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلّم: انما أنت منا رجل واحد, فخذّل عنا ما استطعت فانما الحربخدعة.
فانطلق نعيم حتى أتى بني قريظة فقال لهم: يا معشر قريظة_ وكان لهم نديما في الجاهلية_ اني لكم نديم وصديق, قد عرفتم ذلك. قالوا صدقت, قال: تعلمون والله ما أنتم وقريش وغطفان من محمد بمنزلةواحدة, ان البلد لبلدكم, به أموالكم ونساؤكم وأبناؤكم, وان قريشا وغطفان بلادهم غيرها, وانما جاؤوا حتى نزلوا معكم, فان رأوا فرصة انتهزوها, وان رأوا غير ذلك رجعوا الى بلادهم وأموالهم ونسائهموأبنائهم, وخلوا بينكم وبين الرجل فلا طاقة لكم به, فان هم فعلوا ذلك فلا تقاتلوا معهم حتى تأخذوا منهم رهنامن أشرافهم تستوثقون به, ولا تبرحوا حتى تناجزوا محمدا.
فقالوا: لقد أشرت برأي ونصح.
ثم ذهب الى قريش فأتى أبا سفيان وأشراف قريش, فقال: يا معشر قريش, انكم قد عرفتم ودّي ايّاكم وفراقي محمداودينه, واني قد جئتكم بنصيحة فاكتموا علي.
فقالوا: نفعل, ما أنت عندما بمتهم.
فقال: تعلمون أن بني قريظة من يهود قد ندمواعلى ما صنعوا فيما بينهم وبينمحمد, فبعثوا اليه: ألا يرضيك أن نأخذ لك من القوم رهنا منأشرافهم, فندفعهم اليك, فتضرب أعناقهم ثم نكون معك حتى نخرجهم من بلادك؟فقال: بلى, فان بعثوا اليكم يسألونكم نفرا من رجالكم, فلا تعطوهم رجلا واحدا فاحذروا.
ثم جاء غطفان فقال: يا معشر غطفان, قد علمتم أني رجل منكم.
قالوا: صدقت.
قال لهم كما قال لهذا الحي من قريش.
فلما أصبحوا بعث اليهم أبو سفيان عكرمة بن أبي جهل في نفر منقريش: ان أبا سفيان يقول لكم يا معشر يهود ان الكراع والخف قدهلكا, انا لسنا بدار مقام, فاخرجوا الى محمد حتى نناجزه, فبعثوا اليه أن اليوم السبت وهو يوم لا نعمل فيهشيئا, ولسنا مع ذلك بالذين نقاتل معكم حتى تعطونا رهنا من رجالكم نستوثقبهم, لا تذهبوا وتدعونا نناجز محمدا.
فقال أبو سفيان: قد والله حذرنا نعيم. فبعث اليهم أبو سفيان: انا لا نعطيكم رجلاواحدا, فان شئتم أن تخرجوا فتقاتلوا وان شئتم فاقعدوا, فقالت يهود: هذا والله الذي قال لنانعيم. والله ما أراد القوم الا أن يقاتلوا محمدا فان أصابوا فرصة انتهزوها والامضوا بلادهم وخلوا بيننا وبين الرجل, فبعثوا اليهم: انا والله لا نقاتل معكم حتى تعطونارهنا, فأبوا, فبعث الله تعالى الريح على أبي سفيان وأصحابه وغطفان فخذلهم الله عز وجل.

صورطريفة من ذكاء الصحابة رضي الله عنهم
عندك أي منتج؟
عفواً.. لايوجد ردود.
أضف رداً جديداً..