هناك الكثير من المعتقدات عن جودة الطعام أو درجة إفادة جسم الإنسان منه أو العادات الغذائية السليمة، والتي تعتمد عادة على الأساطير القديمة أو وصفات الأجداد.
وقررت هيئة المعايير الغذائية البريطانية أن تلقي بالضوء على بعض هذه المعتقدات وتصحيح الخطأ منها.
وقال سام تشرش أخصائي التغذية في الهيئة: "هناك الكثير من المعتقدات الأسطورية والقديمة حول الطعام والغذاء الصحي، لكن لا يجب أن نصدق كل ما يقال."
ونشرت الهيئة على موقعها على شبكة الإنترنت بعض المعتقدات الغذائية المتعارف عليها، وأعطت تفسيرا علميا للصحيح منها، وصححت الخاطيء منها. ومن بين هذه المعتقدات المتعارف عليها:
***
إذا كتب على عبوة المنتج الغذائي أن الدهون فيه "قليلة" أو "مخفضة" فهذا يعني أن الطعام صحي.
خطأ. لأن الدهون عادة ما تستبدل بمكونات أخرى، مما قد يجعل السعرات الحرارية في المنتج الغذائي إما مساو أو في بعض الأحيان أعلى مما لو كان كامل الدهن.
***
الطعام المجفف ليس صحيا، ويفضل تناول الخضروات والفاكهة الطازجة.
خطأ. لأن المعدلات اليومية التي ينصح بها من الخضروات والفاكهة هي خمس وحدات يوميا ولا يهم إن كانت طازجة، مجمدة، معلبة، مجففة أو على شكل عصير، على الرغم من أن شرب العصير الطازج يعادل وحدة واحدة من التي يوصى بها. كما أن الفواكه المجففة مثل التين أو التمر تمد الجسم بالطاقة، كما أنها مصدر جيد للسكر والألياف.
***
الوجبات النباتية صحية أكثر من الوجبات العادية.
خطأ. فبعض الوجبات النباتية تحتوي على كميات كبيرة من الدهون، في حين أن اللحوم الحمراء قد تحتوي على نسبة أقل من الدهون إذا كانت أزيلت منها الدهون الظاهرة. ومن بين الاختيارات الصحية الأخرى الدجاج إذا نزع جلده، أو السمك المطهو بكميات قليلة من الزبد أو السمن.
***
غالبية الملح الذي يحتويه نظامنا الغذائي هو الملح الذي نضيفه للطعام أثناء الطهي.
خطأ. فإن نسبة الملح الذي نضيفه إلى وجباتنا الغذائية أثناء الطهو تتراوح بين 10-15 في المئة فقط، في حين أن 75 في المئة من الملح الموجود في الوجبات الغذائية يأتي من الوجبات المحفوظة.
يذكر أن المعدلات التي يوصى بها هي 6 جرامات من الملح يوميا، في حين ان الإنسان يتناول متوسط 9 جرامات من الملح يوميا.
***
نسبة الدهون في اللحوم الحمراء أعلى من نسبتها في الدجاج.
خطأ. فإن إزالة الدهون الظاهرة في اللحوم يمكن أن يقلل كثيرا جدا من نسبة الدهون في اللحوم. كذلك فإن عدم إزالة الجلد أو الدهون المخزنة تحته في الدجاج يمكن أن يزيد من نسبة الدهون في الدجاج.
***
شرب المياه المثلجة يساعد على التخلص من الوزن الزائد.
خطأ. لأن شرب المياه المثلجة لا يستهلك المزيد من السعرات الحرارية عن المياه العادية. الطريقة المثالية للتخلص من الوزن الزائد هو تغيير العادات الغذائية، مثل تناول أغذية صحية، والإكثار من تناول الخضروات والفاكهة، التقليل من الأغذية التي بها نسبة كبيرة من السكر أو الدهون، وممارسة الكثير من النشاطات البدنية.
***
العصير الطازج قد يكون ضارا للأسنان
صحيح. السكر الموجود بصورة طبيعية في الخضروات والفاكهة لا يسبب تسوس الأسنان، لكن عندما يستخلص العصير من الفاكهة أو الخضروات، تزداد كثافة السكر الطبيعي، مما قد يسبب تسوس الأسنان.
لذلك فإنه من الأفضل أي يتم تناول العصائر الطازجة في أوقات الوجبات وخصوصاً للأطفال. كما أن شرب الماء أوالحليب بين الواجبات هو خيار جيد للأطفال.
***
تناول الإفطار ليس ضرورياً
خطأ. الإفطار من الوجبات الهامة جدا، عندما ننام نصوم عن الأكل لمدة ثمانية ساعات في المتوسط، لذلك يجب أن نكسر هذا الصيام. وعلى الرغم من أن بعض الأشخاص الذين لا يتناولون الإفطار يعوضون هذا في وقت لاحق من النهار، فإنه من غير المحتمل أن يحصلون على جميع الفيتامينات والمعادن المتوافرة في الإفطار. كما أن عدم تناول الإفطار يشجع على تناول وجبات خفيفة تكثر فيها السكريات والدهون.
***
تناول إفطار مكون من البيض والبقول والطماطم المشوية وعش الغراب في الصباح غير صحي
خطأ. حيث يمكن تناول هذا الإفطار مع الخبز السميك إذا كان لم يتم طهي المكونات باستخدام الزبد أو السمن. على العكس فإن هذا الإفطار صحي ومتوازن
يحتوي الزبد النباتي على دهون أقل من الزبد الحيواني
خطأ. يحتوي كل من الزبد النباتي والزبد الحيواني على أنواع مختلفة من الدهن، لكن كليهما يحتويان على كمّية متساوية من الدهن.
لذا حينما تريد أن تختار أي واحد منهما، فتذكّر أنه يتوجب عليك استخدامه بشكل مقتصد!
***
دائماً ما يغيـّـر خبراء التغذية آراءهم بشأن الأكل الصحّي ومواصفاته
خطأ. قد يبدو كما لو أن خبراء التغذية يغيّرون آرائهم بانتظام ولا يوافقون بعضهم البعض. لكن، في الحقيقة، فإن النصائح الرئيسية حول الأكل الصحّي هي ذاتها منذ وقت طويل.
فعلى سبيل المثال، النصيحة لتخفيض كمية الدهن التي نأكلها هي نفسها منذ أكثر من 15 سنة، وكذلك فإن الخبراء قد تحدثوا عن أهمية الفاكهة والخضروات منذ الحرب العالمية الثانية.
حينما نسمع نصائح وإرشادات متناقضة حول الأكل الصحّي، فإن السبب -في أغلب الأحيان- هو كون النتائج العلمية الجديدة يتم طرحها في أجهزة الإعلام قبل إتمام البحث فيها بشكل كامل، ودون أن يضعوا النتائج في سياق الأبحاث الأخرى.
***
الغذاء الصحي دائما أغلى بكثير من الأغذية الأخرى
خطأ. فعلى الرغم من أن بعض المكونات للغذاء الصحي قد تكون أغلى، إلا أنك لا تحتاجين في لاستعمالهم أغلب الأحيان إلا بكميات صغيرة جداً فقط. واختياركِ للبديل الأصح في بعض الأوقات، يمكن أن يوفر عليكِ المال.
يمكن لك أن تجعلي اللحم مفيداً أكثر حينما تقومين بطبخه في الأوعية المقاومة للحرارة أو تقومين بقليه مع المكونات الرخيصة مثل الفاصولياء أو الحبوب أو الخضروات الموسميّة.
لا يمثل جعل الطعام معتمداً على الأغذية النشوية مثل الرزّ أو المعكرونة أو الخبز فحسب، بل أكثر من ذلك فإن هذه لهذه الأغذية قيمتها الجيدة.
***
اختيار الغذاء الصحّي هو عملية محددة بشكل كبير وهي مملة كثيراً
خطأ. من الصحيح أنّه يتوجب علينا ألا نسرف في أكل بعض الأغذية وألا نأكلها باستمرار، مثل الأغذية ذات المستوى العالي للدهن أو السكّر، لكن هناك الكثير من الأغذية المهمة التي يجب علينا أن نأكلها أكثر مثل الأسماك الزيتية والفاكهة والخضروات.
والأكل بشكل صحي لا يعني التوقف عن تناول كل أغذيتك المفضلة، بل هو مجرد الحصول على التوازن بشكل صحيح.
إذا قمت بالتنويع في الغذاء للحصول على تشكيلات أخرى عن طريق تغيير ما تعودت أن تأكله، فإنك ستحصل على الكثير من الفرص للتجريب للحصول على أنواع من الغذاء وستكون مفضلة لديك.
تذكّر بأن الأكل الصحي يمكن أن يكون لذيذاً ومثيراً رغم كونه غريباً.
***
يوجد غذاء 'جيد' وغذاء 'سيئ'
خطأ. ليس هناك شيء اسمه غذاء 'جيد' أو غذاء 'سيئ'. إنما هناك حمية 'جيّدة' أو حمية 'سيئة'.
ما هو مهم بأنّنا نأكل بحمية متوازنة مما يعني بوجوب أن تتكون وجبات طعامنا أساساً على الأغذية النشوية مثل الخبز أوالمعكرونة أوالرزّ أو البطاطا. يجب علينا أن نضع الآتي في أساسيات مكونات الأطعمة لدينا:
1. الكثير من الفاكهة والخضار.
2. كمّيات معتدلة من اللحم، والسمك، وبدائل اللحم، والحليب، ومنتجات الألبان.
3. كمّيات صغيرة فقط من الطعام والشراب الذي يحتوي دهناً و/أو سكراً.
***
السمن النباتي أفضل لك بكثير من السمن البقري
خطأ. فكون السمن النباتي مناسب للنباتيين إلا أنه عالي في مستوى الدهون مثل السمن البقري، كما أنه يحتوي على كمية مقاربة من الدهن المشبع.
ونفس الشيء يسري على الجبن. فالجبن النباتي مناسب للنباتيين لأنه لا يحوي إنفحة حيوانية (على الرغم من كونه من مشتقات الحليب) لكن هذا لا يعني أن نسبة الدسم الموجودة فيه ضئيلة.
***
الحلويات مصدر جيّد من الفيتامينات
خطأ. لأن الحلويات تحتوي على كمّيات عالية من السكّر وهي ليست مصدر جيّد من الفيتامينات والمعادن. كما أن أكل الحلويات بانتظام بين وجبات الطعام سيؤدّي إلى تسوّس الأسنان.
للحصول على وجبات خفيفة غنية بالفيتامينات والمعادن، فإنك تستطيع أن تأكل تشكيلة الفاكهة (طازجة أو مجففة) بدلا من ذلك.
***
ثمرة الأفوكادو ليست إختياراً صحّياً
خطأ. فإن ثمرة الأفوكادو تحتوي على الدهن غير المشبع، والذي له تأثير إيجابي على مستويات كولسترول الدمّ.
كجزء من حمية صحّية، فإنه من المهم أن نقوم تخفيض كمّية الدهن المشبع الذي نتناوله ونستبدله بالدهن غير المشبّع، بالإضافة إلى تخفيض الكمّية الكليّة للدهن الذي نأكله.
هذا يعني الأفوكادو إختيار صحّي. ونصف من ثمرة الأفوكادو واحد على خمسة أجزاء من تشكيلة الفاكهة والخضار التي يتوجب علينا أن نأكلها كلّ يوم.
على أية حال، فإن الأفوكادو تحتوي على الدهون؛ وأكل كمية أكثر من اللازم من أي غذاء يحتوي على الدهون سيؤدي إلى زيادة الوزن إذا لم يتم استهلاك الطاقة خلال النشاط الطبيعي.
***
إذا رفض الطفل أن يأكل الفاكهة أو الخضروات، فإنه من الأفضل أن لا يقدّم اليه نفس النوع مرة ثانية
خطأ. من الأفضل أن يتم عرض طعام جديد على الأطفال في عدة مرات قبل أن تعطيه إليهم ليتناولونه.
اعرضي الغذاء الجديد على الأطفال كل مرة حسب الإمكان. إذا رفضوا الغذاء، فانتظري بضعة أيام ثمّ حاولي ثانية.
الفاكهة والخضار (الطازجة أو المجمّدة أو المعلّبة أو المجفّفة أو الموجودة على شكل عصائر في علب) هي جزء مهم لحمية متوازنة صحّية لكلّ من الأطفال والبالغين.
إذا كان الطفل كارهاً لأكل فاكهة وخضار محدد، فعليكِ بالمحاولة معه بأنواع مختلفة بدلا منها، أو اخلطيهم بالأغذية التي يحبّونها مثل اللبن أو الرزّ أو البطاطة المهروسة. بإمكانكِ أن تشجّعي الأطفال أيضا على المساعدة في إعداد أغذية جديدة – فالأبحاث وصلت إلى أنّهم سيحاولون أكلها بعد ذلك على الأرجح.
حاولي ألا ترغمي الطفل على تناول الطعام لأن هذا سيجعل الأمور أسوأ. بدلا من ذلك، حاولي أن تعرضي على طفلك تشكيلة من الأغذية.
***
وضع بضعة قطرات من عصير الليمون على الدهن الموجود على اللحم، تقضي عليه
خطأ. فإن عصير الليمون، على الرغم من كونه مصدراً جيّداً لفيتامين سي، إلا أنه لا يذيب الدهن في الأغذية الدهنية.
أفضل طريقة للتخلّص من الدهن الموجود على اللحم هو أن تقومي بتقطيعه إلى أجزاء صغيرة