رقابة الفيسبوك ...!!

قبل 11 سنة

رقابة من يحبك و هو متحزب أو متمحورة حياته حول فكرة أو شخص تنتقدهم فيظهر لك ألمه مما تفعله من الكلام على هذا الحزب أو الفكرة أو الشخص .. رقابة السباب طبعاً و هذه متنوعة كما لا يمكنك أن تتخيل .. من كلام شباب سلفي أكثر ما تعلمه من كتب التراث هو الكلام الموجع الذي يهز النفس بفصاحته و بشاعة أغراضه .. و شباب اخواني لديه تاريخ و تمكين حالي و عقدة (مظلومية) جديدة اسمها (الرئيس غير قادر) بجانب اعتناقه للنيومدخلية .. و شباب جهادي يحتقر أصلاً كل قاعد في بلده و مهما فعلت ستظل لا شئ عنده لأنك لم ترفع السلاح يوماً .. و شباب مثقف يستطيع ان عارضته أن يحلل ما تقدمه ك(ظاهرة فاشلة للتوعوية الشبابية على الفيسبوك و تمركز اللامثقفين حول أشباه المثقفين في محور العملية التقدمية الفوضوية لعصر البعدمابعد حداثي ) ..و الخلاصة انك حمار غير مثقف !
شباب التيارات الأخرى اللا اسلامية لا مثيل له بالتأكيد .. هو مثقف ابتداءً حتى لو كان شيوعياً معلوماته التاريخية أن تروتسكي كان قائداً للجيش الأبيض أو أندروبوف كان قبل بريجينيف ! أفقه أكثر اتساعاً حتى و ان كان ليبرالياً لا يؤمن بغير العقد الاجتماعي و كلام ستيوارت مل و مونتسكيو ! لذا فشاب مثل هذا لابد أن يسبك و يحتقرك كما يشاء .. من أنت أيها الرجعي أساساً ؟

يظل التهديد الأخطر لكل من يكتب حرفاً لا يعجب المتابعين بعد الوصول لمرحلة معينة : أنت تخسر الكثير بكلامك هذا ..

فلنترك السب و التخوين و التحقير الآن الى جانبنا فهذا المعتاد .. لكن هذه النقطة بالذات (خسارة الجمهور) أصبحت مؤثرة جداً في كثير من الاخوة وأنا منهم .. ذهبت الأيام الرائعة أيام ما قبل الخمسة آلاف متابع .. كل ما بعد تلك المرحلة يزداد ثقلاً و جحيماً يوماً وراء الآخر .. كل من يريد أن يكتب حرفاً بعد هذه المرحلة من الانتشار لابد أن يفكر في غضبة متابعيه من الاخوان و السلف و الحازمون و الجهاديين بل و من غير متابعيه من العلمانيين و الاشتراكيين و الليبراليين ..
الكل يمارس على ما تكتبه رقابة مشددة .. أولها رقابة السب و التخوين .. ثم الرقابة الأنعم و الأشد أثراً و خطراً : رقابة التحذير من طريق الضلال .. طريق خسارة المتابعين !
رقابة التحذير من طريق الضلال كلها : اتق الله .. ستخسر محبيك .. اتق الله .. ستخسر الكثير ..
الرقابة من النوع الثاني شديدة الوطأة على النفس .. و هي تجعل أكثر الكتاب عناداً في عرض رأيه يتراجع عما يكتبه .. ثم مع الوقت لا يكتب رأيه فعلاً .. يحاول المداراة و التورية و صعود الجبال و الكباري حتى لا ينتبه أحد لمقصوده الحقيقي .. لا أحد يقبل النقد و هو غير قادر على السكوت لكن متابعيه يكرهون هذا .. اذن فليتحايل عليهم ..
مع الوقت يبدأ المتابعون من لجان المراقبة في الانتباه لما يفعله .. تبدأ الحملة مرة أخرى أكثر عنفاً و شراسة .. يبدأ في زيادة التورية لكنهم تمرسوا جيداً لأفعاله .. و تزداد الرقابة حتى تتجه لأي نقد فيه تورية على الاطلاق حتى لو لم يكن ضد حزبهم .. كل ما يكتب و فيه غموض هو ضدهم هم بالذات الى أن يثبت العكس ..
اذن لا تصريح و لا تورية .. اذن لا كلام ؟ ماذا يطلب الجمهور ؟
يبدأ كل منا في كتابة ما يطلب الجمهور .. يربت عليه الجمهور باللايكات قائلاً له : جود بوي جود بوي ! استمر كما أنت هكذا .. ارجع كما كنت !
يتحول الكاتب الى مجرد آلة .. نجحت آلية الفيسبوك الرأسمالية الطابع (اللايك و الشير و الفولور ) حيث يحسب النجاح بمقاييس مادية تماماً في تقويض أي ابداع فيه بعض الشطط كالمعتاد .. كلما زاد عدد الإعجابات و المشاركات و المتابعين كلما وضعت عشرات القيود الرقابية على ما تكتبه .. تصبح سائراً في قطيع الكتاب الذين يكتبون (ما يطلبه المستمعون) !
اذن ان كنت تكتب بصورة جيدة فكن على يقين من الآتي : أول بضعة آلاف (مرحلة الانطلاقة) هي أفضل فرصة لكتابة كل ما تريده و تبدع فيه .. بعد ذلك ستوضع تحت الرقابة .. رقابة حزبية بعضها بسبب تحزبه يكرهك كمستقل و لا يحب كل من لا ينتمي لقطيعه ثم يتحدث عنه .. رقابة رثائية بعضها بسبب شعور المتابع بأنه أفضل و أكثر عقلاً و فهماً من هذا المغمور الذي جعله الفيسبوك معروفاً .. و هي رثائية لأن صاحب هذا النوع من الهجوم يقدس ذاته ان كان مستقلاً و يرى نفسه أفضل ويستحق مكانك ، أو يقدس أهل جماعته - ان كان حزبياً و يرى أقل فسل فيهم أفضل منك .. رقابة حبية و هي الأصعب كما قلنا .. رقابة من يحبك و هو متحزب أو متمحورة حياته حول فكرة أو شخص تنتقدهم فيظهر لك ألمه مما تفعله من الكلام على هذا الحزب أو الفكرة أو الشخص .. رقابة السباب طبعاً و هذه متنوعة كما لا يمكنك أن تتخيل .. من كلام شباب سلفي أكثر ما تعلمه من كتب التراث هو الكلام الموجع الذي يهز النفس بفصاحته و بشاعة أغراضه .. و شباب اخواني لديه تاريخ و تمكين حالي و عقدة (مظلومية) جديدة اسمها (الرئيس غير قادر) بجانب اعتناقه للنيومدخلية .. و شباب جهادي يحتقر أصلاً كل قاعد في بلده و مهما فعلت ستظل لا شئ عنده لأنك لم ترفع السلاح يوماً .. و شباب مثقف يستطيع ان عارضته أن يحلل ما تقدمه ك(ظاهرة فاشلة للتوعوية الشبابية على الفيسبوك و تمركز اللامثقفين حول أشباه المثقفين في محور العملية التقدمية الفوضوية لعصر البعدمابعد حداثي ) ..و الخلاصة انك حمار غير مثقف !
شباب التيارات الأخرى اللا اسلامية لا مثيل له بالتأكيد .. هو مثقف ابتداءً حتى لو كان شيوعياً معلوماته التاريخية أن تروتسكي كان قائداً للجيش الأبيض أو أندروبوف كان قبل بريجينيف ! أفقه أكثر اتساعاً حتى و ان كان ليبرالياً لا يؤمن بغير العقد الاجتماعي و كلام ستيوارت مل و مونتسكيو ! لذا فشاب مثل هذا لابد أن يسبك و يحتقرك كما يشاء .. من أنت أيها الرجعي أساساً ؟

و كلما ازاد تعرف الناس بك .. كلما أصبحت الكتابة جحيماً .. قيود وراء قيود .. رقابة من كائن هلامي كبير اسمه (المتابعين\الفولور) يعد أنفاسك و يمارس دور (الأخ الأكبر) ببراعة .. يصبح ما تكتبه شئ بعيد للغاية عن (الإخلاص) للأسف مهما فعلت .. لقد أشركوا أنفسهم في نيتك للكتابة .. بدلاً من أن تكون لله ثم لنصرة فكرة تؤمن بها أو تسعى لتشكلها .. تكون لتجنب السب و التخوين و القدح و خسارة محبيك .. عينك تكون دائماً على المقياس المادي (الشير - اللايك - عدد الفولور) .
. مهما حاولت تجاهل ذلك لن تقدر يا ابن العصر الرأسمالي ..
ستمنع نفسك عن الكتابة .. تشعر بالضيق بعدما انغلق سبيل التنفيس مرة أخرى ..
ستكتب ما تريد .. فينفتح باب الجحيم ضدك بما لا تتخيله ..
ستحاول التورية لكن الرقيب سيفهم ألاعيبك .. لا سبيل للحرية ..
ان أغلقت تعليقات المتابعين اتهموك بالجبن و الخوف من سماع الآراء و ستجد عشرات الرسائل تسبك أو تلومك أو تبدي ضيقها من الهاوية التي تسير اليها .. ان فتحت التعليقات ستجد عشرات التعليقات تسبك بكل أنواع التدرج من (أنت ابن كذا) مروراً ب (من أنتم يا أبناء الأمس) الى الطعن في نيتك بل و البارانويا قد تصل أحياناً الى اتهامك بأنك من جهاز أمني !
لا الغلق سيرحمك و لا الفتح سيرحمك .. ان قمت بعمل بلوك ستنزلق يديك الى من لا يستحقون لأن البلوك يركب زلاقة غالباً .. ان تركت الأمر بلا بلوك لن يرحمك أحد و كلما كتبت حرفاً دخل ليسبك .. سباب ملتف متواري أو مباشر لا فارق .. طبعاً غير المظلومية المعتادة التي يصنعها كثير ممن يأخذون البلوك على صفحاتهم بعده مباشرة بالبوست الشهير المتكرر الذي يبدأ ب (كنت عند فلان و أعطاني بلوك لأن ...) ضع بعد لأن هذه (لأني فضحته و فضحت كذبه) أو (لأنه ديكتاتور منافق) أو (لأنه لا يتحمل الرأي الآخر) أو (لأنه خاوي العقل تافه) ! ضع عشرات المقولات و ستجدها في بوستات مظلومية البلوك ..
الفيسبوك مهم جداً جداً .. و أهميته في قدرة أي كان على الشهرة دون رقابة أجهزة الدولة و الثقافة التي تمنع كل من لا تثق فيهم من الصعود .. كل مستقل لا بديل له عن هذا المكان للخروج و اظهار رأيه للناس .. أتعجب جداً ممن يحتقره و يسبه أو يسخر منه .. هذه وسيلة ممتازة للتغريد خارج النص العالمي و المحلي .. لكن مع الوقت للأسف كل من يكتب و يحصل على بعض الشهرة البسيطة يحصل معها على جمهور المراقبين .. جمهور الأخ الأكبر ..
و هو أصعب ما في الفيسبوك ..( منقول )

رقابة الفيسبوك ...!!
عندك أي منتج؟
الكل: 2

رُبَّ إعراض كان أبلغَ في الاسترابة من إدامة النظر ...!!

من أخطر مشاكل الحوار و أوسعها انتشارا ما أسميه بوهم التلازم
حين يتخيل المحاور تلازما ما بين كلامك و بين وهم وصل إليه لم تنطق به أو يربط كلامك - غصبا عنك - بضده
فإذا اتخذت رأيا وافق فلانا دون أن تقصد فأنت إذاً تدعمه
و إذا اخترت خيارا خالف علانا فأنت إذا تكرهه و تعاديه
و إذا ناقشت قضية أو انتقدت فكرة فأنت تدعو لضدها
و هكذا دواليك
و على ذلك فقِس
هذا التوهم و تحميل رأيك أو قولك بما لا يحتمله من لوازم متكلفة أو مفهوم مصطنع يحيد بالكلام إلى غير هدفه و يصنع معارك فرعية عجيبة تعطل الفائدة بشكل رهيب حيث تضطر لخوض معارك لم تتطرق إليها أصلا
لذا قالوا قديما : ثبت العرش ثم انقش
أى اتفق أولا على ثوابت و مفاهيم الحوار أو النقاش ثم تكلم بعد ذلك في صميمها و مدلولها بدلا من تضييع الوقت فيما لم يقصده المحاور أو يرغب في الحوار حوله
و في النهاية الناس مآخذون بما قالوه و قصدوه و ليس بما ألزمتهم به أو توهمته و ما أجمل نصيحة شيخ الإسلام بن تيمية في ذلك الباب حول وجوب تبين المعنى المقصود من الكلام قبل الحكم عليه .
لذا أرجوكم
لا تلزمونا بأوهامكم.

أضف رداً جديداً..