جرّبوا هذا الدفتر
عبدالله المغلوث
أخبرني زميلي الذي انتدبته شركته في مهمة عمل إلى سنغافورة، استغرقت أربع سنوات، موقفاً جميلاً. نقل لي هذا الموقف من حرم إحدى المدارس في العاصمة السنغافورية. وبطلها ابنه الذي لا يتجاوز عمره 13 ربيعا. لقد كانت إحدى معلمات ابنه في سنغافورة تفرض عليه وزملائه أن يخصّصوا في كل فصل دراسي دفتراً يقسمونه بأسماء رفاق فصلهم الخمسة عشر. فعنوان كل قسم في الدفتر يسجل باسم رفيق فصل مختلف. وطلبت من طلابها أن يدوّنوا في كل قسم مناقب زملائهم. فعندما يهدي زميل، آخر كعكة أو بسكويتا يكتب في القسم المذيل تحت اسمه أن زميله أهداه ذلك. وسألت المعلمة السنغافورية طلابها أنه في كل مرة يختلفون مع بعضهم يراجعون دفاترهم ويتذكرون إيجابيات زملائهم وحسناتهم. فالحسنات تذهب السيئات. وفعلا كلما اختلف ابن زميلي مع أحد رفاقه هرع إلى دفتره وتذكر أن هذا الرفيق سبق أن أعاره شاحناً لجهازه اللوحي (آيباد)، أو تقاسم معه قطعة شوكولاتة، فيهدأ ويصفح عنه. أسهمت هذه الفكرة اللطيفة في انخفاض خلافات الصغار مع بعضهم. والأجمل من ذلك بقيت ذكرى جميلة ترافقهم طوال حياتهم. فابن زميلي رغم أنه غادر سنغافورة منذ أكثر من عام ما زال يتذكر مدرسته وزملاءه بمحبة. فهو يستخرج دفاتره التي دوّنها عنهم ويستعرضها مع أقاربه وأحبته في مسقط رأسه.
كم أتمنى أن تطبق هذه الفكرة في مدارسنا. فهي مستوحاة من هدي نبينا الكريم الذي أوصانا بحُسن النيّة وعظّم في داخلنا أثر وتأثير الحسنات في دنيانا وآخرتنا.
إن هذه الفكرة ليس مقتصرة على الصغار، فأراها ناجحة ومؤثرة حتى في الكبار. إنني أرجو حقاً أن نسجل ملاحظات في هواتفنا الذكية بأسماء أصدقائنا. نعود إليها كلما أخطأوا في حقنا. نذهب إليها حانقين ونعود مبتسمين. جرّبوها لعلها تقلل من الاحتقان الذي يتربص بحياتنا ويصرع صداقتنا الواحدة تلو الأخرى.💝
فكرة تساهم في نشر الحب 😍😘👍👍👍