دروس وعبر 👇👇👇👇

قبل 10 سنوات

الناس طباع
.
.

وقال الهيثم بن عدي :
خرجتُ في سفر على ناقة
فأمسيتُ عند خيمة أعرابي، فنزلت
فقالت ربة الخباء : من أنت؟
فقلت : ضيف
قالت : وما يصنع الضيف عندنا إن الصحراء لواسعة ؟
ثم قامت إلى بُر فطحنته وعجنته وخبزته، ثم قعدت تأكل
فلم ألبث طويلاً حتى جاء زوجها ومعه لبن
فسلم ثم قال : من الرجل؟
قلت : ضيف
قال : أهلاً وسهلاً حياك الله، وملأ كوباً من لبن وسقاني
ثم قال : ما أراك أكلت شيئاً! وما أراها أطعمتك!
فقلت : لا والله
فدخل عليها غاضباً، وقال : ويلك أكلت وتركت الضيف؟
قالت : وما أصنع به أطعمه طعامي
وزاد بينهما الكلام، فضربها حتى شجها
ثم أخذ شفرة وخرج إلى ناقتي فنحرها، فقلت: ما صنعت عافاك الله؟ فقال: والله لا يبيت ضيفي جائعاً، ثم جمع حطباً، وأجج ناراً وأقبل يشوي ويطعمني، ويأكل ويلقي إليها، ويقول : كلي لا أطعمك الله!
حتى إذا أصبح تركني وذهب
فقعدتُ مغموماً، فلما تعالى النهار، أقبل ومعه بعير ما يسأم الناظر من النظر إليه
وقال : هذا مكان ناقتك ثم زودني من ذلك اللحم ومما حضره
وخرجت من عنده فضمني الليل إلى خيمة أعرابي
فسلمتُ فردّتْ صاحبة الخباء علي السلام
وقالت : من الرجل؟
قلت : ضيف
فقالت : مرحباً بك حياك الله وعافاك
فنزلتْ ثم عمدتْ إلى بر فطحنته وعجنته وخبزته
ثم روت ذلك بالزبد واللبن ووضعته بين يدي، ومعه دجاجة مشوية
وقالت : كل واعذر
فلم ألبث إذ أقبل أعرابي كريه المنظر، فسلم فرددت عليه السلام
فقال : من الرجل؟
قلت : ضيف
قال : وما يصنع الضيف عندنا؟
ثم دخل إلى أهله وقال : أين طعامي؟
قالت : أطعمته للضيف
فقال : أتطعمين طعامي للأضياف؟
ثم تكالما فضربها فشجها
فجعلتُ أضحك
فخرج إلي وقال : ما يضحكك؟
فأخبرته بقصة الرجل والمرأة اللذين نزلت عندهما قبله
فأقبل علي وقال : إن هذه المرأة التي عندي أخت ذلك الرجل
وتلك المرأة التي عنده أختي
.
.

*

الهيثم بن عديّ مؤرخ وعالم بالأدب والأنساب
ترجم له الزركلي في الأعلام
وأثنى عليه بعلمه وصدقه
.
.

الدرس الأول :

البيوت عجائب
قد يكون نصيب المرأة الطيبة زوجاً شريراً
وقد يكون نصيب الرجل الطيب زوجة شريرة
فلا الطيب يقلع عن طيبته
ولا الشرير يقلع عن شره
وتستمر الحياة
المرأة التي بنى الله بيتاً في الجنة
كان زوجها في الأرض يقول : أنا ربكم الأعلى
صعدت الحيوانات السفينة مع نوح ولم تصعد معه زوجته
وآمن أولاد لوط وكفرت امرأته
.
.

الدرس الثاني :

إذا كانوا لا يتأثرون بطيبتك
فلا تتأثر بشرّهم
لا تدع أحداً يُغيّرك للأسوأ
ثق أن الذي لا تعجبهم تصرفاتك النبيلة
يحترموك رغما عنهم ولو أبدوا لك عكس ذلك
إنما هذه الحدة منهم ذلك لأنك بطيبتك تذكرهم دوما بمدى سوئهم
والذين تفعل الشر معهم ولأجلهم قد يرافقوك في دروب الحياة
ولكن ثق أنهم لا يحترموك
.
.

الدرس الثالث :

العشرة الطويلة لا تصنع الصداقات
منذ آلاف السنين والأخشاب ترافق المناشير
والمناجل ترافق السنابل
لم يكن المنشار يوما صديقا للأخشاب
ولم يكن المنجل يوماً رفيقاً للسنابل
وهكذا بعض الذين نعاشرهم مناجل ومناشير
ولكن السنابل بقيت تعطي القمح
والأخشاب استمرت تصبح كراسي وطاولات
إذا أُجبرتَ على عشرتهم ابقَ سنبلة
واصنع الخير لا لأنهم أهله بل لأنك أهله
.
.

الدرس الرابع :

إذا أعطاك أحدهم وردة وقال لكَ ازرعها
ستبحث عن مكان يليق بالورد تزرعها فيه
من الغباء أن تزرع وردة في مزبلة
وبناتكم ورود فانظروا أين تزرعوهن
إياكم أن تبحثوا في الخاطبين عن مال
إن كثيراً من القصور التي تشاهدونها ليست إلا قبوراً
دُفن فيه نساء أحياء وهن يمتن في اليوم ألف مرّة
هذه الوردة التي أعطاك الله إياها شتلة صغيرة
فزرعتها في تربة الاهتمام
وسقيتها في ماء المحبة
لا تُفرّط بها إلا إذا كان طالبها حديقة
.
.

أسعد الله مساءكم بالخير

دروس وعبر 👇👇👇👇
عندك أي منتج؟
عفواً.. لايوجد ردود.
أضف رداً جديداً..