حقيقة المولد للنبي صلى الله عليه وسلم

قبل 7 سنوات

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

يكثر الجدال هذه الأيام في مشروعية المولد وعدم ومشروعيته

في خضم الجدال قد يستطيع كثير ممن يؤيد المولد النبوي أن يخفي غرائب وعجائب تحصل في الإحتفال وهنا أحب أن أسلط الضوء على بعض الأعمال الخطيرة والتي تفوق خطورة في مجرد الإحتفال بهذا اليوم ,,

من الأعمال التي يعملها فئة من المحتفلين :

- دعاء الرسول صلى الله عليه وسلم فمنهم من يدعوه بقوله : ارحمنا يا رسول الله أو مدد يا رسول الله وهذا شرك صريح لا يفرق عن شرك أبو جهل إذ دعى الصالحين ممثلا لهم أصناما أو كمشركي قوم نوح إذ دعوا صالحيهم المتوفين ودا وسواعا ويغوث ويعوق ونصرا ,,

- إدعاء أن الرسول يحظر بذاته أو روحه للاحتفال وهذا بدعة عظيمة وتشبه بالنصارى في الكريسماس ,,
ومن علامات ذلك لمن لا يعرف هو الوقوف فجأة بعد الذكر والنشيد وقولهم : حضرة حضرة ,,

- أخطر منه وهو الشرك الأكبر إدعاء أن حضور النبي صلى الله عليه وسلم وأنه قد غفر خطاياهم في هذا اليوم وقد قال قائلهم :
هذا الحبيب مع الأحباب قد حضرا && و(سامح) الكل فيما قد مضى وجرى .

وهنا حوار للشيخ محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله مع أحد المؤيدين لمولد وكما هو مشهور بأن الشيخ كعبه عالي في الحوارات ومنطقه لا يعلى عليه :
دار الحوار التالي بين الإمام الألباني رحمه الله تعالى وبين أحد الإخوة:

الشيخ الألباني:

الاحتفال بالمولد النبوي الشريف هل هو خير أم شر؟

محاور الشيخ:

خير.

الشيخ الألباني: حسناً، هذا الخير هل كان رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه يجهلونه؟

محاور الشيخ:

لا.

الشيخ الألباني:

أنا لا أقنع منك الآن أن تقول لا بل يجب أن تبادر وتقول: هذا مستحيل أن يخفى هذا الخير إن كان خيراً أو غيره على رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه ونحن لم نعرف الإسلام والإيمان إلا عن طريق محمد صلى الله عليه وسلم؛ فكيف نعرف خيراً هو لم يعرفه! هذا مستحيل.

محاور الشيخ:

إقامة المولد النبوي هو إحياء لذكره صلى الله عليه وسلم وفي ذلك تكريم له.

الشيخ الألباني:

هذه فلسفة نحن نعرفها، نسمعها من كثير من الناس وقرأناها في كتبهم؛ لكن الرسول صلى الله عليه وسلم حينما دعا الناس هل دعاهم إلى الإسلام كله أم دعاهم إلى التوحيد؟

محاور الشيخ:

التوحيد.

الشيخ الألباني:

أول ما دعاهم للتوحيد، بعد ذلك فُرضت الصلوات، بعد ذلك فُرض الصيام، بعد ذل فُرض الحج، وهكذا؛ ولذلك امشِ أنت على هذه السنة الشرعية خطوة خطوة.

نحن الآن اتفقنا أنه من المستحيل أن يكون عندنا خيرٌ ولا يعرفه رسول الله صلى الله عليه وسلم.

فالخير كله عرفناه من طريق رسول الله صلى الله عليه وسلم وهذه لا يختلف فيها اثنان ولا ينتطح فيها كبشان، وأنا أعتقد أن من شك في هذا فليس مسلمًا.

ومن أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم التي تؤيد هذا الكلام:

1. قوله صلى الله عليه وسلم:((ما تركتُ شيئاً يقربكم إلى الله إلا وأمرتكم به)).

فإذا كان المولد خيراً وكان مما يقربنا إلى الله زُلفى فينبغي أن يكون رسول الله صلى الله عليه وسلم قد دلنا عليه.

صحيح أم لا؟ أنا لا أريد منك أن توافق دون أن تقتنع بكل حرف مما أقوله، ولك كامل الحرية في أن تقول: أرجوك، هذه النقطة ما اقتنعت بها.

فهل توقفت في شيء مما قلتهُ حتى الآن أم أنت ماشٍ معي تماماً؟

محاور الشيخ:

معك تماماً.

الشيخ الألباني:

جزاك الله خيراً.

إذاً((ما تركت شيئاً يقربكم إلى الله إلا وأمرتكم به))

نحن نقول لجميع من يقول بجواز إقامة هذا المولد:

هذا المولد خيرٌ – في زعمكم -؛ فإما أن يكون رسول الله صلى الله عليه وسلم قد دلنا عليه وإما أن يكون لم يدلنا عليه.

فإن قالوا: قد دلنا عليه.

قلنا لهم:(هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ). ولن يستطيعوا إلى ذلك سبيلاً أبداً.

ونحن قرأنا كتابات العلوي [1] وغير العلوي في هذا الصدد وهم لا يستدلون بدليل سوى أن هذه بدعة حسنة!! بدعة حسنة!!

فالجميع سواء المحتفلون بالمولد أو الذين ينكرون هذا الاحتفال متفقون على أن هذا المولد لم يكن في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم ولا في عهد الصحابة الكرام ولا في عهد الأئمة الأعلام.

لكن المجيزون لهذا الاحتفال بالمولد يقولون: وماذا في المولد؟ إنه ذكر لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وصلاة عليه ونحو ذلك.

ونحن نقول: لو كان خيراً لسبقونا إليه.

أنت تعرف حديث الرسول صلى الله عليه وسلم:((خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم)) وهو في الصحيحين. وقرنه صلى الله عليه وسلم هو الذي عاش فيه وأصحابه، ثم الذين يلونهم التابعون، ثم الذين يلونهم أتباع التابعين. وهذه أيضاً لا خلاف فيها.

فهل تتصور أن يكون هناك خير نحن نسبقهم إليه علماً وعملاً؟ هل يمكن هذا؟

محاور الشيخ:

من ناحية العلم لو أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لمن كان معه في زمانه إن الأرض تدور.

الشيخ الألباني:

عفواً، أرجو عدم الحيدة، فأنا سألتك عن شيئين علم وعمل، والواقع أن حيدتك هذه أفادتني، فأنا أعني بطبيعة الحال بالعلم العلم الشرعي لا الطب مثلاً؛ فأنا أقول إن الدكتور هنا أعلم من ابن سينا زمانه لأنه جاء بعد قرون طويلة وتجارب عديدة وعديدة جداً لكن هذا لا يزكيه عند الله ولا يقدمه على القرون المشهود لها؛ لكن يزكيه في العلم الذي يعلمه، ونحن نتكلم في العلم الشرعي بارك الله فيك. فيجب أن تنتبه لهذا؛ فعندما أقول لك: هل تعتقد أننا يمكن أن نكون أعلم؛ فإنما نعني بها العلم الشرعي لا العلم التجربي كالجغرافيا والفلك والكيمياء والفيزياء. وافترض مثلاُ في هذا الزمان إنسان كافر بالله ورسوله صلى الله عليه وسلم لكن هو أعلم الناس بعلم من هذه العلوم هل يقربه ذلك إلى الله زُلفى؟

محاور الشيخ:

لا.

الشيخ الألباني:

إذاً نحن لا نتكلم الآن في مجال ذلك العلم بل نتكلم في العلم الذي نريد أن نتقرب به إلى الله تبارك وتعالى، وكنا قبل قليل نتكلم في الاحتفال بالمولد؛ فيعود السؤال الآن وأرجو أن أحضى بالجواب بوضوح بدون حيدة ثانية.

فأقول هل تعتقد بما أوتيت من عقل وفهم أنه يمكننا ونحن في آخر الزمان أن نكون أعلم من الصحابة والتابعين والأئمة المجتهدين في العلم الشرعي وأن نكون أسرع إلى العمل بالخير والتقرب إلى الله من هؤلاء السلف الصالح؟

محاور الشيخ:

هل تقصد بالعلم الشرعي تفسير القرآن؟

الشيخ الألباني:

هم أعلم منا بتفسير القرآن، وهم أعلم منا بتفسير حديث الرسول صلى الله عليه وسلم، هم في النهاية أعلم منا بشريعة الإسلام.

محاور الشيخ:

بالنسبة لتفسير القرآن ربما الآن أكثر من زمان الرسول صلى الله عليه وسلم؛ فمثلاً الآية القرآنية((وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ إِنَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَفْعَلُونَ))(النمل:88) فلو أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لأحد في زمانه إن الأرض تدور هل كان سيصدقه أحد؟! ما كان صدقه أحد.

الشيخ الألباني:

إذاً أنت تريدنا – ولا مؤاخذة – أن نسجل عليك حيدةً ثانية. يا أخي أنا أسأل عن الكل لا عن الجزء، نحن نسأل سؤالاً عاماً:

الإسلام ككل من هو أعلم به؟

محاور الشيخ:

طبعاُ رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحابته.

الشيخ الألباني:

هذا الذي نريده منك بارك الله فيك.

ثم التفسير الذي أنت تدندن حوله ليس له علاقة بالعمل، له علاقة بالفكر والفهم. ثم قد تكلمنا معك حول الآية السابقة وأثبتنا لك أن الذين ينقلون الآية للاستدلال بها على أن الأرض تدور مخطئون لأن الآية تتعلق بيوم القيامة ((يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ وَالسَّمَاوَاتُ وَبَرَزُوا لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ). لسنا على كل حال في هذا الصدد.

وأنا أسلِّم معك جدلاً أنه قد يكون رجلاً من المتأخرين يعلم حقيقة علمية أو كونية أكثر من صحابي أو تابعي الخ؛ لكن هذا لا علاقة له بالعمل الصالح؛ فاليوم مثلاً العلوم الفلكية ونحوها الكفار أعلم منا فيها لكن ما الذي يستفيدونه من ذلك؟ لا شيء. فنحن الآن لا نريد أن نخوض في هذا اللا شيء، نريد أن نتكلم في كل شيء يقربنا إلى الله زلفى؛ فنحن الآن نريد أن نتكلم في المولد النبوي الشريف.

وقد اتفقنا أنه لو كان خيراً لكان سلفنا الصالح وعلى رأسهم رسول الله صلى الله عليه وسلم أعلم به منا وأسرع إلى العمل به منا؛ فهل في هذا شك؟

محاور الشيخ:

لا، لا شك فيه.

الشيخ الألباني:

فلا تحد عن هذا إلى أمور من العلم التجريبي لا علاقة لها بالتقرب إلى الله تعالى بعمل صالح.

الآن، هذا المولد ما كان في زمان النبي صلى الله عليه وسلم - باتفاق الكل – إذاً هذا الخير ما كان في زمن الرسول صلى الله عليه وسلم والصحابة والتابعين والأئمة المجتهدين،

كيف خفي هذا الخير عليهم؟!

لابد أن نقول أحد شيئين:

علموا هذا الخير كما علمناه – وهم أعلم منا –، أو لم يعلموه؛ فكيف علمناه نحن؟!؛ فإن قلنا: علموه؛ - وهذا هو القول الأقرب والأفضل بالنسبة للقائلين بمشروعية الاحتفال بالمولد - فلماذا لم يعملوا به؟! هل نحن أقرب إلى الله زلفى؟! –

لماذا لم يُخطيء واحدٌ منهم مرة صحابي أو تابعي أو عالم منهم أو عابد منهم فيعمل بهذا الخير؟!

هل يدخل في عقلك أن هذا الخير لا يعمل به أحدٌ أبداً؟! وهم بالملايين، وهم أعلم منا وأصلح منا وأقرب إلى الله زُلفى؟!

أنت تعرف قول الرسول صلى الله عليه وسلم _ فيما أظن _:

((لا تسبوا أصحابي؛ فوالذي نفس محمد بيده لو أنفق أحدكم مثل جبل أُحدٍ ذهباً ما بلغ مُدَّ أحدهم ولا نَصيفَهُ)).

أرأيت مدى الفرق بيننا وبينهم؟!

لأنهم جاهدوا في سبيل الله تعالى، ومع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتلقوا العلم منه غضاً طرياً بدون هذه الوسائط الكثيرة التي بيننا وبينه صلى الله عليه وسلم، كما أشار صلى الله عليه وسلم إلى مثل هذا المعنى في الحديث الصحيح: ((من أحب أن يقرأ القرآن غضاً طرياً فليقرأهُ على قراءة ابن أم عبد)) يعني عبد الله بن مسعود.

" غضاً طرياً " يعنى طازج، جديد.

هؤلاء السلف الصالح وعلى رأسهم الصحابة رضي الله عنهم لا يمكننا أن نتصور أنهم جهلوا خيراً يُقربهم إلى الله زلفى وعرفناه نحن وإذا قلنا إنهم عرفوا كما عرفنا؛ فإننا لا نستطيع أن نتصور أبداً أنهم أهملوا هذا الخير.

لعلها وضحت لك هذه النقطة التي أُدندنُ حولها إن شاء الله؟

محاور الشيخ:

الحمد لله.

الشيخ الألباني:

جزاك الله خيراً.

هناك شيء آخر، هناك آيات وأحاديث كثيرة تبين أن الإسلام قد كَمُلَ _ وأظن هذه حقيقة أنت متنبه لها ومؤمن بها ولا فرق بين عالم وطالب علم وعامِّي في معرفة هذه الحقيقة وهي: أن الإسلام كَمُلَ، وأنه ليس كدين اليهود والنصارى في كل يوم في تغيير وتبديل.

وأذكرك بمثل قول الله تعالى:((الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْأِسْلامَ دِيناً))

الآن يأتي سؤال: وهي طريقة أخرى لبيان أن الاحتفال بالمولد ليس خيراً غير الطريقة السابقة وهي أنه لو كان خيراً لسبقونا إليه وهم – أي السلف الصالح – أعلم منا وأعبد.

هذا المولد النبوي إن كان خيراً فهو من الإسلام؛ فنقول: هل نحن جميعاً من منكرين لإقامة المولد ومقرِّين له هل نحن متفقون - كالاتفاق السابق أن هذا المولد ما كان في زمان الرسول صلى الله عليه وسلم – هل نحن متفقون الآن على أن هذا المولد إن كان خيراً فهو من الإسلام وإن لم يكن خيراً فليس من الإسلام؟

ويوم أُنزلت هذه الآية:((الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ)) لم يكن هناك احتفال بالمولد النبوي؛ فهل يكون ديناً فيما ترى؟

أرجو أن تكون معي صريحاً، ولا تظن أني من المشائخ الذين يُسكِّتون الطلاب، بل عامة الناس: اسكت أنت ما تعلم أنت ما تعرف، لا خذ حريتك تماماً كأنما تتكلم مع إنسان مثلك ودونك سناً وعلماً. إذا لم تقتنع قل: لم أقتنع.

فالآن إذا كان المولد من الخير فهو من الإسلام وإذا لم يكن من الخير فليس من الإسلام وإذا اتفقنا أن هذا الاحتفال بالمولد لم يكن حين أُنزلت الآية ا

حقيقة المولد للنبي صلى الله عليه وسلم
عندك أي منتج؟
الكل: 20

تكملة :
وأوكد هذا الذي أقوله بأحرف عن إمام دار الهجرة مالك بن أنس: قال:

" من ابتدع في الإسلام بدعة – لاحظ يقول بدعة واحدة وليس بدعاً كثيرة – يراها حسنة فقد زعم أن محمداً صلى الله عليه وسلم خان الرسالة ".

وهذا شيء خطير جدًا، ما الدليل يا إمام؟

قال الإمام مالك: اقرؤا إن شئتم قول الله تعالى:

((الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإسْلامَ دِيناً))

فما لم يكن يومئذٍ ديناً لا يكون اليوم ديناً. انتهى كلامه.

متى قال الإمام مالك هذا الكلام؟ في القرن الثاني من الهجرة، أحد القرون المشهود لها بالخيرية!

فما بالك بالقرن الرابع عشر؟!

هذا كلامٌ يُكتب بماء الذهب؛ لكننا غافلون عن كتاب الله تعالى، وعن حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعن أقوال الأئمة الذين نزعم نحن أننا نقتدي بهم وهيهات هيهات، بيننا وبينهم في القدوة بُعد المشرقين.

هذا إمام دار الهجرة يقول بلسانٍ عربيٍ مبين: "فما لم يكن يومئذٍ ديناً؛ فلا يكون اليوم ديناً".

اليوم الاحتفال بالمولد النبوي دين، ولولا ذلك ما قامت هذه الخصومة بين علماء يتمسكون بالسنة وعلماء يدافعون عن البدعة.

كيف يكون هذا من الدين ولم يكن في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم ولا في عهد الصحابة ولا في عهد التابعين ولا في عهد أتباع التابعين؟!

الإمام مالك من أتباع التابعين، وهو من الذين يشملهم حديث:

((خير القرون قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم)).

يقول الإمام مالك: " ما لم يكن حينئذٍ ديناً لا يكون اليوم ديناً، ولا يَصلُح آخر هذه الأمة إلا بما صَلُح به أولها ".

بماذا صلح أولها؟ بإحداث أمور في الدين والُتقرب إلى الله تعالى بأشياء ما تقرب بها رسول الله صلى الله عليه وسلم؟!

والرسول صلى الله عليه وسلم هو القائل:

((ما تركتُ شيئاً يُقربكم إلى الله إلا وأمرتكم به)).

لماذا لم يأمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نحتفل بمولده؟! هذا سؤال وله جواب:

هناك احتفال بالمولد النبوي مشروع ضد هذا الاحتفال غير المشروع, هذا الاحتفال المشروع كان موجوداً في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم بعكس غير المشروع،مع بَون شاسع بين الاحتفالين:

أول ذلك: أن الاحتفال المشروع عبادة متفق عليها بين المسلمين جميعاً.

ثانياً: أن الاحتفال المشروع يتكرر في كل أسبوع مرة واحتفالهم غير المشروع في السنة مرة.

هاتان فارقتان بين الاحتفالين: أن الأول عبادة ويتكرر في كل أسبوع بعكس الثاني غير المشروع فلا هو عبادة ولا يتكرر في كل أسبوع.

وأنا لا أقول كلاماً هكذا ما أنزل الله به من سلطان، وإنما أنقل لكم حديثاً من صحيح مسلم رحمه الله تعالى عن أبي قتادة الأنصاري قال:

جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال:

يا رسول الله: ما تقول في صوم يوم الاثنين؟

قال:((ذاك يومٌ وُلِدتُ فيه، وأُنزل القرآن عليَّ فيه.))

ما معنى هذا الكلام؟

كأنه يقول: كيف تسألني فيه والله قد أخرجني إلى الحياة فيه، وأنزل عليَّ الوحي فيه؟!

أي ينبغي أن تصوموا يوم الاثنين شكراً لله تعالى على خلقه لي فيه وإنزاله الوحي عليَّ فيهِ.

وهذا على وزان صوم اليهود يوم عاشوراء، ولعلكم تعلمون أن صوم عاشوراء قبل فرض صيام شهر رمضان كان هو المفروض على المسلمين.

وجاء في بعض الأحاديث أن النبي صلى الله عليه وسلم لما هاجر إلى المدينة وجد اليهود يصومون يوم عاشوراء؛ فسألهم عن ذلك؛ فقالوا هذا يوم نجى الله فيه موسى وقومه من فرعون وجنده فصمناه شكراً لله؛ فقال صلى الله عليه وسلم:((نحن أحق بموسى منكم)) فصامه وأمر بصومه فصار فرضاً إلى أن نزل قوله تعالى:

((شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدىً لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْه)). فصار صوم عاشوراء سنة ونسخ الوجوب فيه.

الشاهد من هذا أن الرسول صلى الله عليه وسلم شارك اليهود في صوم عاشوراء شكراً لله تعالى أن نجى موسى من فرعون؛ فنحن أيضاً فَتَح لنا باب الشكر بصيام يوم الاثنين لأنه اليوم الذي وُلد فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم واليوم الذي أُوحي إليه فيه.

الآن أنا أسألك: هؤلاء الذين يحتفلون بالمولد الذي عرفنا أنه ليس إلى الخير بسبيل أعرف أن كثيراً منهم يصومون يوم الاثنين كما يصومون يوم الخميس؛ لكن تُرى أكثر المسلمين يصومون يوم الاثنين؟

لا، لا يصومون يوم الاثنين، لكن أكثر المسلمين يحتفلون بالمولد النبوي في كل عام مرة! أليس هذا قلباً للحقائق؟!

هؤلاء يصدق عليهم قول الله تعالى لليهود:

((أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَى بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ))

هذا هو الخير: صيام متفق عليه بين المسلمين جميعاً وهو صيام الاثنين ومع ذلك فجمهور المسلمين لا يصومونه!!

نأتي لمن يصومه وهم قلة قليلة: هل يعلمون السر في صيامه؟ لا, لا يعلمون.

فأين العلماء الذين يدافعون عن المولد لماذا لا يبينون للناس أن صيام الاثنين هو احتفال مشروع بالمولد ويحثونهم عليه بدلاً من الدفاع عن الاحتفال الذي لم يُشرع؟!!

وصدق الله تعالى: ((أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَى بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ))

وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قال:

((للتتبعنَّ سَنن من قبلكم شبراً بشبر وذراعاً بذراع حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه))

وفي رواية أخرى خطيرة:((حتى لو كان فيهم من يأتي أمه على قارعة الطريق لكان فيكم من يفعل ذلك)).

فنحن اتبعنا سنن اليهود؛ فاستبدلنا الذي هو أدنى بالذي هو خير، كاستبدالنا المولد النبوي الذي هو كل سنة وهو لا أصل له بالذي هو خير وهو الاحتفال في كل يوم اثنين وهو احتفال مشروع بأن تصومه مع ملاحظة السر في ذلك وهو أنك تصومه شكراً لله تعالى على أن خلق رسول الله صلى الله عليه وسلم فيه، وأنزل الوحي فيه.

وأختم كلامي بذكر قوله صلى الله عليه وسلم:

((أبى الله أن يقبل توبة مبتدع)).

يتبع ====)

تكملة أخيرة :
والله تعالى يقول: ((يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ))

وقد جاء في صحيح مسلم أن أحد التابعين جاء إلى السيدة عائشة

محاور الشيخ:

قراءة سيرة النبي صلى الله عليه وسلم أليس تكريماً له؟

الشيخ الألباني:

نعم

محاور الشيخ:

فيه ثواب هذا الخير من الله؟

الشيخ الألباني:

كل الخير. ما تستفيد شيئاً من هذا السؤال؛ ولذلك أقاطعك بسؤال: هل أحد يمنعك من قراءة سيرته؟

أنا أسألك الآن سؤالاً: إذا كان هناك عبادة مشروعة، لكن الرسول صلى الله عليه وسلم ما وضع لها زمناً معيناً، ولا جعل لها كيفية معينة؛ فهل يجوز لنا أن نحدد لها من عندنا زمناً معيناً، أو كيفية معينة؟ هل عندك جواب؟

محاور الشيخ:

لا، لا جواب عندي.

الشيخ الألباني:

قال الله تعالى:((أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ))

وكذلك يقول الله تعالى:

((اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَاباً مِنْ دُونِ اللَّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا إِلَهاً وَاحِداً لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ)) التوبة:31

((لما سمع عدي بن حاتم رضي الله عنه هذه الآية – وقد كان قبل إسلامه نصرانياً – أشكلت عليه فقال: إنا لسنا نعبدهم قال:(أليس يحرمون ما أحل الله فتحرمونه ويحلّون ما حرم الله، فتحلونه؟)، فقال: بلى. قال:(فتلك عبادتهم))).

وهذا يبيِّن خطورة الابتداع في دين الله تعالى.

=======

(*) مفرغ مع بعض الاختصار من أحد أشرطة سلسلة الهدى والنور للشيخ الألباني رحمه الله تعالى. رقم الشريط 94/1

والشريط موجود على الشبكة العنكبوتية في موقع طريق الإسلام

[1] المراد هو: محمد بن علوي المالكي. أحد القائلين بمشروعية الموالد.

جزى الله خير الشيخ وأكسبه الدرجات العلى من الجنة وبارك فيمن ينشر الحق ومنهم مفرغ الشريط كثر الله من أمثاله ,,,

عضو قديم رقم 187796
قبل 13 سنة وشهرين
3

جزاك الله خيرا

وجزاك خيرا يا أخي

عضو قديم رقم 233765
قبل 13 سنة وشهرين
5

كلام بلمليّان يا شيخ أنور
لا حركم الله أجر نقلكـ للموضوع..
وبعد إذنك تم نقله في عدد من المنتديات ...


أسأل الله العظيم أن يجعلنا ممن يسيرون على الطريق المستقيم اللهم آمين

أسأل الله العظيم أن يجعلنا ممن يسيرون على الطريق المستقيم اللهم آمين

أسأل الله العظيم أن يجعلنا ممن يسيرون على الطريق المستقيم اللهم آمين

_________________
تقبل مروري
أخوك ابو الخطاب

الله يبارك فيك

أسعدني مرورك ونقلك للموضوع

عسى أن يكتب لنا جميعا الأجر عند الله العزيز الرحيم

الله يجزاك خير ولايحرمك الاجر

بارك الله فيك أخ كتلوج وجزاك خيرا

اللهم صل وسلم على محمد

عضو قديم رقم 171174
قبل 13 سنة وشهرين
10

اللهـــم يــامقلــب القلــوب ثبــت قلــوبنــا علــى دينـــك ..

جــزاك الله خيــر أخي أنــور .. وأســـأل الله أن ينيــر حيــاتــك بالتوفيق والهــداية وإيــانا

آمين

جزاك الله خيرا

عضو قديم رقم 265084
قبل 13 سنة وشهرين
12

جزاك الله الجنه
بالتوفيق

الله يجزاك الجنة ورؤية الله عز وجل

عضو قديم رقم 205953
قبل 13 سنة وشهرين
14

جزاك الله كل خير على التوضيح ...

الله يجزيك خيرا

وأحب أضيف أمر مهم

لا تصدقوا بأن بعضهم يحتفل بقراءة السيرة فقط

أنا أعرف منهم من يفعل ذلك

وعند مناقشته في أعمال الصوفية الآخرين من شرك وغيرها تجده لا يخطؤهم

بل نفس الاعتقادات في كل مايخطر ببالك

وإن تبرأ من الاعتقادات الشركية تجده يعظم من يقولها ولا يستطيع أن يجرمهم بشيء ,,

اللهم صل وسلم على محمد وعلى آل محمد وأصحابه ومن اهتدى بهداه

موضوع ذو صلة وفيه توضيح
التصوف قرين التشيع فاحذروهم
http://www.mstaml.com/forum/fr.php?i=159393

اللهم صل وسلم على عبدك ورسولك محمد

سبحان الله وبحمده

اعلم أخي في الله

أن عندنا نصوصا محكمة ونصوصا متشابهة

فمن أراد الزيغ والضلال اتبع ما تشابه

ومن أراد الحق المبين فهو أوضح من شمس في رابعة النهار

فعليك بالنصوص التي تنهى عن البدع والمحدثات ولا تتبع أهواء قوم قد ضلوا وأضلوا كثيرا

واعلم

أنك قد تصلي وتقرأ القران الكريم فتكافأ بنور من نور الله

وقد تتصدق وتبر والداك فتكافأ بنور من نور الله سبحانه

ومثلك يهودي ونصراني وأي انسان آخر

لا يبخسكم الله خيرا فعلتموه

ولكن

يوم القيامة يحبط الله عمل كل مشرك به

فلا تجعل حسناتك وما تراه من خير صادا لك عن طلب الحق والتمسك بطريق السلف الصالح

قد تقرأ المعوذات فتعاذ

قد ترى رؤيا صادقة فتنتفع بها كما انتفع بهذا ملك مصر وهو على الكفر والخمر والعهر في سبع بقرات رآها

ولكن

هل كل خير تراه دلالة على أنك على الحق

لا

بل هو داع لك أن تطلب الحق مستزيدا وتتجرد لله سبحانه من كل هوى وتبعية للآباء والسادة والشيوخ

فاستمسك بمبدأ أنك متبع للحق ودائر معه حيث دار بك

والله الموفق

اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ، وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ، وَعَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ، إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ، وَبَارِكْ عَلَى مُحَمَّدٍ، وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كَمَا بَارَكْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ، وَعَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ، فِي الْعَالَمِينَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ ([1]).

المفردات:

الصلاة :أصل الصلاة الدعاء, و التبرك و التمجيد, يقال صليت عليه, أي : دعوت له و زكيت, ومنه قوله تعالى : ]وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلَاتَكَ سَكَنٌ لَهُمْ[ ([2])،([3]).

أخبر ربنا تبارك وتعالى أنه هو, وملائكته يصلون على النبي صلى الله عليه وسلم قال جلّ شأنه: "إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيّ"(4]).

فدلّت هذه الآية الكريمة

على علوّ منزلة، ورفعة درجته صلى الله عليه وسلم وذلك بأن الرب عز وجل يُصلّي عليه, وملائكته الذين لا يُحصي عددَهم إلا الربُّ سبحانه وتعالى .

وقد اختلف أهل العلم على معنى الصلاة من اللَّه تعالى، بعد إجماعهم بأن أصل الصلاة في اللغة كما سبق هي الدعاء, وشواهد ذلك كثيرة، فأصح ما قيل في معنى صلاة اللَّه تعالى، ما ذكره البخاري رحمه اللَّه تعالى في صحيحه عن كبير التابعين, أبي العالية رحمه اللَّه تعالى أنه قال: ((صلاة اللَّه على رسوله ثناؤه عليه عند الملأ الأعلى))([5]).

وذكر العلامة ابن القيم رحمه اللَّه: ((أن صلاة اللَّه تبارك وتعالى على عبده نوعان: عامة، وخاصة, أما العامة: فهي صلاته على عباده المؤمنين, قال تعالى: "هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلَائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّور" ([6]).

ومنه دعاء النبي صلى الله عليه وسلم بالصلاة على آحاد المؤمنين, كقوله: ((اللَّهم صل على آل أبي أوفى))([7]).

النوع الثاني: صلاته الخاصة على أنبيائه ورسله, خصوصاً على خاتمهم، وخيرهم محمد صلى الله عليه وسلم ([8]).

وقد أمر نبينا صلى الله عليه وسلم بعد أمر اللَّه تعالى لنا أن نصلي عليه, وأن نجتهد في الإكثار منها, قال صلى الله عليه وسلم : ((صلوا عليَّ، واجتهدوا في الدعاء، وقولوا: اللَّهم صلِّ على محمد و على آل محمد))([9]).

فهذا الأمر من الشارع الحكيم بالصلاة عليه فيه أولاً: ((اقتداء باللَّه تعالى و ملائكته)).

وثانياً: ((جزاءً له بعض حقوقه علينا)).

وثالثاً: ((تكميلاً لإيماننا))([10]).

وقد بشر صلى الله عليه وسلم :" أنَّ من صلَّى عليه, نال الأجر المضاعف من خيري الدنيا و الآخرة, فقال :"من صلى عليَّ صلاة واحدة, صلى اللَّه عليه بها عشراً " ([11]).

وفي رواية: ((من صلى عليَّ من أمتي صلاةً مخلصاً من قلبه، صلى اللَّه عليه بها عشر صلوات, ورفعه بها عشر درجات, وكتب له بها عشر حسنات, ومحا عنه عشر سيئات))([12]).

و أخبر صلى الله عليه وسلم أن أولى الناس به يوم القيامة, و أقربهم منه أكثرهم عليه صلاة عن إيمان, و عن محبة له و اتباع لشريعته)) ([13]) : (( إنَّ أولى الناس بي يوم القيامة أكثرهم عليَّ صلاة ))([14]).

و قوله تعالى "وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا"([15]): ((أي ادعوا اللَّه أن يسلمه تسليماً تاماً, أي اسألوا اللَّه له السلامة من كل آفة في حياته, ومن كل بلاء في حشره عليه الصلاة والسلام؛ ((وَكَلَامُ الرُّسُلِ يَوْمَئِذٍ اللَّهُمَّ سَلِّمْ سَلِّمْ))([16])، فقول المسلم: اللَّهم صل على محمد، يعني سلّمه من الآفات الجسدية حياً وميتاً، وكذلك يتضمّن الدعاء بالسلامة لدينه وشريعته أن يسلمها اللَّه تعالى من الأعداء، فلا يسطو عليها بتحريف أو تغيير، إلا سلَّط اللَّه عليه من يُبَيِّن ذلك, وهذا هو الواقع وللَّه الحمد والمنة))([17]).

((فصلاة العبد على الرسول هي ثناء على الرسول, وإرادة من اللَّه أن يُعليَ ذكره، ويزيده تعظيماً وتشريفاً, والجزاء من جنس العمل, فمن أثنى على رسوله جزاه اللَّه من جنس عمله بأن يثني عليه، ويزيد تشريفه وتكريمه))([18]).

و قوله صلى الله عليه وسلم ((وعلى آل محمد)): فالصحيح أن معنى الآل:

1- من تحرم عليهم الصدقة.

2- أنهم ذريته وأزواجه خاصة([19]).

و قوله: ((وبارك على محمد)) البركة هي:

1- الثبوت واللزوم, ومنه قول: برك البعير يبرك بروكاً.

2- النماء والزيادة([20]).

((والتبريك: الدعاء بذلك، فهذا الدعاء يتضمّن إعطاء من الخير ما أعطاه لآل إبراهيم, وإدامته وثبوته له, ومضاعفته له وزيادته, هذا حقيقة البركة))([21]).

وقوله: ((إنك حميد مجيد)): ختم الدعاء بأحسن الختام, باسمين من أسماء اللَّه تبارك وتعالى الحسنى, وأكده بـ((إنَّ)) زيادة في التأكيد و((الحميد)): صيغة مبالغة على وزن (فعيل), والحمد نقيض الذم, وهو أعمُّ وأصدق في الثناء على المحمود من المدح والشكر([22])، فاللَّه تبارك وتعالى هو المحمود في ذاته, وأسمائه, وصفاته, وأفعاله, فله من الأسماء أحسنها، ومن الصفات أكملها, ومن الأفعال أتمَّها وأحسنها, فإنها دائرة بين الفضل والحكمة والعدل([23]).

و((المجيد)): من صيغ المبالغة على وزن ((فعيل)): وأصل المجد: السعة, والكثرة, يقال: رجل ماجدٌ إذا كان سخياً، واسع العطاء، ويدلّ كذلك على الشرف, والرفعة, وعظم القدر, والشأن, والجلال([24]).

وفي اقتران هذين الاسمين الكريمين يدل على معنى زائد في الكمال: ((لأن الواحد قد يكون منيعاً غير محمود، كاللص المتحصن وقد يكون محموداً غير منيع, أما المجيد, فهو من جمع بينهما, وكان منيعاً لا يرام، وكان في منعته حميد الخصال, جميل الأفعال))([25])، فاستحق تعالى الحمد على مجده, لكماله، وسعة جلالة صفاته التي لا منتهى لها من الكمال والمجد.

أضف رداً جديداً..