حرية الفكر هي اهم من حرية العمل و يحزننا ان نرى شعبنا العربي يتجاوب و بسخاء لابسط اشكال التهديد الوهمي بوضعه " لايك" او " تعليق" على صور أمره ناشروها بأن يعجب بها و الا!!! و من هذه الصور الكثير و سنحاول تبسيط النواحي النفسية لبعضها:
1- عيب تشوف هاي الصورة و ما تحط لايك : الناشر يحرجك لكي تعجب بصورة قد لا تعني لك شيئا على الاطلاق او انها قد تعني لك الكثير و لكن يدك تحركت لتعجب بها رغما عنك لأن الناشر احرجك!
2- اللي يحب الله يحط لايك: كلنا نحب الله و برهاننا على هذا عملنا الصالح لا كبسة زر ارغمنا على فعلها خوفنا من عقاب الله او من ان يفهم الناس من تجاهلنا لأمر الناشر بأننا لا نُحب!
3- الله يدمر جهازك, يحرق بيتك, يفرمت هاردك, يكسر ايدك, يمسخك, ياخذك عالنار, اذا ما حطيت لايك!! بصراحة عندما نرى حجم الاستجابة لهذا التهديد الواضح الذي يهين الدين و العقل و الاخلاق (عدا انه يخالف قوانين النشر في الفيسبوك) نشعر بمدى الخوف المزروع في نفوسنا من افكار وهمية لا تنجح الا في جعل شعبنا يعاني من ازمات نفسية تحرمه من الابداع و العمل الخلاق الذي يرفعه الى اعلى المستويات و هل من المعقول ان يغضب الله سبحانه عليك و يفعل بك ما دعاه الداعي لأنك لم تضغط "لايك" ؟ حاشى لله
و طبعا هناك الكثير من الامثلة التي تجتاح الفيسبوك و تعلم نفوسنا الخضوع خوفا دون نقاش او تفكير و نتمنى ممن قرأ منشورنا هذا بأن يحاول أن يفكر و لو للحظة ما اذا كان يضع بصمته على الصور المنشورة اعجابا ام خضوعا و خوفا و استكانة.
و قد يُجادل المجادل بقوله و ما الضرر في كبسة زر على صورة امرأة مسلمة او صورة فاكهة أو صورة شهيد؟ و اجيبه بأن لا ضرر في هذا ما دمت تفعله احتراماا و اعجابا لا خوفا و تقليدا! فأنت حرٌّ باحترامك و اعجابك و عبدٌ بخوفك و تقليدك الاعمى!
د. ثائر الحسين