جيل الطيبين لن يتكرر ابداً ☝️🙌

قبل 8 سنوات

تستيقظ من نومك .. لا تجد جوالك بجانبك .. وتنظر الى حائط غرفتك و اذا بالمكيف من طراز قديم .. وتنظر الى وسادتك وإذ بها قد تغيرت .. وسادة بيضاء مطرزة على شكل طائر و كتابة صباح الخير ... تفتح باب حجرتك و عليها مفتاح قد ربط بتطريز احمر من صنع والدتك .. ثم تخرج الى الصالة واذا بكل شيء أصبح من الطراز القديم ..

الساعة الثانية ظهرا كما يظهر على ساعة الحائط .. تجد والدتك في الصالة .. تضع اللحم المفروم في داخل رقاق السمبوسه و بجانبها صحن (توت) بلونه الرمادي .. و فرامة يدوية فيها بقايا بصل ..

تنظر في زوايا الصالة واذا بالتلفاز أمامك من نوع اخر .. مغلق في دولاب وإذا فتحت بابه يعمل .. وإذا بالقناة الأولى تبث حلقة من مسلسل الأطفال ( بابا فرحان ) .. ثم يقطع المسلسل بموجز لنشرة الأخبار ... لا أخبار قتل ولا تدمير ... اليمن بخير و سوريا جنة الشام و الزينة تظهر في كل شوارع مصر .. ويتحدث المذيع عن طرق استقبال شهر رمضان في مختلف البلدان ..

في الغرفة المجاورة تجد كل إخوتك مع بعضهم البعض .. يطلب كل واحد منهم الآخر الصحيفة التي في يده .. فهم يتناوبون على قراءتها .. و والدك في حجرته يقرأ القرآن بصوت مسموع..

لا هواتف نقالة تشغلهم.. لا إنترنت يفرقهم .. ثم يتفرق الجمع مع صلاة العصر ..
البنات في المطبخ .. الصغرى تضع (ريح الموز) في قدر (التطلي) .. و الأخرى ترص أواني (الجلي)
و السمين من الشباب هو المسؤول عن ( التوت والتانج) .. و آخر ينادي من الصالة ( لا تضعوا مكسرات على الكنافة) ..
وأكبر الأخوة ينزل السوق كي يشتري (الكعك و الفول والسوبيا) ..
ثم يدخل والدك .. و يتفقد (قمر الدين ) ويقول لأمك : قمر الدين هو أفضل من هذه المشروبات الصبغة .. فينظر لأبنائه ويقول وهو يبتسم : محرومين من الأكل الطيب .

على الإفطار .. الجميع يستمع إلى الدعاء و يشاهد جموع الناس وهي تدعو في الحرم المكي .. فلا يوجد لدى كل الأسر سوى هذه القناة ..
ثم ترتسم الابتسامة على شفاه الجميع حينما يعلن المذيع : يرفع الآن أذان صلاة المغرب من المسجد الحرام بصوت المؤذن ......

الكل يفطر إلا أنت وأختك الصغرى فلا فطور قبل أن ترى مدفع الإفطار ...

وبعد الصلاة يوضع ما تبقى من طعام في الصالة ... أمام التلفاز .. تستمع إلى حديث الشيخ علي الطنطاوي .. ثم مسلسل كوميدي يعقبها كاميرا خفية لا نار فيها و لا ترويع ..

ثم تخرج مع إخوتك للصلاة والبنات يساعدن الأم في ترتيب المطبخ ..
تقابل كل أبناء الحي في ليل بهيج شباب يلعبون ( كرة طائرة ) و في الأطراف صديقك ينادي على (البليلة) و صغار ازعجوا الحي بأصوات المفرقعات .. و أنت منهمك في تحدي (الفرفيرة)

تعود إلى منزلك و تتناول طعام السحور .. ومن الصالة صوت الشعراوي وهو يفسر القرآن الكريم .. و والدك يمسك بكوب الشاي وهو منجذب لكلام الشيخ ..

تخيل أن يحدث لك هذا الان .. يوم رمضاني من الزمن الجميل .. طعم رمضان الذي افتقدناه في زحمة التكنولوجيا و المسلسلات التي لا تتوقف حتى في وقت الصلوات .. إفطار شارك في تحضيره الجميع .. و مجتمع تتغير عاداته و أيامه بحلول هذا الشهر

فقط تخيل

جيل الطيبين لن يتكرر ابداً ☝️🙌
عندك أي منتج؟
الكل: 4

انشهد انك صادق راحت ايامنا كنا نجلس قدام التلفزيون يوم تجي الاعلانات وخاصة موسبقى رمضان لها ذوق وطعم وما نمل

سيأتي يوم تتذكر فيه ايامنا هذه كما نتذكر نحن الايام السالفة

هذا حال الدنيا

آه على الزمن الجميل .. وآه على الذكريات الجميلة

لاتنظرون الى الخلف ..نعم انه زمن جميل ولكن الدنيا تتقدم الى الامام

أضف رداً جديداً..