معايير تقييم أداء المصرف الإسلامى تختلف عن المصارف الإسلاميه البنوك التقليدية فى عديد من النواحى ومن ثم عند الرقابة عليها وتقييم أدائها، فلابد من وجود منهج وأساليب تتناسب مع طبيعتها، ولا يعنى هذا رفض كل الأساليب التى تطبقها البنوك التقليدية بل يمكن الأخذ بها ما دامت لا تتعارض مع قواعد الشريعة الإسلامية وتساهم فى تحقيق مقاصد التقييم من المنظور الإسلامى. ويتضمن هذا الفصل بعض الخطوط الرئيسية الت
ى تتعلق بمعايير تقييم أداء المصرف الإسلامى والخبرة العملية، هذا وسوف نركز على النقاط الآتية: -
. - المقاصد العامة لتقييم أداء المصرف الإسلامى
- الحاجة إلى معايير لتقييم أداء المصرف الإسلامى.
- نواحى التقييم فى المصرف الإسلامى.
- معايير تقييم أداء نشاط الخدمات المصرفية.
- معايير تقييم المقدرة على جذب المدخرات (مصادر الأموال).
- معايير تقييم أداء نشاط الاستثمارات وعوائدها (استخدامات الأموال).
- معايير تقييم أداء نشاط المصرف فى المجال الاجتماعى.
- معايير تقييم أداء نشاط المصرف فى المجال الدينى.
- معايير تقييم التوازن بين مصادر . التمويل الذاتية والخارجية
- معايير تقييم مستوى السيولة النقدية فى المصرف الإسلامى.
- معايير تقييم المقدرة على تحقيق الربحية فى المصرف الإسلامى.
- معايير تقييم التطور والنمو فى أنشطة المصرف الإسلامى.
- معايير تقييم الأداء العام للمصرف الإسلامى.
المقاصد العامة لتقييم أداء المصرف الإسلامى:
من أهم المقاصد لتقييم أداء المصرف الإسلامى ما يلى:
1 - بيان إلى أى مدى قد حقق المصرف الإسلامى الأهداف العامة والتى أنشئ من أجلها وبيان أوجه الإيجاب ونواحى التقصير
2 - بيان أداء الأنشطة المختلفة للمصرف الإسلامى نشاط الخدمات المصرفية ونشاط الاستثمار ونشاط الخدمات الاجتماعية والدينية .
3 - بيان نواحى التفوق والنجاح والتقدم والتطور فى المصرف الإسلامى والعمل على تنميتها
4 - بيان نواحى القصور والمخالفات والتى أثرت على نتائج الأنشطة ودراسة وتحليل أسبابها واقتراح سبل العلاج البديلة
5 - بيان معدل التطور والنمو فى جميع نواحى نشاط المصرف الإسلامى والأسباب التى ساهمت فى ذلك
6 - التنبؤ بأحوال المصرف الإسلامى فى المستقبل للمساعدة فى التخطيط ورسم السياسات.
أساليب تقييم أداء المصرف الإسلامى:
لتحقيق المقاصد السابقة يتطلب الأمر وجود أساليب تساعد فى تقييم الأداء لتتلاءم مع طبيعة المصرف الإسلامى المميزة، من هذه الأساليب ما يلى: -
(1) - أساليب تعتمد اعتمادا كليا على التقدير الشخصى والحدس والتخمين للشخص أو للفريق الذى يقوم بعملية التقييم ونرى أن هذه الأساليب لا تلاءم طبيعة المصرف الإسلامى ولا غير المصرف الإسلامى.
(2) - أساليب تعتمد على المنهج العلمى بجانب الخبرة ومن هذه الأساليب:
- أسلوب التحليل باستخدام معايير النسب المالية والمحاسبة الإدارية.
- أسلوب التحليل باستخدام الأدوات الإحصائية.
- أسلوب التحليل باستخدام أساليب بحوث العمليات.
وسوف نركز على أسلوب التحليل باستخدام معايير النسب المالية التى تعكس طبيعة المصرف الإسلامى.
نواحى التقييم فى المصرف الإسلامى.
المصرف الإسلامى كمؤسسة مالية إسلامية أنشأت لتحقيق العديد من المقاصد المصرفية والاستثمارية والاجتماعية والدينية، لذلك فإن التقييم يجب أن يوجه نحو الأنشطة المختلفة التى لها علاقة بهذه المقاصد، ويختار لكل مصرف المعايير التى تتلاءم مع طبيعته، وتأسيسا على ذلك يقترح أن ينصب التقييم على النواحى الآتية:
أولا: تقييم أداء مستوى الخدمات المصرفية .
ثانيا: تقييم أداء المقدرة على جذب المدخرات (مصادر الأموال).
ثالثا: تقييم أداء الاستثمارات وعوائده (استخدامات الأموال).
رابعا: تقييم الأداء الإجتماعي للمصرف الإسلامى
خامسا: تقييم الأداء الدينى للمصرف الإسلامى.
سادسا: تقييم التوازن بين مصادر التمويل الذاتية والخارجية .
سابعا: تقييم مستوى السيولة النقدية.
ثامنا: تقييم المقدرة علي الربحية
تاسعا: تقييم والنمو التطور.
عاشرا: تقييم الأداء العام
. وسوف نناقش المعايير المناسبة لتقييم أداء الجوانب السابقة
.
المصرفية الاسلامية فى المملكة العربية السعودية
. إن نظرة فاحصة متأنية على المصرفية الإسلامية في المملكة نجد أنها تتمتع بخصوصية متفردة تتضح في مجموعة من الارادات كانت نتاج جهد الشيخ احمد صلاح جمجوم واخوانه نلخصها فىما يلى :
1 – الارادة العلمية :
وتتمثل هذه الإرادة في عقد أول مؤتمر اقتصادي عالمي بالتعاون بين جامعة الملك عبدالعزيز والاتحاد الدولي للبنوك الإسلامية عام 1976م وأوصى المؤتمر بأهمية وجود مركز للاقتصاد الإسلامي، فتم إنشاء مركز أبحاث الاقتصاد الإسلامي التابع لجامعة الملك عبد العزيز وعقد هذا المركز عدة مؤتمرات كان آخرها المؤتمر السابع للاقتصاد الإسلامي والذي عقد في عام 2007م. وقد تحول المركز الى معهد للاقتصاد الاسلامى ، وبدأ فى تدريس ماجستير تنفيذى فى الاقتصاد الاسلامى ابتداء من هذا العام .
وقد أنشأت العديد من الجامعات السعودية أقساماً متخصصة في الاقتصاد الإسلامي مثل جامعة أم القرى، وجامعة الإمام محمد بن سعود أنشأت قسماً للمصارف، وجامعة الملك فهد للبترول والمعادن أنشأت قسماً للتمويل الإسلامي.
2-ارادة تطوير الموارد البشرية بالبنوك :
قامت مؤسسة النقد العربى السعودى بانشاء ادارة للتدريب المصرفى الاسلامى بالمعهد المصرفى تقدم برامج تدريبية متنوعة ومتعددة لدعم الاداء فى المصارف الاسلامية من اهمها " اساسيات العمل المصرفى الاسلامى وصيغ التمويل الاسلامية ، وصناديق الاستثمار الاسلامية ، ومحاسبة المصارف الاسلامية ...الخ باللغتين العربية والانجليزية . بالاضافة الى عقد العديد من المؤتمرات عن مخاطر العمل المصرفى الاسلامى . بالاضافة الى تشكيل لجنة للعمل المصرفى الاسلامى ممثلة لجميع البنوك تجتمع شهريا لدعم الاداء المصرفى الاسلامى .
3- الارادة الاعلامية :
اهتمت الصحافة في المملكة العربية السعودية بمناقشة قضايا المصرفية الإسلامية بشكل منتظم، وعلى سبيل المثال نجد أن جريدة الاقتصادية رغم أنها تخصص مساحة أسبوعية للتمويل الإسلامي، إلا أنها أنشأت مجلة متخصصة، تصدر شهرياً تحت اسم المصرفية الإسلامية، وكذلك صحيفة الشرق الأوسط، وقد اهتم التليفزيون السعودى فى قناته الاقتصادية بعقد ندوات تحت اسم الفقه الاقتصادي بشكل منتظم أسبوعياً.
4- الارادة التشريعية والقانونية :
وفي هذا المحور وبدراسة نظام مؤسسة النقد العربي السعودي نجد أنه نص على الالتزام الشرعي فنجد أن المادة (2) من نظام مؤسسة النقد العربي السعودي تنص على الآتي:
لا يجوز لمؤسسة النقد العربي السعودي دفع أو قبض فائدة، وإنما يجوز لها فقط فرض رسوم لقاء الخدمات التي تؤديها للجمهور أو الحكومة. كما جاء في المادة 6 من النظام ما يأتي:
لا يجوز لمؤسسة النقد العربي السعودي القيام بأي عمل من الأعمال الآتية:
المادة (1) مباشرة أي عمل يتعارض مع قواعد الشريعة الإسلامية السمحاء فلا يجوز لها دفع أو قبض فائدة على الأعمال.
هذا وشكلت مؤسسة النقد العربي السعودي لجنة للعمل المصرفي الإسلامي اعتباراً من 2005، تجتمع شهرياً لتقديم مقترحات لدعم الأداء المصرفي الإسلامي. وأنشأت مؤسسة النقد العربي السعودي إدارة للتدريب المصرفي الإسلامي بالمعهد المصرفي السعودي، وعقد مجموعة من المؤتمرات العلمية لدعم الأداء المصرفي الإسلامي وهي.
أعد المعهد المصرفي بمؤسسة النقد العربي ندوة عن مخاطر المصرفية الإسلامية تحت رعاية محافظ مؤسسة النقد العربي السعودي في فبراير 2004، وندوة "المعايير الاحترازية للمصرفية الإسلامية في يناير 2007".
5-الارادة التطبيقية :
وفي هذا المحور، نجد أن مؤسسة النقد العربي السعودي قد وافقت على إنشاء مجموعة من المصارف الإسلامية، هي مصرف الراجحي ومصرف البلاد، ومصرف الإنماء، ووافقت على تحويل بنك الجزيرة إلى إسلامي، كما وافقت مؤسسة النقد العربي السعودي على ممارسة البنوك التقليدية للعمل المصرفي الإسلامي، وفق استراتيجيات وآليات متنوعة ومتعددة ومتفردة.
-أن هناك أربعة بنوك تقدم العمل المصرفي الإسلامي بشكل كامل وهي الراجحي، والبلاد ، والإنماء، والجزيرة الذي تم تحويله للعمل المصرفي الإسلامي في يناير 2007م.
- أن جميع البنوك التقليدية تقدم العمل المصرفي الإسلامي وفق رؤى واستراتيجيات مختلفة.
-توضح نتائج الاعمال فى البنوك السعودية ان حجم التمويل الاسلامى يبلغ 60% تقريبا وحجم الاصول فى صناديق الاستثمار تبلغ 76%
-ان جميع البنوك بالمملكة بها هيئات رقابة شرعية.
-ان جميع ا لبنوك بالمملكة بها ادرارات للخدمات المصرفية الاسلامية.
-ان جميع شركات التامين بالمملكة تحولت الى شركات تأمين تكافلى.
الانجازات المصرفية الاسلامية مابين عامى 2000- 2012 فى السعودية
سوف نشير بإيجاز إلى تطور نتائج إنجازات الصيرفة الإسلامية في المملكة العربية السعودية:
-ان نظرة فاحصة متأنية على المصرفية المتوافقة مع الشريعة الاسلامية فى المملكة يتضح مايلى:
-أن جميع بنوك المملكة العربية السعودية تقدم حالياً المنتجات المصرفية الإسلامية.
-أن مصرف الراجحي يقدم العمل المصرفي الإسلامي منذ إنشائه عام 1988.
-أن بنك الجزيرة اتخذ قرارا بالتحول الكامل إلى العمل المصرفي الإسلامي في ديسمبر 2003 وأنتهي تحويله في يناير 2007 .
-أن للبنك الأهلي التجاري تجربة فريدة ومتميزة في تقديمه للعمل المصرفي الإسلامي.
-أن مؤسسة النقد العربي السعودي تدعم المصرفة الإسلامية وتجسد ذلك في الندوة التي أعدها المعهد المصرفي بمؤسسة النقد العربي عن مخاطر االمصرفية المتوافقة مع الشريعة الاسلامية تحت رعاية محافظ مؤسسة النقد العربي السعودي في فبراير 2004. وندوة المعايير الاحترازية للمصرفية الاسلامية فى يناير2007.
-تمت الموافقة على إنشاء بنك الإنماء كبنك إسلامي في نهاية الربع الأخيرمن عام 2005 برأسمال 15 مليار ريال.وبدا ممارسة اعماله خلال عام 2009 .
-بلغ حجم التمويل في المملكة العربية السعودية في 2000م مبلغ قدره197 مليار ريال الاسلامى منها 59 مليار ريال, بنسبة قدرها 30%. كما بلغ اجالى التمويل فى 2012 مبلغ 1000 مليار ريال الاسلامى منها 660 مليلر ريال بنسبة 66% . وبالمقارنة بين عام 2000 وعام 2012 م