عبدالله البرقاوي- سبق- عسير: تحقِّق هيئة التحقيق والادعاء العام بمنطقة عسير في حادثة مرورية، تسببت في وفاة حدث (15 عاماً) وإصابة شقيقه (12 عاماً) مساء أمس الجمعة بمحافظة خميس مشيط، بعد اتهام ولي أمرهما قائد دورية بمطاردتهما قبل انقلاب السيارة التي كانت تُقِلُّ الشقيقَين.
وفيما أكدت الجهات الأمنية وقوع الحادث المروري، وتلقي شكوى ولي أمر الشقيقين، وتحويلها لهيئة التحقيق والادعاء العام لإكمال إجراءات التحقيق، قال لـ"سبق" ذيب الشهراني (والد الشقيقين) إنه طلب من ابنه سعود (15 عاماً) الذهاب للبقالة لجلب بعض مستلزمات الأسرة، ورافق سعود شقيقه راكان (12 عاماً).
ويضيف الشهراني "بعد وقت قصير علمت بالحادث ووفاة ابني سعود، وإصابة شقيقه راكان، فيما أوضح راكان أن الحادث وقع بعد أن طاردتهما دورية أمنية لمسافة تزيد على ثلاثة كيلومترات من الحي الراقي إلى طريق الأغنام؛ إذ كان الاثنان خائفين من الدورية لصغر سنهما؛ ما تسبب في انحراف السيارة وانقلابها".
ويكمل الشهراني قائلاً "المؤسف ما أدلى به ابني الناجي خلال التحقيقات؛ إذ أوضح أن رجل الأمن قائد الدورية طاردهما، ثم أطفأ الأنوار، وواصل الملاحقة، وبعد الحادث توقف بجوارهما، ورفض إسعاف سعود، فيما اكتفى بإبلاغ الهلال الأحمر والدفاع المدني".
وقال "حضر للموقع مواطن، ونقل ابنَيّ للمستشفى".
والد الشقيقين أكد أن ابنه الراحل سعود يعتبر من خيرة أبنائه، وهو طالب في الصف الثالث متوسط، ومشهود له بحسن الأخلاق بالحي، ولم يُرصَد عليه أية ملاحظات.
واستغرب الشهراني من مطاردة الدورية لابنَيْه دون وجود أي مبرر، مؤكداً أنه لم يكن هناك أي بلاغ على ابنَيْه وعلى سيارته.
ووجّه الشهراني مناشدة لوزير الداخلية ولأمير منطقة عسير؛ لتشكيل لجنة عاجلة للتحقيق في الحادثة، ومحاسبة المتسبب في وفاة ابنه.
"سبق" أجرت اتصالاً بالناطق الإعلامي في شرطة منطقة عسير، المقدم عبدالله آل شعثان، للاستفسار عن الحادثة، وأكد أن الجهات الأمنية تلقت معاملة من المرور عن وقوع الحادث المروري، وتوجيه والد المتوفَّى والمصاب اتهاماً لإحدى الدوريات بمطاردة ابنَيه قبل وقوع الحادث، مشيراً إلى أن الملف أُحيل لهيئة التحقيق والادعاء العام للتحقيق في الموضوع، واستكمال الإجراءات اللازمة وفقاً للأنظمة.
وقدم آل شعثان مواساته لولي أمر الشقيقين سائلاً المولى - عز وجل - أن يتغمد المتوفَّى بواسع رحمته، ويُشفي المصاب
"اللهم إني أسألك العافية في الدنيا والآخرة، اللهم إني أسألك العفو والعافية في ديني ودنياي وأهلي ومالي، اللهم استر عوراتي، وآمن روعاتي، اللهم احفظني من بين يدي ومن خلفي ومن يميني وعن شمالي ومن فوقي، وأعوذ بعظمتك أن أُغتال من تحتي"