إخوتي الراغبين في التزود من الدنيا .. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. أمابعد :
فأنا لا ألومكم ولكن خذوا نصيحتي في مجال العملات ..فلي ما يقرب من خمس سنين وأنا شخص أسأل عن هذه التجارة وعن المضاربين فيها وعن حكمها الشرعي قبل هذا ...فوجدت أن أقل درجاتها أن تكون من الشبهات التي ينبغي للمؤمن أن يتوقاها وإن كان المحققون عندنا من طلبة العلم يميلون إلى تحريمها فمن تركها من هذا الباب فهو مأجور ومخلوف عليه بإذن الله تعالى لقول الرسول صلى الله عليه وسلم :" واعلم أنك لاتترك شيئا لله إلا عوضك الله خيرا منه " رواه الإمام أحمد..
http://www.halal2.com/ftawaDetail.asp?id=3
ألخص لكم مرئياتي في سوق العملات من حيث التجارة :
الحلقة الأولى : نسمع كثيرا أن سوق العملات عالي المخاطر... فما دام أنه بهذه الصورة فأنت بين أمرين إما أن تضع مالا قليلا ولا يساوي في الحقيقة التعب الذي تبذله فيه لأن سوق العملات يحتاج أحيانا متابعة بالساعات فهو على مدار الأربع والعشرين ساعة وإما أن تضع مالا كثيرا وهذا في الحقيقة مغامرة غير مرضية أبدا فلأن تضع هذا المال في التوسيع على أهلك وأولادك وتحتسب أجره عند الله تعالى خير لك من أن تهلكه في ساعات تبقى حسرتها في قلبك زمنا طويلا!!!!.
الحلقة الثانية: المضاربون في سوق العملات ... بالطبع إدارة مالك بنفسك ليس مثل إدارته من غيرك خاصة مع جهلك بعدالة هؤلاء وحرصهم على مال الآخرين ..وكم خسر أناس خسارات فادحة تصل إلى الثمانين أو الثلاثين أوالخمسين بالمئة من رأس المال بحجة أن السوق فيه تذبذب شديد أو الأخبار سيئة ...الخ !! وهذا على حساب من ؟؟إنه على حسابك أيها المسكين وهذه هي حقيقة السوق فلم يأتوا بجديد .. وقد أحسن الشيخ محمد بن سعود العصيمي حين قال إن العملات فيها قمار حيث إن الرابح واحد !! ثم إن المضاربين في سوق العملات عندهم تدليس وكذب في إخفاء الخسائر الشديدة !! وكلما أعطاك المضارب وعد بربح عالي فثق تمام الثقة أنه سيخبرك يوما بخسارة كبيرة !! وهل من السهل أن يقال مخاطرة 10 % أو 30 % من رأس المال ؟؟ وحتى يتضح لك حال المضارب أطلب منه حسابات حقيقية لمدة لا تقل عن ستة أشهر وممكن هنا أن يدلس عليك ولكن أطلب منه متابعة الحسابات الحية ... واحذر أن تعتمد على حسابات الديمو لأن العامل النفسي فيها ضعيف فتكون فيها أرباح خيالية .
الحلقة الثالثة :شركات الوساطة والبنوك المركزية : آمل الاعتذار على الصراحة في هذا المقال أيها ا لإخوة ... فالمسوقون في شركات الوساطة يسلكون الأساليب المغرية والوعد القوي بالربح و إسناد الثقة في العميل وهم يعلمون أنه لايفقه الا القليل من دراسة الشارتات والخبرة في السوق عموما ....ناهيك عن التسويق من قبل الطاقم النسائي والله يعلم ما يكون فيه من الاغراء على حساب العفاف والحياء والدين قبل ذلك!!!! ثم عندهم من التدليس و إخفاء االنكبات الشديدة وندرة التكلم عن مخاطر السوق ....كل هذا في سبيل أن يكثر عملاءه فينال العمولة على كل عقد...... ولو تعلم كم ينالون من العقد الواحد المكبر في بعض أزواج العملات لهالك الأمر !!!!!ثم ما يقولون إنه حسابات إسلامية فالشك فيه كبير .. لماذا !! لأن البنوك المركزية تأخذ على تبييت العقد فهو من القرض الذي جر نفعا وهو ربا .. ولا تعترف بحسابات إسلامية لأنها قائمة على النظام الرأس مالي !!! فشركات الوساطة بين أمرين إماأن تدفع الفائدة للبنوك المركزية وهذا لايجوز طبعا ... و إما أن تغلق الصفقة صورة غير حقيقة ولكن هذا لايمشي على البنوك المركزية لو كانت الصفقة كبيرة جدا !!! أخي الحبيب : لو تعلم كم من البنوك وشركات الوساطة أفلست فذهبت أموال العملاء هباء لم تأمن بعد هذا أن تضع عندهم أقل القليل من المال .. وشركات الوساطة يحصل عندها أحيانا إقفال الصفقات بخلاف ما حدده العميل عندما تكون حركة السوق قوية !!وهذا الذي يجعل بعض المتاجرين يتجنبون وضع الاستوب لوز ( وقف الخسارة )..... بعد هذا أنصحك بألا تضع رقم هاتفك حين تفتح حسابا تجريبيا .. واعلم أن سوق العملات كما يقال غير منظم ومع هذا تقربه السياسات الكبرى .. ثم إن أسعار العملات في شركات الوساطة غير حقيقية ولهذا كم يحرم الخبير الخير الكثير وتناله البنوك المركزية والله المستعان..
الحلقة الرابعة : دراسة الشارتات ( التحليل الفني ) : نجد الدعوة لدراسة الشارتات في أسبوع أو أسبوعين أو شهر أو شهرين !!!! وهذا في الحقيقة ليس كاف أبدا ... التمكن في هذا الفن يحتاج إلى شهور بل قد يصل إلى
السنتين أحيانا ....لذا لا تغتر بهذه الدعاوي ولا تحملك العجلة على تصديق كل ما يقال ...ثم إن هذه الشارتات
مجال الاجتهاد فيها كبير والخلاف بين المحللين إلى يومنا !!!! فلا تجعل نفسك أخي رهين عقول بشرية معظمها كافرة لاتكاد تبالي بخسائر الناس فضلا عن المسلمين &&&& وهذه الشارتات يؤثر عليها التحليل الاقتصادي والعامل النفسي ..
وأي أزمة عالمية على دولة من الدول تؤثر على عملتها سريعا !!!! وقال بعض المختصين : إن مقابلة الشاشة سلبي !!! ولكن من يملك هذا الثبات ؟؟؟ فأرى لك أخي أن تعرض عن هذا والله يتولاك ... آمين ..
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ....
أخوكم أبو عبدالرحمن ...