تبريرات التجار لرفع أسعار الأرز.. "مرفوضة"

قبل 11 سنة

يرفض الكاتب الصحفي سعيد السريحي تبريرات التجار والمستوردين، الذين رفعوا أسعار الأرز بمقدار 35% مع قرب شهر رمضان المبارك، مشيرًا إلى أنه ليس صحيحًا ما يقولونه عن زيادة أسعار الأرز في الهند بنسبة 100%، وليس صحيحًا أن المزارعين الهنود انصرفوا عن زراعة نوع الأرز الذي نستهلكه، وفي مقاله "زيدوا سعر الأرز براحتكم" بصحيفة "عكاظ" يقول الكاتب: "بشائر ارتفاع أسعار السلع الغذائية بمناسبة قرب شهر رمضان هلت من الآن، ويبدو أن الأرز الذي ارتفعت أسعاره بمقدار 35% هو حامل لواء هذه البشارة، التي سوف تتلوها زيادات أخرى، لا في أسعار الأرز فحسب، بل جميع المواد الغذائية كذلك"، ويضيف الكاتب: "المستوردون يزعمون أن الأسعار في البلدان التي يستوردون منها وعلى رأسها الهند زادت بنسبة 100%.. والمستوردون الذين يبدو أنهم خبراء في شؤون الزراعة في الهند يقولون لنا إن المزارعين الهنود انصرفوا عن زراعة نوع الأرز الذي نستهلكه إلى زراعة أنواع أخرى، مما أدى إلى شح النوع الذي نريده وارتفاع سعره"، ويعلق الكاتب قائلًا: "والتجار المستوردون والوسطاء الموزعون وحتى الباعة الجوالون لم يقولوا لنا كيف توافق ذلك كله مع اقتراب شهر رمضان، وكيف أثر امتناع مزارع الأرز الهندي عن زراعة الأرز على أسعار قطع السيارات المستوردة من كوريا واليابان وأمريكا"، وينهي الكاتب قائلًا: "باختصار نحن كمواطنين يمكن لنا أن نبلع الأرز، ويمكن لنا أن نبلع الزيادة في الأسعار، غير أنه من الصعب علينا أن نبلع مثل هذه التبريرات، علمًا أن التجار المستوردين والبائعين والموزعين ليسوا بحاجة إلى أي تبرير.. وحسبهم أن يقولوا: زدنا السعر إن عجبكم عجبكم، وإن ما عجبكم اضربوا روسكم في الجدار، وحسب وزارة التجارة أن تنصحنا بالتوقف عن أكل الأرز والاعتماد على الجريش".

تبريرات التجار لرفع أسعار الأرز.. "مرفوضة"
عندك أي منتج؟
الكل: 8

تتجاوز هذه الأيام أسعار بعض أصناف الأرز الهندي وزن 40 كجم 270 ريالاً للكيس، ويتساءل الناس عن سبب ارتفاع السعر على الرغم من أن أسعار عقود الأرز العالمية تبين أن 40 كجم من الأرز يباع في حدود 50 ريالاً فقط. زيادة على ذلك، هناك اختلاف بين الأسعار التي ترصدها وزارة التجارة والصناعة من خلال مؤشر السلع الاستهلاكية، وبين ما يجده الشخص في الأسواق، وهذا التباين في الأسعار يحدِث نوعاً من التشويش في ذهن المواطن الذي يبحث عن الحقيقة ويشك في نزاهة بعض التجار. في هذه المقالة نستعرض طبيعة عقود أسعار الأرز في الأسواق العالمية والأسس المستخدمة في بيع وشراء عقود الأرز.

تقدم بورصة شيكاغو للسلع عقوداً خاصة بالأرز يتم تداولها بشكل يومي، وصلت أسعارها إلى أعلى من 16.50 دولار لوزن 100 رطل في أول الشهر الفائت، وأصبحت الآن في حدود 14.50 دولار؛ ما يعني أن سعر الكيلو جرام الواحد حالياً 1.20 ريال، أي نحو 48 ريالاً لكل 40 كيلوجراما. غير أن هناك عددا من النقاط الواجب مراعاتها، لكيلا تكون المقارنة في غير محلها؛ فهذا السعر خاص بأنواع الأرز المماثلة للأرز الأمريكي صنف رقم 2 طويل الحبة، الذي يأتي على هيئة أرز خام - يسمى الأرز الخشن - أي كما هو عليه بعد حصاده من الحقول وقبل أن ينزع منه القشرة القاسية المغلفة للحبة وتنظيفه. تزن هذه القشرة نحو خُمس وزن الحبة؛ ما يعني أنه بعد نزع القشرة وإزالة الطبقة الشفافة من الحبة والتخلص من أي شوائب أو حبوب متشطبة أو مكسرة، يقل الوزن الصالح للتسويق بمقدار ثلث كيلو جرام. بل إن مواصفات العقد تشترط ألا يقل الوزن المتحقق من كيلو جرام الأرز الخشن عن 65 في المائة من الوزن الأصلي، وألا تقل نسبة الحبات الكاملة من الأرز، أي التي ليس بها تشطبات أو كسور عن 48 في المائة من إجمالي الحبوب، ولا يسمح بأي حبوب متغيرة اللون، باستثناء ـــ كحد أقصى ـــ 150 حبة أرز متغيرة اللون بشكل طفيف لكل كيلو جرام من الأرز. هذا يعني أن سعر 1.20 ريال للكيلو جرام هو سعر الجملة للأرز الخشن، قبل التنظيف والتعبئة واستبعاد غير الصالح وقبل الشحن والعرض في المحال، فيمكن تقدير سعر البيع النهائي بين ثلاثة وأربعة ريالات للكيلو جرام، أو بين 120 إلى 160 ريالاً للكيس زنة 40 كيلو جراما. لذا ينبغي ألا ننظر إلى أسعار البورصة كأسعار نهائية للمستهلك، خصوصاً أن نظام البورصة يسمح بزيادة السعر عن المتفق عليه أو خفضه إن تجاوز المواصفات المحددة أو نقص عنها.

أما أسعار الأنواع الأخرى من الأرز، خصوصاً أرز بسمتي الهندي، فهي لا تتم من خلال البورصات، بل هي عقود فردية بين الموزعين في الهند وباكستان وبين الموردين في دول الخليج وإيران وبعض الدول الأوروبية والولايات المتحدة. ويتميز الأرز الهندي من نوع بسمتي بنكهته المميزة ورائحته العطرية، وهذا مصدر كلمة بسمتي التي تعني ''ذو الرائحة''، وتأتي حبته طويلة وتتمدد من الأطراف عندما يتم طبخه، وهو المفضل لدى الأسر الخليجية ويتمتع بسعر عالِ مقارنة بجميع أنواع الأرز الأخرى، التي يصل عدد أنواعها إلى أكثر من عشرة آلاف نوع، أقربها سعراً للبسمتي هو الأرز التايلندي ''هوم مالي'' أو أرز الياسمين؛ كون لونه أبيض مثل لون ورد الياسمين. حالياً يباع الأرز البسمتي عالي الجودة بنحو 1500 دولار للطن المنظف، أي سعر الكيس وزن 40 كيلوجراما نحو 225 ريالا، وهذا هو السعر الذي يمكن مقارنة أسعار الأرز في المملكة استناداً إليه، غير أنه في ظل عدم وجود بورصة نشطة لهذا النوع من الأرز، وعدم وجود منافسين ـــ حيث إنه يزرع فقط في الهند وباكستان ـــ فسيبقى سعره معرضاً لاضطرابات كبيرة، ليست دائماً مرتبطة بأسعار الأرز العالمية.

جدير بالذكر أن هناك دراسات في شرق آسيا تطالب بإيجاد سوق عقود مستقبلية للأرز في شرق أسيا، لكن لا يزال هناك تردد لأسباب عدة، أهمها أن سوق العقود يحتاج إلى عدد كبير من المتعاملين لتكون السيولة اليومية مناسبة للتداول وجذب المضاربين والمتحوطين. فحتى عقود الأرز في شيكاغو، أكبر سوق سلع في العالم، ليست نشطة بشكل كبير، مقارنة بالقهوة والقطن والسكر، حيث نجد، على سبيل المثال، أن عدد العقود اليومية التي يتم تداولها هذه الأيام في حدود 500 عقد فقط، بعدد إجمالي للعقود المبرمة لشهر أيار (مايو) نحو 14 ألف عقد، علماً بأن العقد الواحد يمثل نحو 91 طنا.

كما أن من غير الممكن لأسعار الأرز أن تتغير بشكل فوري تماشياً مع الأسعار العالمية، نظراً لكون التجار يقومون بإبرام عقود مستقبلية على الأرز، سواء من خلال بورصات السلع الرسمية أو من خلال عقود مستقبلية خاصة، ويتم التسليم في وقت لاحق. هذا يعني أن مزارعي الأرز يبيعون عقود أيار (مايو) من بداية العام بسعر محدد، خاضع لقوى العرض والطلب؛ بهدف تجنب مخاطر تقلب أسعار الأرز. وفي المقابل، نجد أن التاجر السعودي كذلك يدخل في اتفاقية عقد يلتزم به شراء كمية معينة بسعر معين في محاولة لتخفيف تقلب الأسعار وتذمر المستهلكين. على سبيل المثال، تحدث حالات يقوم فيها التاجر بشراء عقود أيار (مايو) بسعر 5600 ريال للطن، ثم خلال أسابيع قليلة ينخفض سعر الطن إلى خمسة آلاف ريال للشهر نفسه. وعلى الرغم من ذلك، سيستلم التاجر الكمية في أيار (مايو) ويدفع مبلغ 5600 ريال للطن، ثم ينتظر وصول الكمية ليتمكن من بيعها في الأسواق. في هذه الحالة تجب مراعاة وضع التاجر وعدم التسرع بمطالبته بخفض الأسعار. وفي المقابل، قد يرتفع سعر الأرز لأيار (مايو) إلى ستة آلاف ريال للطن، بينما اشتراه التاجر بسعر 5600 ريال، هنا قد يستغل بعض التجار الوضع ويرفعون السعر بحجة أن الأسعار في ارتفاع.

قال مسؤول رفيع في وزارة التجارة والصناعة لـ "الاقتصادية"، إن الجهات الرسمية تراقب عن كثب تغيرات أسعار الأرز في سوق السلع المحلية، مؤكدا أن البيانات الدولية في السوق العالمية تشير إلى انخفاض أسعار عقود شهر آذار (مارس) الجاري بعد أن سجلت ارتفاعا في الأشهر القليلة الماضية.

وتوقع المسؤول أن ينعكس انخفاض العقود على أسعار الأرز في السوق المحلية، كاشفا عن أن وزارته تعمل عبر قنوات عدة على مراقبة تقلبات أسعار السلع الغذائية والاستهلاكية، في السوقين المحلية والدولية من خلال فرقها الميدانية في مختلف مناطق البلاد، لرصد أي ملاحظات أو تلاعب في الأسعار، ومن ثم تتخذ إجراءاتها النظامية بحق المتجاوزين، التي تمكن من عودة الأسعار لمعدلاتها الطبيعية، في حال كانت ارتفاعاتها غير مبررة.

وأوضح، أن الجهات الرسمية، ستعمل من أجل التدخل على وجه السرعة لعودة أسعار الأرز لمعدلاتها الطبيعية في السوق المحلية، إن كانت المؤثرات العالمية سببا لصعود الأسعار، عن طريق اللجان الوزارية لدعم السلعة وتوفيرها للمستهلك بأسعار مناسبة، مشيرا إلى أن الأسعار العالمية للأرز البسمتي الهندي، ارتفعت خلال الأشهر الماضية من مستويات 1000 إلى 1400 دولار للطن.

تأتي تصريحات مسؤول وزارة التجارة، في وقت أكد فيه مورّدون أن سبب ارتفاع أسعار السكر والأرز في السوق المحلية بنسبة تراوحت من 5 إلى 22 في المائة، يعود لعوامل خارجية في مقدمتها قلة إنتاج هذين المحصولين، فضلا عن زيادة الطلب على الأرز الهندي من دول الخليج، إضافة إلى دخول مشترين جدد من السوق الهندية.

وقال لـ "الاقتصادية" عدد من المستوردين للأرز والسكر، إن هناك عوامل إضافية ربما تكون سببا في ارتفاع أسعار الأرز والسكر من بينها ارتفاع أجور الشحن والتأمين على البواخر، حيث ارتفعت أسعار الشحن بنحو 5 في المائة من إجمالي قيمة الطن الواحد.

أمام ذلك، تظهر بيانات صادرة عن صندوق النقد الدولي، أن هناك انخفاضا في أسعار الأرز في الأسواق العالمية من 601.5 دولار للطن بمنتصف 2012 إلى 573.4 دولار للطن في كانون (يناير) الماضي، فيما يوضح تقرير وزارة الزراعة الأمريكية الصادر في 6 آذار (مارس) الجاري، أن أسعار الأرز لن تشهد أي تغيير عما كانت عليه في الفترات السابقة.

وحسب بيانات صندوق النقد، فإن الهند تتصدر قائمة الدول المصدرة للأرز إلى السعودية، حيث صدرت خلال عام 2011 نحو 697.5 ألف طن، وهو ما يمثل نحو 64 في المائة من واردات البلاد من الأرز خلال العام.

وتعتبر السعودية ثاني أكبر دولة مستوردة للأرز الهندي بعد إيران التي تستورد نحو 900 ألف طن، ويتوقع أن ترفع الهند صادراتها من الأرز من 9.4 مليون طن إلى نحو 11 مليون طن سنويا.

ويؤكد المستوردون، أن سعر طن الأرز الهندي "بنجابي" قفز من 4880 إلى 5912 ريال خلال أقل من شهرين، فيما أسعار السكر شهدت ارتفاعا محليا بنسبة تراوح من 3 إلى 5 في المائة منذ بداية شباط (فبراير) الماضي، حيث وصل سعر الطن 2308 ريالات مقارنة بـ 2215 ريالا، سعر الطن في بداية العام الحالي.

وقال يوسف بن أحمد الدوسري رئيس اللجنة التجارية بغرفة الشرقية، إن اللجنة لديها فريق عمل متكامل ومتواصل بشكل مستمر مع فرع وزارة التجارة بهدف الضبط، مضيفا أنه لا توجد أي حلول لمحاربة الأسعار في المواد الغذائية المستوردة خاصة الأرز والسكر، لارتباط السلعتين بالطلب والعرض العالميين.

وفي أسواق مكة المكرمة، قدر مستوردون تحدثوا لـ "الاقتصادية"، الزيادة في أسعار الأرز بين 50 - 70 في المائة في أسعار الأرز الهندي خلال الفترة الجارية، مقارنة بذات الفترة في العام الماضي، بينما ثبت سعر الأرز الأمريكي.

وقالوا، إن هذا الارتفاع، الذي بدأ منذ أكثر من أسبوعين، اقتصر على سعر الأرز الهندي فقط، بينما الأمريكي لم يتغير سعره، حيث بلغ سعر الكيس 10 كيلو 65 ريالا، بينما حافظ الأرز الأمريكي على سعره البالغ 60 ريالا فقط.

يجب ان يكون هناك مراقبه للاسعار من المصدر ومحاسبه كل من يحاول العبث بأقتصاد البلد

عضو قديم رقم 227898
قبل 10 سنوات و11 شهر
4

المشكله ما هي بالرز والببذنجان
المشكله شامله على مختلف الشوامل المتشمله
المشكله هي اني لا استطيع قول المشكله

فرصة إستثمارية خيالية



زراعة الرز في السودان .....

اولا امن غذائي لنا
ثانيا زيادة في الاقتصاد السوداني

لا تنسو ان السودان = ارض خصبة + ماء وفير

في السعودية يجب دعم الأرز الحساوي

يعطيك العافيه

شكرا لكم جميعا على كريم مروركم

بل يجب محاسبه التجار والضرب بيد من حديد على كل من تسول له نفسه التلاعب بالاسعار وقوت المواطن

أضف رداً جديداً..