بيان ضعف وبطلان الأثر الذي زعم أن الصحابة قد توسلوا إلى الله بالنبي والعباس

قبل 7 سنوات

بيان ضعف وبطلان الأثر الذي يزعم أن عمر بن الخطاب والصحابة قد توسلوا إلى الله بالنبي والعباس



أولاً:



الوسيلة إلى الله هي تقواه وعبادته. قال الله "يأيها الذين ءامنوا اتقوا الله وابتغوا إليه الوسيلة وجهدوا في سبيله لعلكم تفلحون" وقال عن الجنة "وأزلفت الجنة (للمتقين)" وقال عن النار "وإن منكم إلا واردها كان على ربك حتماً مقضيا. ثم ننجي الذين (اتقوا)"



ثانياً:



من أقدم من ادعى هذه القصة كتاب (حديث محمد بن عبد الله الأنصاري) كما يلي (حدثنا الأنصاري ثنا أبي عن ثمامة عن أنس) أن "عمر خرج يستسقي بالعباس معه يستسقي به ويقول اللهم إنا كنا إذا قحطنا على عهد نبينا توسلنا إليك بنبينا اللهم إنا نتوسل إليك بعم نبينا"



ومؤلف هذا الكتاب ليس الأنصاري بل مؤلفٌ مجهول لم أتمكن من معرفة اسمه. وقد ادعى هذا المؤلف المجهول في بداية كتابه أنه قد كتب هذا الكتاب بناء على ما روي إليه من طريق (عبد الله بن إبراهيم بن أيوب بن ماسى البزاز قراءة عليه وأنا حاضر في منزله في دار كعب لثلاث ليال بقين من المحرم سنة 368 ثنا أبو مسلم إبراهيم بن عبد الله بن مسلم الكجي البصري رحمه الله قال: حدثنا محمد بن عبد الله الأنصاري) ..الخ




وعلى أي حال، محمد بن عبد الله بن المثنى الأنصاري هذا، في حديثه نكارة وضعف كما قال أبو جعفر العقيلي في كتابه: الضعفاء الكبير 4-90 وما بعدها



وبما أنه روى هذه القصة عن أبيه أي عن (عبد الله بن المثنى الأنصاري) أود أن أخبركم أيضاً أن أباه ضعيف أيضاً حسبما جاء في برقم 3521 في كتاب تهذيب الكمال 16-25 للمزي رحمه الله



وبما أن أباه رواه عن عمه (ثمامة بن عبد الله بن أنس) عن (أنس رضي الله عنه) أود أن أخبركم أيضاً أن ثمامة هذا فيه ضعف. قال ابن عدي الجرجاني في كتابه الكامل في الضعفاء 2-108 (ثمامة بن عبد الله بن أنس بن مالك الأنصاري بصري سمعت أحمد بن علي بن المثنى يقول قيل ليحيى بن معين وهو حاضر فحديث ثمامة عن أنس قال وجدت كتابا في الصدقات قال لا يصح وليس بشيء ولا يصح في هذا حديث في الصدقات)



ثالثاً:



روى هذه القصة ابن سعد في الطبقات 4-28 فقال (أخبرنا محمد بن عبد الله الأنصاري قال حدثني أبي عن ثمامة بن عبد الله عن أنس بن مالك)ء



وهذا الإسناد هو نفس الإسناد السابق الضعيف فلا حاجة للتكرار لبيان ضعفه



ورواها في نفس المصدر بسند آخر فقال (أخبرنا عبد الوهاب بن عطاء قال حدثنا عمرو بن أبي المقدام عن يحيى بن مقلة عن أبيه عن موسى بن عمر)ء



وهذا الإسناد فيه (موسى بن عمر) و(يحيى بن مقلة وأبوه) وهم مجهولون



وفيه (عمرو بن أبي المقدام) الذي هو (عمرو بن ثابت بن هرمز) وهو متروك الحديث كما قال ابن عدي الجرجاني في كتابه (الكامل في الضعفاء 5-120)ء



وفيه (عبد الوهاب بن عطاء) ضعفه النسائي في كتابه (الضعفاء 1-68) وضعفه أحمد بن حنبل وقال عنه بأنه (ضعيف الحديث مضطرب) كما جاء في كتاب الضعفاء الكبير 3-77 لأبي جعفر العقيلي



فهذا الإسناد ظلمات بعضها فوق بعض



ورواها في نفس المصدر بسند ثالث فقال (أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني عبد الله بن محمد بن عمر بن حاطب عن يحيى بن عبد الرحمن بن حاطب عن أبيه قال رأيت عمر) ..الخ



وهذا الإسناد فيه (عبد الله بن محمد بن عمر بن حاطب) و(محمد بن عمر) وهما مجهولان



رابعاً:



رواه البخاري في صحيحه في موضعين ولكن في المتابعات والشواهد ومعه حق فهو حديث ضعيف. لقد رواه في الموضعين بسند واحد هذا نصه (حدثنا الحسن بن محمد قال حدثنا محمد بن عبد الله الأنصاري قال حدثني أبي عبد الله بن المثنى عن ثمامة بن عبد الله بن أنس عن أنس)



وسبق أن تكلمت عن رواة هذا الإسناد في بدايات هذا البحث وكلهم ضعفاء باستثناء أنس و(الحسن بن محمد)



وبهذا يتبين أن سند البخاري هذا لهذا الأثر ضعيف جداً



ورواه ابن الضحاك في الآحاد والمثاني والطبراني في الأوسط والصغير واللالكائي في الكرامات كلهم من طريق (محمد بن عبد الله الأنصاري قال حدثني أبي عبد الله بن المثنى عن ثمامة بن عبد الله) الذي بينت ضعفه الشديد في بدايات هذا البحث

:::

ومما سبق يتبين أن هذا الأثر لا يصح

:::

بيان ضعف وبطلان الأثر الذي زعم أن الصحابة قد توسلوا إلى الله بالنبي والعباس
عندك أي منتج؟
عفواً.. لايوجد ردود.
أضف رداً جديداً..