تنتشر عادة السخريه بين افراد المجتمع ، ولاشك ان مثل هذه العادة ناتجه عن ضعف الوزاع الديني الذي يجعل من الشخص راغباً في الانتقاص من قدر غيره وان لم يكن بشكل معلن ،، فقد تسير في الشارع ويمر من امامك فجاءة شخص نحيل البنيه ، فتبدأ بالتندر عليه مع صديقك دون ان يشعر بكم ، وتستهزيء بمنظره وتبدأ بألقاء التعليقات الساخرة ، معتقدا داخل نفسك انك شخصيه مرحه وان مثل هذا التصرف فيه من الطرافه الكثير.. اما على مستوى المجتمع ككل ، فأصبح امر دارج أن ترى السخريه من قبائل معينه ، او من مجموعات معينه ، فالحضري يسخر من البدوي والبدوي يسخر من الحضري ، واهالي المنطقة الفلانيه يسخرون من اهالي المنطقة الفلانيه ، واهالي المنطقة الفلانيه يسخرون من المنطقه العلانية ، واما على مستوى الدول فيبدو الشعب الفلاني مدعاة للسخريه مقارنه بالشعب العلاني .. سخرية.. سخرية.. سخرية ، لكن من المستفيد ؟ في الحقيقة ان السخرية ماهي الا لعبة كبيرة يقف خلفها ابليس ، والسخرية تعبر عن اشد حالات الضيق التي تعتري عقلية من يتبناها ، فما يحدث حقيقة ان الشيطان يضحك حد الانبطاح من الذي يسخر من الاخرين ، لأن الساخر في الحقيقة لايسخر الا من ” نفسه “ ..نعم فحين تشير بأصابع السخرية لشخص ما فأن بقية الاصابع تشير لك أنت ! ، فهل لاحظت ذلك من قبل ؟ اعرف شخصياً اناس كانوا يتفنون في السخريه من الاخرين ودارت الايام فأصبح الساخرين في حاله مؤلمه ، بينما من سخرو منهم في احسن حال واصبحوا من الناجحين في المجمتع ، فمن الذي المفترض ان يسخر من الاخر ؟ يحكي لي احدهم هذه القصة بنفسه ، ويقول لي صريح ، كان بيننا زميل نكثر عليه السخريه ولانلقي له بالاً واخذنا نتندر على حاله ونأخذ من وجوده فرصة للأستهزاء لأضحاك الجميع عليه ، ومضت الايام وتركت ذلك المكان ولم اشاهده من يومها ، وبعد سنوات دخلت لأحد المؤسسات الكبرى وكانت لي معامله معطله حتى ظننت انها لن تنتهي ابداً ، فقلت سوف اذهب للمدير فقد يساعدني ، وحين دخلت للمدير صعقت ، فمكن كان يجلس على كرسي المدير كان نفس ذلك الشخص الذي كنا نسخر منه منذ سنوات !! كنت اقف امامه كالذليل الذي يطلب حاجته وانا اسأل نفسي هل سوف ينتقم من معاملتي السيئة له في الماضي ؟ ، واذا به يبتسم في وجهي وقد عرفني ، ثم قال لي ، اجلس لقد عرفتك انت فلان ابن فلان ، كيف حالك ، وقام بضيافتي ، وسألني ان كان يستطيع ان يخدمني ، وبصراحه لم تزدني معاملته الا خجلاً من نفسي وشعرت بصغر نفسي ، فقلت له ان لدي معامله لديكم وانا معطل عليها وشرحت الوضع له .. فقال لي ، هل هذا فقط ماتريده ، اذاًَ ابشر ، ورفع سماعة هاتفه وخاطب مسئول القسم الذي تعطلت معاملته فيه ، ثم اغلق الهاتف ونظر لي بأبتسامه ، معاملتك انتهت وهي جاهزة وتستطيع استلامها !! كان صاحب القصة يشرح لي الاحداث وفي عينيه نظرة ندم وخجل ،واخذ يقارن حالته اليوم بحالة ذلك الشخص ، فقد اصبح شخصاً ناجحاً بينما هو بقي على حاله ان لم يزدد سوء ، وكانت علامات الندم لاتحتاج لمزيد من الشرح.. هنا سألت نفسي، هل يدرك كل انسان حقيقة مايحيط به ؟ يتصرف الشخص احياناً بطريقة تجعله يغرق في الضحك ، بينما لايدرك انه في الحقيقة يضحك من نفسه؟!! ولكن هل يدرك الساخر انه يفضح امور اخرى في نفسه دون ان يشعر! فالحقيقة تقول ان من يسخر من الاخرين يعاني من شعور بالنقص في شخصيته ويحاول تغطيته بالسخريه من الاخرين ،وعكس ذلك تماماً تجد الشخص الواثق المعتز بنفسه ، فتجده يترفع عن السخريه من الاخرين في وجودهم او غيابهم لانه يدرك ان ذلك ينقص من قدر نفسه هو وليس غيره ! لكن مهلاً كيف يعالج الشخص عادة السخريه لديه ويتخلص منها ؟ سوف اورد الحلول على شكل نقاط .. 1- يجب ان يدرك الانسان ان لااحد مستفيد بتاتاً من هذه السخريه سوى من تسخر منه ” فما تتعب عليه من حسنات تعطيه بكل بساطه لمن تسخر منه ” 2- ان تعرف ان من يدفعك للسخريه هو الشيطان حتى يستطيع ان ينقص من حسناتك ويزيد من سيئاتك ، فلا تجعله يضحك عليك بعمل انت في غنى عنه ! 3- ان كنت تسير في الشارع وأردت التهكم على منظر فلان ، فيجب ان تدرك ان الخلل ليس منه بل منك انت ، فأن كان شخصاً يلبس ثياباً رثه واردت ان تسخر منه فهذا دليل ان لاتقدر ظروف الأخرين ،وان كان شخصاً لايستطيع لفظ الحروف بشكل جيد واردت السخريه منه فلتدرك ان لديك خلل وهو” عدم احترام مشاعر الاخرين ” وان اردت ان تسخر من خلقة انسان ما فأنتبه واحذر فأنت ترتكب كارثه في حق نفس ” لأنك تسخر من خلقة الله الشريفه ” وقس على ذلك ، لأن السخريه في النهاية هي تعبير عن مكامن للخلل في نفس الساخر.. اذاً لاتدع الشيطان يتلاعب بك في المره القادمه ، وانتبه لمكامن الخلل لديك واصلحها حتى تغيظ شيطانك وتزيد من حسناتك.. قال تعالى بسم الله الرحمن الرحيم {يا ايها الذين امنوا لا يسخر قوم من قوم عسى ان يكونوا خيرا منهم ولا نساء من نساء عسى ان يكن خيرا منهن ولا تلمزوا انفسكم ولا تنابزوا بالالقاب بئس الاسم الفسوق بعد الايمان ومن لم يتب فاولئك هم الظالمون } الحجرات 11