المنديل الأبيض 📁
كانت أمي وأمهاتكم يغلفن هداياهن بمنديل أبيض كبياض قلوبهن فتستلم صاحبة المناسبة الهدية بكف مبتسم ناصع
كانت الهدية عبارة عن مبلغ بسيط من المال
كعنوان محبة
يلف ذلك المبلغ بمنديل أبيض ، دون الاحتياج لورق سولوفان، أولمحل تغليف الهدايا
في ذلك الوقت ، لم تكن أمهاتنا تحمل شهادات موثقة من وزارة التعليم
لكنهن حملن وزارة تعليم كاملة في سلوكياتهن
قوم عرفوا لغة الجوهر ولم يفطنوا للمظهر
عرفوا أن الهدية حب متبادل ، وصلة لاتنقطع
ومشاركة أفراح
لم تنظر مستلمة الهدية لقيمتها أو للمكان الذي بيعت منه، أو طريقة تغليفها
كانت المحبة هدفاً مغلفاً بأجمل الخامات
كانت الفرحة وسيلة لحفظ القلوب وليست الهدية هي الغاية
في زمن الشهادات الموقعة والمبرقعة
تمر الهدية بعدة مراحل حتى يأتي يوم المخاض
اختيار قيمتها، ماركتها ، وإسم المكان
إختيار محل التغليف
ثم الوصول لمثواها الأخير
هناك يتم فحصها والكشف عن غلائها أو رخصها، من أين أتت ، ولمن إنتمت، على ماذا حوت، ثم يكتب التقرير الهام:
هل تقتنى أم تهدى لنورة أومنى
داخل كل تلك التكاليف والتآليف يتناسى الكثير منا
كيف تكلفت مقدمة الهدية الكثير
الوقت الذي اقتطعته من بيتها وعيالها لشرائها
تغليفها وإبداعها
ويوم الاحتفال بتقديمها
لتدخل السرور إلى قلبك
ثم تطلقين انتقاداتك وسخريتك وامتعاضك
هي ليست مسؤولة عن ذوقك
هي ليست خبيرة عما يليق بك
هي فقط أرادت أن توصل لمسامعك
هاأنا أشاركك فرحك
هاأنا أطبق تهادوا تحابوا
هلا تذكرنا قصة أمهاتنا والمنديل الأبيض
هلا تذكرنا تلك القلوب الأكثر بياضاً، وأصبحنا أقل إمتعاضاً
شكراً لكل من قدم لنا هدية مهما كان ثمنها
مهما كان نوعها
شكراً لأنكم تذكرتم أفراحنا
وكنا ضمن محتويات قلوب
اللهم اغفر وارحم لأصحاب القلوب البيضاء الذين رحلوا عنا واجمعنا بهم في الفردوس الأعلى من الجنة 💞
رائعة 👌