ها أنا ذا .. لم ادرك نفسي في خضم هذ الصراع المخيف .. والذي ازدحم المتنافسون فيه .. صراع بين الليل والنهار .. تارة يتغلب النهار على الليل .. فيطول ويطول معه وقت العمل .. ويبقى الليل وحيدا لا يجد من يسامره ويطيل فيه السهر .. وتارة يتبختر القمر .. حيث قد ارخى الليل استاره على وهج الشمس وقال له انت الان ملك يطيل الناس تحت نوره السمر .. واذ بالمعركة تثور رحاها بين خصمين ليس منهم مفر .. حرارة صيف تلفح بلهيبها قسوة الشتاء .. اذ هو لم يشحذ حد سلاحه بعد .. ولا يقوى على دفع شرارة الصيف .. واذ بالبشر تخيب امالهم فيحبسون اجسادهم بين جدران لا تدفع ضربات سيوف الصيف الا بدروع صغيرة تبعث برودة مصطنعة تزهق ارواح جيوبهم .. ولكن تلوح بالافق جبال مجيشة تندفع لتناصر الشتاء وتنضم لكتيبته لتعود له عزيمته ويطلق سلاحه الذي ضل يشحذه طويلا ليرد كيد الصيف ببرودة تثلج الصدور .. وينسحب الصيف ليترك الميدان ويبحث عن ارض لا سطوة للشتاء عليها .. لم انته بعد .. هناك معركة من نوع اخر .. حيث الخصمان هنا يتسابقان .. ويلحق كل منهما الاخر .. ولكن لا يدرك احدهما الاخر .. الشمس تجري .. والقمر يهرب .. بداية السباق الشروق وخط نهايته الغروب .. وما زالت الجولات مستمرة .. وفي خضم هذه الصراعات .. لم ادرك بأنها تتعارك لتغنم بأيام عمري .. الذي يمضي عام تلو عام .. حتى يأتي الموت مكشرا عن انيابه ليعلن نهاية الصراع .. ولكن حينها لا ينفع الندم .. وليست هناك فرصة للادراك .. فلتتداركوا الفرصة الان ولتصغوا لنذير الزمان .. لتنجوا من الصراع بأمان .. مع تحيات محبكم .. احمد اليافعي