د. علي الزهراني
لعله من المناسب ومدينتنا الحبيبة "الرياض" تعيش اجواء معرض الكتاب ان نتحدث عن الكتاب ودوره في العلاج النفسي وتعديل بعض السلوكيات الخاطئة.
ولعلنا بادي ذي بدء نوضح للسادة القراء بأننا هنا لانعني بالعلاج بالقراءة العلاج بالقرآن الكريم بل العلاج المسمى بال(ببليوثيرابي) Bibliotherapy، حيث ان هذا العلم غير مبني على التشخيصات الإكلينيكية المعروفة في مجال الطب النفسي، فضلا على انه ليس شرطا ان يقوم به الممارسون المتخصصون في مجال الطب النفسي ك(الأطباء النفسيين أو الأخصائيين النفسيين أو الأخصائيين الاجتماعيين)، بل يمكن لأمين المكتبة صاحب البصيرة والخبرة الطويلة في مجال المكتبات ان يمارس هذا الأسلوب العلاجي.
وتقوم فلسفة العلاج بالقراءة على ان يقوم أمين المكتبة الحصيف بإرشاد مرتادي المكتبة على كتب بعينها بعد تعرفه على معاناتهم.
والحقيقة ان العلاج بالقراءة يستخدم الان في اكبر المستشفيات والمدن الطبية حول العالم، حيث تزود هذه المستشفيات بالمكتبات المتخصصة بحيث يخصص للمرضى ساعات محددة يوميا للقراءة الهادفة من اجل تعديل بعض السلوكيات الخاطئة.
بل ان الكثير من السجون حول العالم تزود المكتبات بكتب موجهة من اجل أولا قبول النزيل بوضعه الحالي داخل الزنازين، وكذا تهيأته لاحقا للحياة بعد الخروج من اجل دمجه بالمجتمع وجعله فردا صالحا يفيد بلده والمجتمع المحيط.
ولك ان تتخيل عزيزي القارىء كيف يؤثر كاتب وكتاب في تغيير الكثير من سلوكيات البشر وهو بشر مثلهم! فكيف بكتاب رب الكون وخالق البشر؟ لو اننا حرصنا على تدبره وفهمه كما ينبغي.
http://www.alriyadh.com/2014/03/21/article920047.html