لا ينقاد الرجل العربي في الجاهلية لطاعة أحد ؛ فهو صاحب أنفة وكبرياء ، حر لا يؤمر ولا يُنهى منشغل بالفخر والطعن وتأمين الطعام بالقتل والنهب والظلم فوضى عارمة في أرجاء الجزيرة العربية حتى جاء الرسول صلى الله عليه وسلم فجمعهم على التوحيد والطاعة تحت راية واحدة وأمرهم بطاعة ولي أمر المسلمين عبادة لله ، ولو تأمّر عليهم عبدٌ كأن رأسَه زبيبة لو تأمّر عليهم عبد مملوك ؛ تغلّب عليهم في ولاية كبرى فأخذها غلبة فيجب عليهم السمع والطاعة ، ولا يجوز أن يستنقص شخصيته أي فرد من رعيته أو يهزأ بمنظر رأسه ويستحقره فيخرج عليه بالكلام ، أو يخرج عن طاعته بالكلام والفعل . ثم عاد بعضُهم بعد موت الرسول صلى الله عليه وسلم فأعادهم إلى الطاعة الخليفة الراشد أبو بكر الصديق . ثم استُضعفت الجزيرة العربية وأهملت بعد قرون فعاد أهلها إلى الفوضى يأكل الجاهلُ القويُّ الجائعَ الضعيفَ وانتشرت عبادة القبور والبِدع حتى أعادت المملكة السعودية الراشدة ما أعادته الخلافة الراشدة من سمع و طاعة وانقياد لله ورسوله ولولي أمر المسلمين ، فأصبح الناس في أمن وأمان مع قوت يزيد عن حاجتهم مع العناية بالصحة والعلم فرح أهل الجزيرة بنعمة الإسلام والتوحيد وما تبعه من حب فطري لقادة التوحيد وناشريه . ولا يزال الناس يعبّرون عن فرحهم بهذا الخير العظيم ويشعرون به ويرجون نشره في بلاد المسلمين ليكونوا موحدين طائعين داعين إلى حق الله وما يتبع هذا الحق من أمن شامل لكل أنواع الأمن وجوانبه . لقد كانت نعمة التوحيد والألفة والخير المتوالي من الخيال ومن جنون العظمة لو فكّر فيها ابنُ الصحراء قبل مئتي سنة من الآن ، و تخيّل حال أهل الحرمين اليوم مجرد خيال لأسعده هذا الخيال وتمناه له ولأولاده ولكل مَن يحب . الشكر لله ، وجزى الله ولاة بلاد التوحيد عن المسلمين وخدمة الحرمين خير الجزاء .