دكتور / جمال محمد شحات
محاسب قانوني ومستشار مالي
زميل المعهد الامريكى للمستشارين الماليين
زميل المعهد الامريكى للرقابة الداخلية
Ph.D، MBA، CFC، CFA، CPM، MFM، CICA، CRA
الرئيس القادم سيغرق فى مستنقع الطاقة ...!!
استطيع ان اقول – بكل ثقة – ان الملفات التى تنتظر الرئيس القادم تجعل عوامل الاستقرار امامه منعدمة او ضئيلة للغاية ...!!
فبالاضافة لعوامل عدم الاستقرار الامنى والسياسى والاعلامى والاجتماعى هناك عوامل اخرى تمثل عوامل عدم استقرار هيكلية فى تركيبة الاقتصاد المصرى تجعل سقوط الرئيس القادم ساقط لا محالة ايا كان هذا الرئيس حتى لو كان المشير عبد الفتاح السيسى نفسه ...!!
ولعلى لا اكون مغاليا اذا قلت ان هذا هو السبب فى تأخر اعلان المشير السيسى ترشحه لرئاسة الجمهورية لان الرجل – بصرف النظر عن اختلافك او اتفاقك معه – يفهم الظروف والامور جيدا ويدرك طبيعة الشعب المصرى جيدا وانه شعب عاطفى للغاية وان الشعب المصرى يحكمه عين الرضا عن كل عيب كليلة وعين سخطه تبدى المساويا ..!!
وهذه النقطة التى لعب عليها فى تجميع فئات عديدة وطوائف مختلفة فى حشدها ضد الرئيس الدكتور محمد مرسى بالرغم من ادراكه لخطورة الامر وحجم الخسائر التى تتكبدها مصر لازاحته ..!!
ولو كان لا يدرك هذه الخسائر وتلك الابعاد لكان انتهج سبيلا اخر وطريقا مختلفا ولكنه وجد اعوانا على نهج هذا السبيل ذى الثمن الفادح ...!!
قد يكون الرجل ذكيا للغاية ولكنه – حتما – يفتقد الحكمة التى تجعله يضع مصلحة الوطن فوق كل اعتبار وسلامة الوطن فوق كل مصلحة ..!!
هناك الكثيرون يتمتعوا بالذكاء ولكنهم يفتقدون الحكمة ولا شك .
واذا فقدواالحكمة فقد خسروا كثيرا واذا اضافوا عليها خسارة الذكاء فقد خسروا خسرانا مبينا ...!!
اعود لموضوع مقالى وهو الملفات التى تنتظر الرئيس القادم والتى ستسقطه حتما ايا كان هذا الرئيس وان كنت اشرت فى بداية المقال للمشير السيسى باعتباره اكثر المرشحين حظا فى اجتياز هذا الاستحقاق ..!!
سأسرد الملفات التى ستواجه الرئيس القادم هى عديدة وكل ملف بذاته كفيل باسقاط الرئيس القادم فكيف اذا اجتمعت كلها ضده ...؟!!
واهم هذه الملفات التى ستقف حجر عثرة هو ملف الطاقة والغاز والكهرباء.
فمن المعلوم ان مصر تواجه عجزا متزايدا فى هذا القطاع الحيوى وكان احد اهم الملفات التى واجهت الرئيس مرسى فى يونيو الماضى قبل عزله وقد استخدم هذا الملف اسوء استخدام فى تأجيج الامور ضده وهو ما يؤكد اهمية هذا الملف وما يزيد من اعبائه ما صرح به وزير الكهرباء من حاجة القطاع لمبالغ هائلة ليظل قطاع الكهرباء فى تلبية احتياجات المواطنين ويكفى هنا الاشارة الى وزير الكهرباء هو نفسه فى حكومة هشام قنديل لم يتغير – وهو ما يعضد نظرية الحشد ضد الدكتور مرسى – اذ كان لابد من عزل هذا الوزير مادام كان هناك تقصير وقد عزل الرئيس بسببه فكيف لا يعزل الوزير المختص مع زميله وزير البترول .....؟!!
والامر الثانى فى نفس الملف هو الغاز وقد اشارت صحيفة صحيفة وول ستريت جورنال الامريكية بعنوان : ان مصر مقدمة على كارثة اقتصادية بسبب انخفاض الغاز وما يحمله من آثار سلبية وتبعات تزيد من وضع الهوة وتزايد الفجوة .
واذا كانت دول الخليج قد تعهدت بحزمة مساعدات قدرها 12 مليار دولار بعد 3 يوليو من ضمنها مساعدات بترولية؛ ولكن فى نفس الوقت على الحكومة المصرية أن تدرك أبعاد الأزمة الحالية وأن تلك المساعدات لن تستمر إلى الأبد ولن تستطيع هذه المساعدات تغطية حاجة السوق المصرى ذى الطلب المتزايد .
وهذا ما دعى وكالة رويترز الى القول : الرئيس القادم قد يغرق في مستنقع أزمة الطاقة في مصر.!!
واضافت : يرى كثير من المصريين أن السيسي يحظى بقدرات واسعة لكن خبراء الطاقة وشركات النفط والغاز الأجنبية، والدبلوماسيين الغربيين يشكون في قدرته على اتخاذ خطوات جريئة لحل أزمة الطاقة في مصر.
وفشلت حكومات متعاقبة في وضع إستراتيجية مناسبة لاستغلال احتياطيات الغاز الطبيعي الكبيرة بالرغم من النمو السكاني الذي زاد الطلب على الوقود.
وبدأت مصر تصدير الغاز في منتصف العقد الماضي لكن الصادرات انخفضت إلى أقل من النصف في الفترة من 2008 إلى 2012. وأصبحت الكميات ضئيلة جدا في الوقت الراهن.
ويتراجع إنتاج مصر حاليا من حقول الغاز القديمة، وتوقعت الحكومة هذا الشهر أن يتجاوز الاستهلاك مستوى الإنتاج لأول مرة في السنة المالية التي تبدأ في يوليو.
لعلى توسعت فى السرد لملف الطاقة والغاز لاهميته وخطورته فاذا اضفنا العديد من الملفات التى ستقف امام الرئيس القادم فلاشك انه غارق فسيكون كمن قيل فيه القاه فى اليم مكتوفا وقال له اياك ان تبتل ..!!