لم يفرح الغربُ قط كما فرح بعد الحربين العالميتين الأولى والثانية مثلوها بينهم حتى يلاحظ الشخصُ في وجوه رؤساء قادة الممثلين في تلك الأفلام الوثائقية وجوه الأنس والسعادة وفي وجوه آخرين منهم نشوة فرح لا توصف لم تكن سوى حربين حالمتين لعالم أمة الكفر تحققتا في أعينهم فباركوا لروما وطاروا فرحاً ثم نزلوا نزولاً آمناً في مناطق الدول العثمانية المدنيةولم يحتلوا القدس ولا مصر ولا باكستان ولا منطقة أخرى لكن عباد القبور المشركين من الأتراك ومن أهل الجزيرة العربية ومن غيرهم وأهلَ الكتاب لم يعلموا بأن سقوط العثمانيين صوريٌ لا حقيقة له لأن مدبّر الكون حي قيّوم يقوم بشؤون السموات والأرض والحق باقٍ إلى قيام الساعة . سقطت الدولة الاسلامية العثمانية فاستبدلها الله بغيرهم لم يكن سقوطها بفعل فاعل غربي أو شرقي لكنه حين انتسب القبوريون للإسلام زوراً وبهتاناً وهم مشركون عبدة للموتى صاروا أخطر من اليهود والنصارى فظن الكفار الآخرون بأن الاسلام قد ذاب بهذه الخرافات التي أشرفوا على بقائها وإحيائها فيما بعد بالمال والأفكار لكنهم أصيبوا بما أصيب به عباد القبور المتصوفة والرفض أصيبوا بصدمة موجعة وإحباط حقيقيٌ تغلغل في سويداء قلوبهم وفرحة ما تمت لقد جاء الحق مرة أخرى وزهق الباطل في مناطق شاسعة بمجيء الملك عبدالعزيز وعودة الحق قوياً ساطعاً حيث استعمله الله بأسباب ظاهرة وخفية وانتصارات معلومة حدودها مجهولة أجورها العظيمة التي جعلها الله للمجاهدين في سبيله . ثم جاء المدينة المنورة وتفاءل المسلمون الأعلون في كل عصر عندما ركب القطار التركي وسار به من المدينة المنورة إلى العلا سار وسار أبناؤه بالكتاب والسنة ومجمعهما في المدينة المنورة إلى العلا والمجد والخير في الدنيا والآخرة الموحدون هنا دليل قاطع على حسن تدبير الله الحافظ الرافع يأتي بقوم يحبهم ويحبونه وينصرونه مكّن لهم الأرض ورحم بهم بلاد المسلمين التي سبق أن ظلمت وأظلمت ثم عادت بلاد الجزيرة إلى التوحيد ثم ستعود دولة الراشدين ويسود الحق والعدل في بلدان المسلمين كلها بعودتها إلى دولة الاسلام المملكة العربية السعودية تحت قيادة ولاتها العلماء الربانيين والأمراء آل سعود حفظهم الله وحفظ بلادنا وأهلها . اللهم صلّ على محمدٍ وعلى آل محمدٍ كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيمَ إنك حميدٌ مجيد .