التفكير السلبي ذلك الإرهاب الصامت
.
.
.
.
.
.
.
.
.
منذ عشرة أعوام وفي إحدى اللقاءات الصحفية بمجلة اليمامة ذَكَرْت بأن :الأمة العربية مصابة بعقد نفسية لابد أن تفكك، وهذه العقد هي التي كوّنت لدى الكثير من أبنائها نوعاً من التفكير السلبي.
ولكي نحقق الأمن الفكري لابد من ممارسة قانون الاستبدال الذي يعتبر الطريقة المثلى لتحرير النفس من الانفعالات غير المرغوبة ،وهو ما يؤكد عليه الدكتور جوزيف مارفي الذي يعتبر من أشهر الخبراء في كتابه Subconscious mind في طرق عمل العقل ،ويقول: سخر عقلك لضمان الصحة والسعادة فالوصفة السحرية لدى المسلمين عندما يقرءون قول الله عز وجل (فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفارا)
فمن خلال قانون الاستبدال العقلي نستطيع الاستعاضة عن الأفكار السلبية بأخرى إيجابية، وهو ما كان عليه الصلاة والسلام يربي أصحابه على الفكر الخير والعمل الخير فزرع في نفوس المسليمن التفاؤل بالخير.
والملاحظ أن ما اعتاد عليه معظم العرب تقديم الجوانب السلبية ،وهذا ما سار بهم إلى نظرية المؤامرة ، فإذا اعتقد الإنسان الشرقي كل شيء يعرض عليه أصبح متوجساً على الدوام ،وهذا ما قد ينزلق إلى الوهم القسري ، فإذا آمن بأن الله معه وأنه يسير في الطريق الصحيح فإن الأفكار السلبية تتلاشى وتتبدد تماماً كما يبدد النور الظلمات ،ولهذا قال إيليا أبو ماضي "كن جميلاً ترى الوجود جميلا"
حينما يمتلك الإنسان الغضب والغيظ ،أو يساوره القلق يعود بذاكرته إلى الماضي فيستعيد أقوال الذين أساءوا إليه فتتراكم الأحقاد في نفسه وتسود الدنيا في وجهه ويفكر في الانتقام عندها تتمكن الأفكار السلبية فتنتقل إلى عقله الباطن ويصبح الشر هو طريقه الوحيد.
لهذا يجب أن يتذكر الإنسان قوله تعالى :"ولا تستوى الحسنة ولا السيئة إدفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم وما يلقاها إلى الذين صبروا وما يلقاها إلا ذو حظ عظيم" عندها يتحقق قانون الاستبدال ،وتتحرر النفس من الإنفعال ،ويصبح التفكير الإيجابي هو السيد ويتسامى هذا الفكر عندما يعلق الإنسان في نفسه قرار العفو عن من أساء إليه ، كما يتسامى أكثر حينما يدعو لمن أساء إليه.
إن الحقد والكراهية وشهوة الانتقام هي ملوثات العقل التي تدفع بصاحبها إلى الانفعال والتوتر ،وقانون الاستبدال يتطلب توظيف الحواس الخمس لتحويل الأفكار السلبية إلى إيجابية بناءة.
وهناك تحديات سلبية تفرض نفسها على حياتنا لهذا يجب أن ندرك أن كل إنسان له جوانب سلبية وإيجابية خير وشر ، فإذا تعاملنا مع عنصر الخير اتسع على حساب الشر، وإذا تعاملنا مع عنصر الشر اتسع على حساب الخير ،فدعونا نتعامل مع عنصر الخير في الإنسان، بذلك نستطيع أن نواجه كل التحديات السلبية خصوصاً إذا أدركنا ما قاله النبي صلى الله عليه وسلم "إن ما أخطأك لم يكن ليصيبك وما أصابك لم يكن ليخطئك" فالمصائب ترد بالدعاء والصبر فقد قال سبحانه وتعالى قل ما يعبؤ بكم ربي لولا دعاؤكم" فإن الإنسان إذا كان مع الله لا يبالي.
فالإنسان الإيجابي نجده يرفض التفوه بالجمل السلبية ،وهذا هو الضمان الحقيقي ، فلا يستخفنا الشيطان عندما نذكر من أساؤا إلينا فندعوا عليهم ،أو نشتمهم ،لابد من الدعاء لهم ،وهذا أسمى ما وصل إليه الأنبياء ،فكان عليه الصلاة والسلام يقول لقومه الذين أساؤا إليه وآذوه وأرادوا قتله "اللهم اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون"
مما راق لى ...!!